أسعار الذهب تقترب من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع 930 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم مجلس الأمن يناقش القضية الفلسطينية اليوم استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب غرب جنين وزيرا الأشغال والصحة يبحثان إطلاق مشروع توسعة مستشفى الأميرة إيمان/معدي الأردن قلب واحد رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يهنئ نادي السلط بفوزه بدرع الاتحاد لأول مرة في تاريخه استمرار الأجواء الباردة اليوم وارتفاع طفيف على الحرارة غدا وحتى الخميس دراسة: ChatGPT يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟ في وضح النهار.. سرقة كنز وطني من متحف فرنسي دراسة تكشف علاقة غريبة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم العالم الهولندي يتنبأ بزلزال عظيم بعد العاصفة لأول مرة بالموعد و المكان خلال ساعات بهذه البلاد الموجة الباردة تستمر نصائح وتحذيرات من الأرصاد الجوية" بيان صادر عن ديوان أبناء مدينة السلط في العاصمة عمان (تحت التأسيس) جيش الاحتلال يشن سلسلة غارات جديدة على بيروت الزراعة الذكية... تقنيات حديثة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في ظل النمو السكاني والتغيرات الإقليمية اللقيس: المنخفضات كتل ضخمة من السحب وتأثير مفاجىء ل"عدم الاستقرار" يارا بادوسي تكتب : حادثة الرابية: التهويل الإعلامي وتأثيره على صورة الأردن الاقتصادية أحمد الضرابعة يكتب : عملية الرابية.. فردية أم منظمة ؟

البحر الحي والضمير الميت

البحر الحي والضمير الميت
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 رغم واجب العزاء لاهالي الضحايا مقرونة بأمنيات الشفاء العاجل للمصابين , الا ان حادثة البحر الميت لا يجوز ان تبقى اسيرة المراثي واللطميات , لمجتمع بدأ يسترد وعيه ويبحث عن بيئة صديقة للحياة وبيئة آمنة للوعي ولحقه في الحصول على الحقيقة كاملة دون نقصان , فالمراثي واللطميات لا تبني الاوطان ولا تمنح الامل لمستقبل ينتظره جيلنا والاجيال القادمة , بعد أن اثقلنا كاهلنا بالتحاليل والتعاليل التي نخرت كل ثوابت المجتمع وتماسكه الأهلي , وبعد أن اجبرت السلطة بتدليسها وتراخيها  الناس , على ادارة الظهر للدولة مما رفع منسوب السواد والاشاعة اكثر مما ارتفعت مناسيب المياه في وادي الازرق – ماعين .

المجتمعات الحية ونحن منها بالقطع , رغم ظلال السواد والاحباط الذي تبثه مراكز صُنع الاعتقاد الداخلية والخارجية , تبدأ العمل والانقلاب الايجابي منذ الازمة وفي اتونها , وللمرة العاشرة نُعيد التأكيد بأن الدولة كائن حيّ يستجيب ويتفاعل او يسمك جلده فيفقد القدرة على الاحساس , وقد اظهر مجتمعنا في كل مرة انه يمتلك الاحاسيس والاحساس ويتفاعل بإيجابية وحيوية – والمجتمع ابرز اركان الدولة - , وأن زيته يُستضاء به ومخزون في الخوابي ليوم مسغبة , ورأينا ذالك النشمي الذي قطع اجازته ليشارك في الواجب ورأينا ذاك البهي بالشهادة الذي قضى نحبه وهو يساعد في انقاذ ملائكة صغار قبل ان يلتحق بمن رحلوا .

منذ اليوم ومن الازمة وبوحيها , نرفع الصوت عاليا , بضرورة محاسبة كل مقصر قانونيا واخلاقيا , ولن نقبل ونحن نرفع الصوت بدولة مدنية وعصرية ان تقتصر المحاسبة على صغار الموظفين والاداريين , ونستلهم من فيلم – ضد الحكومة – للراحل احمد زكي , ضرورة مثول وزراء التربية والتعليم والاشغال العامة والسياحة والاثار والنقل والداخلية , امام الادعاء العام لسماع اقوالهم ومحاسبتهم عن الخطا الذي أودى بحياة 21 انسانا معظمهم من الرصيد الاستراتيجي لمستقبل الدولة , فهذه ابسط شروط الدولة المدنية والعصرية , واول تفاؤلنا بمقدم رئيس الوزراء عمر الرزاز كان على اساس اعلاء قيمة الدولة المدنية وسلوكها وهذا هو عقدنا معه .

لم يعد مقبولا ان تتحول اللجان الى مقبرة المحاسبة كما هو السلوك السابق , ولن نقبل ان يقول احدهم ان وقائع الفيلم ليست قابلة للانعكاس على ارض الواقع , فنحن نرسم واقعنا بإرادتنا ولن نقبل ان نجلس مكتوفي الايدي امام فاجعة بهذا الحجم , طالت كل بيت في الاردن , ولا يطفئ نارها الا المحاسبة الحقيقية ولا يُشفي صدور الناس الا تحديد المسؤولين الحقيقيين عن الفاجعة مهما علت مناصبهم , فالحادثة يجب ان تكشف عن حياة الضمير في البحر الميت , وليس عن الضمير الميت في البحر الحي بارواح الاطفال والشهداء , فهذه صفحة طويت وعلى كل انصار الدولة المدنية الالتزام بمعايير وشروط الضمير بالمحاسبة الحقيقية وليست الشكلية وممارسة الضغط على الحكومة لتكريس هذا السلوك .

مجتمعات كثيرة , استردت حياتها بعد فاجعة , فكل الدول الاوروبية خرجت من فاجعة الحرب العالمية اكثر نضجا وايمانا بالدولة المدنية , وكثير من القوانين التي نتغنى بها في العالم تمت صياغتها والالتزام بها بعد حوادث مفجعة , وثمة افراد تحولت حياتهم من الجحيم الى الاستقرار بعد حوادث مفجعة , ونحن شعب شاب وحي ويجب ان نسترد وعينا وثقتنا من اجل بناء دولتنا كما نريدها ناصعة ومدنية وخالية من درن الفساد والافساد والطبطبة على المخطئ , فنحن شعب حي ونستحق الحياة .//

omarkallab@yahoo.com

 

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير