زاوية سناء فارس شرعان
فلسطينيون في شمال سوريا … !!!
اول ما يتبادر الى الذهن ان هؤلاء الفلسطينيين في ادلب حيث تتجمع فصائل عديدة من المقاومة السورية بعد ان انتقلت من مختلف المحافظات السورية او من المنظمات الارهابية التي تتواجد هناك رغم رغبة المقاومة في الابتعاد عن الارهابيين وعدم التعايش معهم الا ان هؤلاء هم في حقيقة الامر لاجئون فلسطينيين يعيشون في مخيم اليرموك بدمشق منذ نكبة فلسطين عام ١٩٤٨ ..
نحو ٤٠٠ الف لاجئ فلسطيني يعيشون في مخيم اليرموك بدمشق في مخيمات اخرى منتشرة في كل من مناطق سوريا منذ النكبة ويتلقون خدمات صحية وتعليمية واغاثية من وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين «الاونروا» منذ ذلك الحين الا ان عشرات الالاف من سكان المخيمات في سوريا وخاصة مخيم اليرموك عانوا كثيرا جراء الثورة الشعبية السورية من قبل التنظيمات الارهابية وخاصة تنظيم داعش وجبهة النصرة والنظام السوري على حد سواء.
العديد منهم هدمت منازلهم كليا او جزئيا وفقدوا الموئل الذين يقيمون فيه كما ان الظروف التي تمر بها الاونروا جراء تقليص التبرعات الامريكية كخطوة على طريق اعدام الاونروات وعدم تمكينها من تقديم المساعدات التعليمية والصحية والاغاثية والبيئية للاجئين الفلسطينيين حرمت اللاجئين الفلسطينيين من تلقي الخدمات التي تقدمها الاونروا.
علاوة على ذلك فان المعاملة العدائية التي يتلقاها اللاجئون الفلسطينيين في سوريا بسبب عدم دعمهم للنظام الذي اباح دماء السوريين للقتل والتعذيب والاعتقال والتهديد القسري كبقية فئات الشعب السوري الذي لا يؤيد النظام ويعمل مع فصائل المقاومة على اسقاطه واقامة اخر على انقاضه ليكون اكثر عدلا واستجابة لرغبات الشعب السوري وتطبيق مبادئ الاخاء والمساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والتعددية السياسية وتكريس مبادئ حقوق الانسان …
هذه الاسباب مجتمعة دفعت اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك وغيره من المخيمات السورية الى الهجرة الى مناطق اكثر امنا وهي المناطق التي كانت خاضعة لفصائل المقاومة السورية والجيش الحر في شمال سوريا على الحدود مع تركيا بحثا عن الأمان وحقنا لدمائهم وحماية لاعراضهم وحفاظا على حياتهم ..
اقام اللاجئون الفلسطينيون في مخيم بمنطقة عزاز على مقربة من الحدود التركية باشراف الاونروا التي ساهمت في تقديم المساعدات لهم وخاصة الخدمات التعليمية والصحية والبيئية والاغاثينة الا ان الظروف التي عانت منها الاونروا في الاونة الأخيرة والمتمثلة بزيادة العجز بموازنتها قد اسفرت عن تخفيض الخدمات التي تقدم لهم خاصة وان النظام السوري لم يقدم اي نوع من المساعدات للاجئين تعينهم على تحمل شظف الحياة وتخفف من معاناتهم والمأساة التي يعيشونها في مخيم اللجوء ..
وجاء ترامب الذي يتعاطف مع الصهاينة الى ابعد الحدود لتخفيض المساعدات التي تقدمها بلاده للاونروا بشكل كبير باتت معه الاونروا عاجزة عن تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في مناطق الاونروا الخمس وهي الضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا ولبنان والاردن بل ان ترامب يعتزم الغاء الاونروا بالتنسيق مع الكيان الصهيوني وشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار رقم ١٩٤ الذي ينص على عودة اللاجئين الى المناطق التي ارغموا على مغادتها قسريا عام ١٩٤٨ وتعويض من لا يرغب منهم بالعودة.
وهكذا يعتبر اللاجئون الفلسطينيين في شمال سوريا اول ضحايا قرار ترامب بتخفيض تبرعات بلاده للاونروا الامر الذي ينص على عدم تقديم المساعدات التي تقدم للاجئين تمهيدا لحرمانهم من حق العودة … !!!