العين جمال الصرايرة يرعى حفل اشهار كتاب ” محطات من حياتي” للدكتور سلطان العدوان في المكتبة الوطنية الأردن يرحب بإعلان اتفاق يفضي إلى تهدئة الأزمة وإعادة تشغيل الخطوط الجوية اليمنية رئيس الوزراء يفتتح فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ 38 المنتخب الوطني يتعادل مع الخور القطري في ختام معسكر تركيا رئيس الأركان يفتتح مصنع اليوبيل للوازم الدفاعية انطلاق الجولة التاسعة من دوري المحترفات غدا تخريج دورة تفتيش السفن (VBSS) في قيادة القوة البحرية والزوارق الملكية بيان من السفارة الأردنية في القاهرة بشأن الإقامة في مصر BYD تحصل على طلبية لشراء 120 حافلة كهربائية لتزويد جنوب أفريقيا رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل قائد القيادة الأمريكية في افريقيا زرع بذور المجاعة في السودان... ابتكار عُماني لتنظيف الخلايا الشمسية باستخدام الروبوت الميثاق الوطني يقيم حلقة نقاشية لدعم سيدات القائمة الوطنية في الانتخابات النيابية القادمة انطلاق المشروع الوطني للشباب "برنامج نشامى" الحفاظ على أقدم مخطوطة للقرآن الكريم في الصين "لجنة مراقبة تمويل الحملات الانتخابية" تعقد اجتماعًا لبحث آليات ضبط الإنفاق المالي للقوائم المرشحة بلدية الجيزة توقع إتفاقية لإنشاء مبنى مركزي جديد وزير التعليم العالي والبحث العلمي يرعى فعاليات (ملتقى الشركات الناشئة والمبتكرة في مجال تكنولوجيا الزراعة الذكية ) في البلقاء التطبيقية المستقلة للانتخاب تطلق الإطار المرجعي لتمكين المرأة في الانتخاب والأحزاب التقرير المروري: ضبط مخالفات خطرة هدّدت مستخدمي الطريق وحوادث نجم عنها وفاة
مقالات مختارة

لما نحكي عن الوطن ..

{clean_title}
الأنباط -

أنا أعرف الوطن جيدا ويحق لي أن أعرفه ... هو خطى عجوز أضناها التعب، جاءت من معان إلى المدينة الطبية، كي تزور (ولدها) ...الي تعرض لحادث سير أثناء أداء الواجب، وتاهت في ممرات المدينة الطبية،وضيعت الذين جاءوا معها ...وفي النهاية،أتت ممرضة عسكرية ..وأحضرت لها كرسيا متحركا، وأجلستها ثم قادتها إلى عنبر الضباط ..الوطن هو تلك الخطى المتعبة، وهي حب الممرضة للحياة والناس .

ومشيت خلف الممرضة، التي ذهبت إلى السجلات..ثم استفسرت عن الإسم، وطمنتها قالت لها : أنه خرج من العمليات وأنه بصحة جيدة، ثم قادتها إلى عنبر الضباط ...والعجوز مترنحة بين الدمع والفرح بين الدعاء والرضى..والممرضة السمراء، تمشي ..وتخبر زميلة لها عبر الهاتف بأن تحل محلها إلى أن تأتي.

ومشيت...خلفهما، حتى وصلنا عنبر الضباط، كان حول هذا الضابط مجموعة، من الرجال يرتدون الدشاديش ..وضابط اسمر يبدو أنه يخدم معه في نفس الوحدة.. واقتربت العجوز..تبكي بكل ما في البكاء، من فرح ...ولم تساعدها الأقدام
على الوقوف ففردت ذراعيها تصرخ : (حمد الله ع السلامة يا وليدي) ..وهو وقف وكأن الحياة دبت في أوصاله من جديد، وأنحنى ليديها ثم نزل وقبل أقدامها ..ظل يقبل قدمها لدقائق وهي بيديها تمسح ظهره ..

كأن معان هي التي حضرت كي تطمئن على سلامة وليدها وليست عجوزا في اخر العمر ..

تركتها الممرضة وخرجت، وبين جفونها دمع أبى إلا أن يستفز ويثور وينسدح على الوجنتين ..هذا لم يكن دمعا هو الاخر كان وطنا..من الحنين والشوق والرضى .

الوطن ..هو الدم والجراح التي تعرض لها هذا الضابط، أثناء انقلاب الالية التي كان يسير بها مع الرفاق، هو المسافة التي أمضتها هذه العجوز بين معان وعمان..تبكي تارة وتدعو تارة أخرى، وهو دمع الممرضة..التي أدت واجب الحنين والحب ..

أقسم أن دمع هذه الممرضة، كان أكبر من اعتصام شعبي..كان أكبر من حركات مطالبة أسست على الفيس بوك، كان أكبر من الليبرالية ومن يسير في ركبها، كان أكبر من دعوات المجتمع المدني ومن يزغرد لها ..كان أكبر، من المجالس ومن اللقاءات ومن الحوارات..كان دمعها بحجم وطن كامل .

كلما ذهبت إلى المدينة الطبية، حملت حزنا في صدري أضعاف ما يحمله البشر وفي ذات السياق..عرفت أن الأردني أقسى من الصخر وجبار وعنيد وبطل ..وعرفت أيضا، أن الحكومات قد تتخذ قرارا في لحظة ما .ولكن كل قراراتها أمام دموع تلك الممرضة صغيرة جدا،فتلك الدموع هي قرار القلب..والقلب حين يقرر ...يصمت الجميع .

وبحكولك عن الوطن ...

Hadi.ejjbed@hotmail.com

الرأي