يُنظم دار "سوذبيز" أول مزاد في العالم مخصص للذهب فقط، يوم الأربعاء في لندن. وما يميز هذا المزاد عن غيره هو وجود سيارة فيراري ذهبية اللون، وتمثال لعارضة الأزياء البريطانية كيت موس، بالإضافة إلى كرسي ذهبي كان قد صُنع لغرفة عرش نابليون.
ويُسلط مزاد "Midas Touch" الضوء على هذا المعدن طوال فترة تاريخ الإنسان، وذلك من خلال استخدامه المستمر في المجوهرات، والفنون المختلفة. وتعرضت فكرة المزاد لانتقادات عديدة من مؤرخين وخبراء الفن، وذلك لاعتقادهم أنه يشجع على التبذير.
وبحسب المدير العام لدار المزاد قسطنطين فرانجوس، فقد جاء الإعلان عن المزاد، بعد الطلب المتزايد على الذهب من العملاء في السوق، مثل آسيا، وروسيا، والشرق الأوسط.
وفي مقابلة عبر البريد الإلكتروني، قال فرانجوس: "تتمتع الأعمال الفنية والمجوهرات الذهبية بسمعة عالمية، وقد رأينا الكثير من الاهتمام من جميع أنحاء العالم تجاه الأعمال الموجودة في دار المزاد".
وستتضمن المجموعة مجوهرات، ومنحوتات، ولوحات، بالإضافة إلى نصوص قديمة، وأعمال دينية. إذ تمزج بين الأساليب التقليدية والحديثة للفن المطلي بالذهب.
وأوضح فرانجوس أن المزاد يشمل تاريخ الذهب المزخرف، بدءاً من القرن السابع أو الثامن وصولاً إلى إلى حين الأعمال العصرية، التي تعود إلى الفنان البريطاني، مارك كوين، والفنان الفرنسي، إيف كلاين.
ويأمل دار المزاد في جذب 525 ألف دولار مقابل تمثال كوين، بينما يُقدر الكرسي المخصص لغرفة نابليون، في قصر التويلري، بحوالي 394 ألف دولار.
ومن المتوقع، أن يشهد العمل الفني لورقة كلين الذهبية، من العام 1961، سعراً يصل إلى 1.6 مليون دولار. وبالنسبة إلى سيارة "فيراري 512 BB"، من العام 1977، فيُقدر ثمنها بـ 590 ألف دولار.
أما النسخة طبق الأصل من كأس إتروسكان الذهبي، 22 قيراطاً، فقد تصل قيمة بيعها ما بين الـ 4 آلاف و600 دولار إلى 5 آلاف و900 دولار.
وقالت الأستاذة في تاريخ الفن بجامعة لندن، أليسون رايت، إن الأسواق المستهدفة في آسيا، وروسيا، والشرق الأوسط ليست فقط مناطق حُددت فيها الفجوة الاقتصادية بين الأثرياء والفقراء، وإنما تتميز بتاريخها الذي يُقدر الذهب واستخدام المهارات المتطورة للعمل فيه. وأشارت رايت إلى أن المزاد لا يعكس الأعراف المعاصرة للذهب فحسب، وإنما أيضاً للمجتمع الحديث.
وكان أستاذ تاريخ الفن في جامعة كوينز بكندا، غوفان بايلي، قد سلط الضوء على تمثال كوين لعارضة الأزياء الشهيرة، قائلاً إنه "يروي مجلدات عن مخاوف اليوم". وأضاف "أصبحنا نشعر بهوس أكبر تجاه المشاهير، من كيم كاردشيان إلى المصاعد الذهبية في برج ترامب".
ولطالما ترقب المؤرخون قيمة الذهب في المجتمعات البشرية، مثل إمبراطورية إينكا، التي اعتبرت الذهب بمثابة عرقٍ للشمس، مما جعلها تعطيه مكانة إلهية. ومنذ ذلك الحين، أوضح بايلي أن الذهب بات يستخدم لإنتاج فسيفساء متلألئة للكنائس البيزنطية وأغلفة الباغودا البورمية.
وذكر كتيّب المزاد عبارة لكوين مفادها: "البشر قرروا أن الذهب هو واحد من أكثر المعادن قيمة في العالم". ولكنه في الواقع لا يعد أكثر قيمة من أي معدن آخر.
cnnarabic