زاوية سناء فارس شرعان
عندما تمنع الحدود العربية … !!!
منذ عام ٢٠١١ حيث انطلقت الثورة الشعبية السورية في اطار ما يسمى بالربيع العربي وبقيت البلاد العربية في حالة فوضى وتوتر لا مثيل لها جراء الحروب الاهلية للقضاء على
الثورات العربية من جهة ومكافحة الارهاب من جهة اخرى ..
وحدها الثورة التونسية التي اجتازت مرحلة الخطر وحققت بعض اهدافها في التغيير السلمي للسلطة وتحقيق الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطلوبة رغم ما يعترض مسار هذه الثورة من صعوبات ومعوقات ومؤامرات خارجية … اما الثورات الاخرى فكان مصيرها الفشل الذريع بسبب التدخل الخارجي واستعانة انظمة الحكم بالدول الاجنبية ما جعل من بعض الاقطار العربية مسرحا للحروب والجرائم التي ارتكبت ضد المواطنين ..
ثورات الربيع العربي بالاضافة الى جذب التنظيمات الارهابية للوطن العربي اسفرت عن اغلاق الحدود بين اقطار الوطن العربي ما ادى الى حصار بعض الاقطار في مقدمتها الاردن حيث اغلفت جميع معابره مع كل من سوريا والعراق علاوة على فلسطين حيث يتحكم الكيان الصهوني بحودها ومستقبلها ومصيرها …
حصار الاردن ادت الى اضعاف الصادرات من صناعات وخضار وفواكه للدول الشقيقة المجاورة والدول القريبة تبعا لذلك كما خفت حركة السياحة كثيرا جراء اغلاق الحدود البرية واقتصار الحركة السياحية على المعابر الجوية والبحرية … ما ادت الى خلخلة الاوضاع الاقتصادية ما شكل ازمة اقتصادية خانقة لا يزال الاردن يعاني من وطأتها اسفرت عهن هزات شعبيه وثورات عجزت الحكومات المتعاقبة عن استيعابها والتعامل معها…
الان وبعد اغلان التحالف الدولي عن هزيمة داعش في سوريا والعراق والقضاء على الدولة الاسلامية في العراق والشام رغم انه لم يتم القضاء على تنظيم داعش نهائيا وبعد القضاء على التنظيمات الارهابية في جنوب سوريا تهيأت الظروف لفتح المعبر الحدودي بين كل من العراق وسوريا والاردن الأمر الذي يتيح الفرصة لتدفق المسافرين والسياح وانسياب السلع والبضائع بين الاقطار المذكورة والاقطار العربية الاخرى بالاضافة الى العالم الخارجي … فقد اتفق العراق وسوريا على فتح المعابر الحدودية بينهما التي تم اغلاقها بسبب الحرب على الارهاب في سوريا والعراق واغلاق داعش للحدود بين العراق وكل من سوريا والاردن.
واذا كان الاردن من اكثر الاقطار التي تكبدت خسائر اقتصادية فادحة جراء اغلاق المعابر الحدودية لوقف الصادرات والانخفاض الكبير في اعداد السياح لدرجة ان الاردن كان يعيد الخضار والفواكه للعراق المجاور له عبر دولة الكويت الشقيقة … فالاردن في مقدمة المستفيدين من هذه المعابر الحدودية الأمر الذي يتيح له تصدير صناعاته ومنتجاته الى العراق بعد فتح معبر طريبيل مع العراق لا سيما وان السوق العراقية سوق كبيرة قادرة على استيعاب الصادرات الاردنية من مختلف المنتجات الزراعية والصناعية علاوة على ان المصالح المشتركة بين القطرين تتطلب تسهيل حركة المسافرين وتدفق المواطنين والسياح ما يضيف دخلا اقتصاديا الاردن بامس الحاجة اليه.
فتح المعابر الحدودية بين الاردن والعراق وسوريا يعني بالدرجة الاولى عودة الامن والاستقرار للحدود بين هذه الاقطار ما يؤثر لازدهار الحركة السياحية فيها وبين دول العالم خاصة تركيا والدول الاوروبية التي ترتبط معها بعلاقات اقتصادية وسياحية وثقافية وسياحية متينة على ان تتيح المعابر الدولية وحدها لا تكفي لتحقيق الازدهار الاقتصادي والتجاري الا اذا تتناسب اجراءاتها حركة لتسهيل المرور والفاتصال للاشخاص وتدفق الصادرات والواردات بعد الاجراءات اللازمة لذلك الغاء التأشيرة وتسهيل حركة المرور ففي دول الاتحاد الاوروبي ٢٧ دولة دولة فينتقل الافراد كما لو كانوا في دولة واحدة ولا تستغرق عملية عبور الحدود بين دولة واخرى اكثر من دقيقة واحدة … فهناك مبنى واحد على جانبي الحدود بين كل دولتين فبمجرد ان تغادر حدود الدولة حتى تكون في الدولة المجاورة لها …
ونرجوا ان لا تعود الحدود العربية الى سابق عهدها حيث تتعقد الاجراءات ويزدحم المسافرون ساعات طويلة لدجة ان افلاما ومسرحيات عديدة عالجت موضوع الحدود بين الاقطار العربية حيث يهدد المسؤولون باغلاق الحدود عقابا لشعوبهم التي ترغب بالتواصل مع الاقطار الاخرى … !!!