المعايطة : الهيئة مسؤولة عن تطبيق القانون؛ ولايوجد حزبي بالولادة. منتخبنا يفوز على سبارطة التركي بالتسعة وزارة الخارجية ترحب بالرأي الاستشاري لـ محكمة العدل بعدم قانونية إسرائيل إنتاج: شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردنية تعمل بشكل طبيعي رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من مركز ماعين حضور مميز لمبدع الكلمة المغناة مارسيل خليفة في "جرش" الفنانة فيوليتا اليوسف صاحبة مشروع "يلا نحلم" على المسرح الشمالي لـ"جرش" رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من مركز ماعين الناطق باسم الخارجية الصينية : تحقيق المصالحة الفلسطينية يخدم القضية العادلة للفلسطينين بعد خلل بأنطمة “Crowdstrike”…”الأمن السيبراني” تواصلوا معنا و ومع المزودين البنك المركزي الأردني: نعمل بشكل طبيعي وبكفاءة عالية الاقتصاد الرقمي: عُطل في أحد أنظمة الحماية العالمية أثر على العديد من الشركات حول العالم القيسي لوكالة الانباء الصينية شينخوا "نبحث عن أسواق تشبهنا" الملكية: لا تغيير على جدول رحلات الشركة “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا وفيات الجمعة 19-7-2024 استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلين وسط قطاع غزة "عندما يلتقي الشرق بالغرب" الفنان التونسي محمد الجبالي يشارك في “جرش” 2024
عربي دولي

طبول معركة إدلب تُقرع لتتصدر جدول أعمال قمة طهران

{clean_title}
الأنباط -

موجة نزوح جديدة.. و28% من سوريا لن تكون بيد الأسد

 

عواصم – وكالات  - رصد للأنباط - مامون العمري

 

تعتبر محافظة إدلب في شمال غربي سوريا آخر المعاقل الرئيسية لفصائل المعارضة، وتتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة فهي من جهة محاذية لتركيا الداعمة للمعارضة، ولمحافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد من جهة ثانية. كما أن مدينة إدلب (مركز المحافظة) لا تبعد عن طريق حلب - دمشق الدولي سوى 20 كليومتراً.

 مع ارتفاع الأصوات الدولية التي تحذّر النظام السوري من إعادة استخدام الأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب، مع سعي النظام للسيطرة على المعقل الرئيسيّ لفصائل المعارضة ، الانباط   من جديد  تقف على طبول  معركة إدلب  التي شهدت  الاقتتال الداخلي بين الفصائل المتعددة منذ العام  2017،  حيث باتت هيئة تحرير الشام تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب مقابل تواجد محدود لفصائل أخرى أبرزها حركة أحرار الشام وحركة نور الدين زنكي. وفي 18 شباط 2018، أعلنت الحركتان المذكورتان اندماجهما تحت مسمى "جبهة تحرير سوريا" لتخوضا مجدداً معارك مع جهاديي هيئة تحرير الشام.

ومنذ سيطرة فصائل المعارضة عليها، وطوال سنوات، شكلت محافظة إدلب هدفاً للطائرات الحربية السورية والروسية، كما استهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن قياديين جهاديين فيها بشكل دوريّ. ويعيش في إدلب حالياً نحو 2,3 مليون شخص بينهم أكثر من مليون نزحوا من مناطق أخرى، مع أعداد كبيرة من المقاتلين الذين رفضوا إلقاء السلاح ولا سيما من الغوطة الشرقية التي خضعت لحصار طويل وهجمات عنيفة.

 كما تطالع الانباط في ملفها  الهجمات الكيميائية التي تتعرض لها  منذ 2014 ، فبعد تأكيد لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن قوات النظام استخدمت الغازات السامة في كل من بلدة تلمنس (21 نيسان 2014) وبلدتي سرمين وقميناس (آذار 2015)، تعرضت مدينة خان شيخون لهجوم كيميائي في 2017، أدوى بحياة عشرات الأشخاص بينهم 30 طفلاً. واتهمت الأمم المتحدة النظام السوري بشن الهجوم، رغم نفي الأخير.

كما أكد الرئيس السوري بشار الأسد في 26 تموز الماضي أن "هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد". وفي 9 آب الماضي  قصفت قوات موالية للنظام السوري مواقع في إدلب قالت بأنها لفصائل معارضة وجهاديين وألقت منشورات تدعو السكان للاستسلام.

نشرت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء تقريراً عن معركة إدلب (شمال غربي سوريا)، آخر معاقل المعارضة، حذّرت فيه من إمكانية انجرار الولايات المتحدة الأميركية إلى المشاركة في العملية ومن تهجير مئات الآلاف من المدنيين إلى تركيا ومن تعزيز قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على البلاد.

 

وأوضحت الوكالة أنّ إدلب ستتصدّر جدول أعمال قمة طهران الجمعة، حيث سيجتمع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، الذين يتشاركون جميعاً هدف هزيمة المسلحين، مستدركةً بأنّ المخاوف الروسية-التركية المشتركة قد تفضي في نهاية المطاف إلى سيطرة الجيش السوري على المحافظة المذكورة.

في المقابل، أكّدت الوكالة أنّه من شأن اندلاع معركة طويلة في إدلب تسقط خلالها أعداد كبرى من الضحايا المدنيين أن تؤدي إلى موجة نزوح جديدة إلى تركيا وأن تقوّض الطموحات الروسية المتمثلة بالفوز بالقبول الغربي لبقاء الأسد في الحكم، بعد استعادة الجيش السوري محافظتي السويداء ودرعا.

 

 

ومن ناحيته، شدّد الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد أوروبا في موسكو، ألكسندر شوميلين، على أنّ "القمة أساسية لإقناع أردوغان بعدم التدخل بعملية إدلب"، منبهاً من إمكانية إصدار تركيا أوامر لقواتها بالتحرك إذا ما شعرت بالتهديد.

 

 

كما توقع شوميلين أن تضيق روسيا وإيران والأسد نطاق عملية إدلب، إذا ما أذعنت تركيا للشروط في القمة، مؤكداً أنّ المحادثات ضرورية لثني أردوغان عن "تحويل كل ذلك إلى حرب كبرى".

 

 

وفي ما يتعلق بالخطر الذي يمكن أن تشكّله هذه العملية على المدنيين، أوضحت الوكالة أنّ نحو 2.9 مليون شخص يعيش في إدلب، بينهم 1.4 مليون أُجبروا على إخلاء البلدات والمدن التي كانت خاضغة للمعارضة قبل سيطرة الجيش السوري عليها، مذكرةً بتحذير تركيا، التي تستضيف عدداً كبيراً من النازحين السوريين، من موجة نزوح جديدة تضم مسلحين وبنشرها دبابات على حدودها مع سوريا.

 

 

وفي هذا الإطار، نقلت عن الضابط السابق في الجيش التركي والمحلل، إيرول بسرام بورال، تحذيره من حصول كارثة في إدلب إذا ما تجاهل الدعوات إلى التراجع، وحديثه عن إمكانية اندلاع مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا.

 

وبدوره، أكّد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أنّ الأسد، إذا استعاد إدلب، سيسطر إلى جانب شركائه على ثلث الأراضي السورية، بما فيها المراكز السكنية الكبرى، مقدراً في الوقت نفسه بقاء 28% من الأراضي السورية بيد الانفصاليين الأكراد المدعومين أميركياً، الذين لعبوا دوراً بارزاً في معركة الرقة والذين تصنّفهم تركيا بالإرهابيين.

 

يُشار إلى أنّ المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة أعلنت أمس أنّ مجلس الأمن، الذي تتولى واشنطن رئاسته في أيلول الجاري، سيعقد في وقت قريب 3 جلسات على الأقل لمناقشة الأوضاع في سوريا.

الحربُ الروسية المحتملة في إدلب.. تشريد أكثر من 700 ألف مدني!

كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أنّ روسيا تعدُّ لحرب في محافظة إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا، محذِّرة من أنّ هذه الحرب قد تؤدّي إلى تشريد نحو 700 ألف مدني، وذلك بحسب إحصاءات أعدّتها جمعيات حقوق الإنسان.

ورأت الصحيفة في مقال لمراسلها مارتن شولوف أنّه كان من الطبيعي أن تنقل روسيا حربها إلى إدلب بعدما سيطرت عبر القصف الجوي المكثف على أغلب مواقع المعارضة لتنهي بذلك وجود المعارضة المسلحة في البلاد، مشيرة إلى أنّه قد نزح مئات الآلاف من القاطنين في إدلب من محافظات أخرى في سوريا، ما يعني أنّهم لاجئون داخل البلاد ويعيشون باعتماد كلّي على المساعدات التي يتلقونها من جمعيات الإغاثة الدولية.

ونقلت "ذا غارديان" عن مكتب "منظمة العفو الدولية" في الشرق الأوسط قوله إنّ "العالم لم يعد يحتمل تكرار مذبحة جديدة عبر وسائل عسكرية ممنوعة مثل القصف العشوائي ومحاصرة المدنيين أو تجويعهم".

ورجّحت أن تشكّل تركيا "ملاذاً آمناً" لمن يرغب في الفرار من إدلب إذ تُسيطر على مساحة كبيرة من شمالي سوريا سواء مباشرة عبر الجيش التركي أو عبر قوات المعارضة المتعاونة معها.

 

ذرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الاثنين من ان مليون طفل سوري معرضون للخطر في محافظة ادلب وحدها والتي تعد آخر معقل للمقاتلين المعارضين للنظام في سوريا.

وقال مدير المنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خيرت كابالاري في بيان مقتضب ان "الحرب على الأطفال في سوريا تعرض مليون طفل للخطر في ادلب وحدها".

واضاف انه "خلال الساعات الـ36 الماضية، افادت التقارير بمقتل 28 طفلاً في ادلب وغرب حلب، شمالي سوريا"، مشيرا الى انه "من بين عدد القتلى المرتفع عائلة بأكملها مكونة من سبعة افراد".

واوضح كابالاري ان "ثلاثة مرافق صحية تدعمها يونيسف تعرضت للهجمات، اثنان منها تقدم الاغاثة للأطفال والنساء"، مشيرا الى انه "لا يمكن استخدامهما بعد اليوم بسبب الضرر الذي ألحق بهما".

وتعد إدلب آخر معقل للفصائل بعد طردها تدريجياً من مناطق عدة في البلاد. وكررت دمشق في الآونة الأخيرة أن المحافظة على قائمة أولوياتها العسكرية، في وقت تحذر الامم المتحدة من تداعيات التصعيد على السكان والنازحين.

وكانت الامم المتحدة دعت في التاسع من آب الماضي إلى إجراء مفاوضات عاجلة لتجنّب "حمام دمّ في صفوف المدنيين" في محافظة إدلب.

ويبلغ عدد سكان إدلب نحو 2,5 مليون نسمة، نصفهم تقريباً من المسلّحين والمدنيين الذين تم نقلهم بشكل جماعي من مناطق أخرى سيطرت عليها القوات السورية بعد هجمات مكثفة.

ويسيطر تنظيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) على نحو 60% من إدلب، بينما تسيطر فصائل معارضة متناحرة أخرى على باقي المحافظة.

بدورها بدأت وزارة الخارجية الروسية فى تصعيد لهجتها ضد الجماعات الإرهابية قبل ساعات من قمة طهران، مؤكدة أن روسيا ستستمر فى قتل الإرهابيين فى مدينة إدلب السورية وفى أماكن أخرى لإحلال السلام.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فى تصريحات نشرتها وكالات الانباء الروسية "قتلنا ونقتل وسنقتل الإرهابيين، إن كان فى حلب أو إدلب أو فى أماكن أخرى فى سوريا. يجب أن يعود السلام إلى سوريا"، بدورها دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تجنب وقوع كارثة إنسانية فى مدينة إدلب السورية فى حالة شنِّ هجوم ضد المعارضة المسلحة التى تسيطر على المنطقة.

وقالت ميركل فى تصريحات تليفزيونية إنه يجب أن يكون الهدف من الهجوم هو محاربة القوى الإسلامية المتطرفة مع حماية السكان المدنيين "وستكون هذه مهمة كبيرة"، مشيرة إلى أنها تحدثت بهذا الشأن أيضا مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتسيطر على مدينة ادلب السورية مجموعة من الفصائل المعارضة وما يقرب من 10 الالاف إرهابى من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، واستهدفت عمليات قصف متفرقة جماعات مسلحة على مشارف ادلب خلال الأيام القليلة الماضية، بينما قصفت المدفعية السورية والطائرات الروسية مناطق جنوب شرق المحافظة الخميس.

 

ودفعت تلك الهجمات مئات السكان الى الفرار من المحافظة قبل شن هجوم واسع عليها.

 

بدورها قالت الرئاسة التركية أن أنقرة صنفت هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية وذلك مع استعداد دمشق لهجوم عسكرى فى شمال غرب سوريا حيث تتمتع الهيئة بوجود كبير.

ويتطابق الإخطار الذى نشر في الجريدة الرسمية بتركيا مع قرار الأمم المتحدة فى يونيو الماضى بإضافة هيئة تحرير الشام إلى قائمة الأفراد والمنظمات التي ستجمد أرصدتهم بسبب صلات بتنظيمي القاعدة وداعش.

القرار التركى جاء قبل أيام من هجوم متوقع للجيش السورى بدعم من روسيا على محافظة إدلب بشمال غرب البلاد حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين شخص على الحدود مع تركيا.

 

وهيئة تحرير الشام كانت تعرف باسم جبهة النصرة وهى مرتبطة بتنظيم القاعدة وتحصل على تمويل مالى مباشر من قطر.

 

وتشير كافة التحركات العسكرية الأخيرة فى مدينة ادلب السورية ان المعركة الأهم للجيش السورى قد اقترب موعدها، وبدأ الطيران الحربى السورى بتوجيه ضربات جوية ضد مراكز ومخازن السلاح للمجموعات الإرهابية التى ترفض إلقاء السلاح والاستسلام أو التفاوض.

وكان وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف قد قال إن للجيش السورى أن يحرر كل أراضى الدولة السورية من التنظيمات الإرهابية بما فيها إدلب التي تسيطر عليها جبهة النصرة الإرهابية، كما كان وزير الخارجية السورية وليد المعلم أكد بأن أولوية الجيش السورى هى تحرير إدلب.

وأكد مصدر سورى أن الجيش السورى مستعد فى أى لحظة للبدء بمعركة تحرير إدلب من الجماعات الإرهابية، موضحا أن معركة إدلب بدأت منذ أن توجهت قوات الجيش السورى من درعا إلى إدلب بتعزيزات عسكرية كبيرة، وتتعرض الجماعات الإرهابية فى مدينة إدلب لقصف عنيف من طيران الجيش السورى.

 

وكانت السلطات السورية أكدت مرارا في الفترة الأخيرة، بما في ذلك على لسان الرئيس السورى بشار الأسد ، أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة.

 

كانت وزارة الخارجية الروسية قد حذرت من استحالة التوصل إلى تسوية في سوريا مع بقاء مشكلة إدلب من دون حل، مؤكدة حرص موسكو على خفض المخاطر المحتملة على المدنيين السوريين إلى حدها الأدنى.

 

وأشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، إلى أن "شركاءنا الغربيين يدركون تماما أنه لا يمكن ترك هذه المنطقة السورية في قبضة التنظيمات الإرهابية دون تحريرها، كما يدركون جيدا أنه من دون حل هذه المشكلة تستحيل إعادة الأوضاع في سوريا إلى مجراها الطبيعي".

نشرت صحيفة " كوميرسانت" الروسية الخميس، تقريرًا تحت عنوان "القمة ستقرر مصير إدلب"، تتناول قمة رؤساء روسيا وتركيا وإيران، التى ينتظر منها إقرار العملية العسكرية فى شمال سوريا.

وأوضحت "كوميرسانت"، استنادا إلى مصادر عسكرية روسية، أن هذه الهجمات لا ينبغى أن تعد بداية للعملية العسكرية فى إدلب، حيث أنها جاءت ردا على استفزازات باستخدام طائرات بدون طيار ضد قاعدة "حميميم"الجوية الروسية فى سوريا.

وذكر مصدر دبلوماسى عسكرى روسى رفيع المستوى لـ" كوميرسانت" أنه يتعين الاتفاق على تفاصيل العملية العسكرية من قبل رؤساء روسيا وتركيا وإيران فى اجتماع طهران، حيث أكمل الجانب السورى تقريبا حشد المدفعية الثقيلة على حدود إدلب ويستعد المستشارون العسكريون الروس لتنسيق العملية.

وقال خبير المجلس الروسى للشئون الدولية كيريل سيمينوف، للصحيفة الروسية: " أن تركيا تخشى أن لا تتوقف دمشق بعد إدلب وتكون مستعدة للقيام بعملية عسكرية فى الأراضى الواقعة إلى الشمال من حلب، التى احتلتها تركيا خلال عمليتى درع الفرات وغصن الزيتون". وأضاف: "إذا توصلت تركيا وروسيا وإيران إلى حل وسط، فإن التركيز فى العملية سيكون على جبهة النصرة"، مؤكدا أنه لن يبقى أمام الدول الغربية سوى إغلاق أعينها عن العملية العسكرية فى إدلب.

وأشار إلى أن الأمر الوحيد، الذى يمكن أن يصبح "خطا أحمر" بالنسبة للغرب، هو إمكانية استخدام السلاح الكيماوى وسقوط عدد كبير من الضحايا.

مجلة ذى أتلانتك : معركة إدلب لن تكون سهلة لنظام الأسد

قالت مجلة «ذى أتلانتك» الأميركية، إن معارك سوريا المروّعة والمعاناة الإنسانية التي سبّبتها، مثلما حدث في حلب والغوطة، ربما لم تكن الأفظع مقارنة بما سيحدث لاحقاً في محافظة إدلب، التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة، وتحاصرها الآن قوات نظام بشار الأسد المدعومة بغطاء جوي روسي، استعداداً لهجوم ضد آخر معاقل المعارضة الكبرى.

 

ونقلت المجلة عن خبيرة الشأن السوري بالمعهد الأميركي للسلام منى يعقوبيان، قولها إن هجوم النظام السوري على إدلب سيكون أكثر كارثية مقارنة بأي شيء شهدته الحرب سابقاً، مضيفة أن الهجوم الوشيك يشكّل خطراً -بالأخص على المدنيين- في ظل الأعداد الكبيرة المتركزة في المنطقة، وعدم وجود مكان آخر يفرّون إليه بعد إغلاق تركيا حدودها مع إدلب.

 

وأكدت يعقوبيان أن نظام الأسد لن يتوقف عن استخدام كل الطرق لاستعادة إدلب، متوقعة اندلاع هجوم وحشي من قبل النظام المدعوم روسياً.

 

أما أندرو تابل -خبير سوريا في «معهد واشنطن»- فيرى أن طريقة تنفيذ الهجوم ستدل على ما سيؤول إليه، وهل سيركز على السيطرة على طرق رئيسية وحيوية، أم سيتجاوز ذلك ليمتد داخل إدلب، مشيراً إلى أنه في تلك الحالة سيكون الأمر صعباً بالنظر إلى وجود 3 ملايين نسمة قاطنين للمحافظة.

 

وأوضحت المجلة أن نظام الأسد يزعم مهاجمته لإرهابيين في إدلب، ويعني بذلك هيئة تحرير الشام، لكنه في الوقت ذاته يهاجم مجموعات المعارضة المعتدلة أيضاً، مشيرة إلى أن بشار لا يميّز بين المتطرفين والمعتدلين، ويستخدم الأولى ذريعة لمهاجمة الثانية، خاصة في المناطق المأهولة بالسكان.

 

وتتوقع الخبيرة يعقوبيان، صعوبة معركة إدلب في ظل وجود حوالي 70 ألفاً من مسلحي المعارضة فيها، والذين لن يتخلوا عن أرضهم بسهولة، مشيرة إلى وجود فصائل غير عازمة على التفاوض أو الاستسلام.

 

وتقول المجلة، إن الأسد لو نجح في تحقيق نصر بإدلب فسيكون ذلك إشارة على انتهاء حرب مدتها 7 سنوات، لكن ذلك لا يمنع وصم الصراع السوري بأنه قد تحول الآن إلى حرب إقليمية بالوكالة بين أطرافها إيران وروسيا وتركيا وغيرهم.

 

وذكرت يعقوبيان أن سقوط إدلب يدق ناقوس موت المعارضة السورية المسلحة، لكنه ليس إيذاناً بانتهاء الصراع الذي سيستمر لوجود عدة أطراف فيه.;

 

استعدادا لمعركة إدلب.. الأكواب الورقية تتحول إلى أقنعة للوقاية من الغاز

ثبت حذيفة الشحاد كوبا ورقيا زاهي الألوان يمتلئ بالقطن والفحم على وجه طفل وأحكم ربط كيس بلاستيكي حول رأسه فكان قناعا مرتجلا للوقاية من الغاز في حالة استخدام الكيماويات مرة أخرى في إدلب السورية.

ويستعد المدنيون في آخر معاقل المعارضة لحكم الرئيس بشار الأسد بتخزين الغذاء وحفر المخابئ قبل هجوم عسكري متوقع على المدينة.

وتضع المعارضة أيضا ثقتها في الدبلوماسية التركية لتجنيبها العمل العسكري الذي قد يسفر عن كارثة إنسانية.

قال الشحاد البالغ من العمر 20 عاما لرويترز من قريته الواقعة جنوبي مدينة إدلب حيث يعيش في بيت مع زوجته الحامل وأبنائه الثلاثة ونحو 15 شخصا آخرين ”نحن اليوم نقوم بتجهيز أقل ما نستطيع وهو تجهيز أقنعة بدائية صغيرة يمكن أن نضعها على فم أطفالنا في حال قصفنا بالكيماوي“.

ويتباهى شقيقه أحمد عبد الكريم الشحاد عامل البناء (35 عاما) بالمخبأ الذي تحفره الأسرة في كهف تحت فناء ذي هواء منعش تغطيه الكروم للاختباء به من القصف منذ 2012.

وقال وهو يعرض قوارير تمتلئ بالخضروات المخللة على جدران الكهف الرطبة إن الاستعدادات العسكرية تجري على قدم وساق وإن المدنيين يعملون على تجهيز المخابئ.

ويعيش حوالي ثلاثة ملايين شخص في معقل المعارضة في شمال غرب سوريا والذي يضم معظم محافظة إدلب ومناطق صغيرة مجاورة لها في محافظات اللاذقية وحماة وحلب.

جاء نصف هذا العدد هربا من الاشتباكات أو نقلتهم الحكومة إلى المنطقة بموجب اتفاقات استسلام في مناطق أخرى من سوريا مع استعادة الأسد للأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة.

وقالت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن طائرة حربية حكومية أسقطت في أبريل نيسان من العام الماضي غاز السارين على خان شيخون وإدلب الأمر الذي أدى لسقوط أكثر من 80 مدنيا قتلى.

وقالت اللجنة أيضا إن القوات السورية استخدمت أسلحة كيماوية بما في ذلك غاز الكلور أكثر من 24 مرة خلال الحرب.

وتنفي دمشق وحليفتها روسيا هذه الاتهامات وتقولان إنهما لا تستخدمان الأسلحة الكيماوية. وانتشر الخوف بين سكان إدلب وحذرت واشنطن سوريا من استخدام السلاح الكيماوي في أي هجوم وتوعدت بالرد إذا حدث ذلك.

حماية

استأنفت روسيا حليفة الأسد الغارات الجوية على المعارضة في إدلب يوم الثلاثاء في أعقاب قصف على مدار أسبوعين من جانب القوات المناصرة للحكومة السورية فيما يبدو أنه تمهيد لهجوم شامل على آخر المعاقل الرئيسية للمعارضة.

غير أن تركيا قالت إنها تأمل أن تؤدي قمة تعقد مع إيران وروسيا في طهران يوم الجمعة إلى تفادي الهجوم.

وقال عدة أشخاص حاورتهم رويترز في إدلب إنهم يعتقدون أن من الممكن تجنب الهجوم.

وقال عامل البناء السابق جعفر أبو أحمد البالغ من العمر 50 عاما من منطقة ريفية بالقرب من معرة النعمان ”لا أعتقد أن هجوما سيحدث على إدلب. هذه كلها حرب إعلامية“.

وأضاف قائلا ”القوى العالمية الكبرى اتفقت مسبقا علينا وقسمت الأرض“.

ومع ذلك فقد تعلم أبو أحمد من سنوات الحرب الطاحنة السبع أن يظل مستعدا. وتعمل أسرته الآن على توسيع مخبأ رطب حفرته وكانت تختبئ به من القصف على مدار السنوات الخمس الماضية وتخزين الطعام فيه.

وأضاف ”نحفر في الأرض منذ شهرين بلا توقف أنا وزوجتي وأولادي. هذه المغارة هي ملاذنا الآن. نظفناها مؤخرا بعد أن أهملت لفترة طويلة“.

ومع تزايد القصف والغارات الجوية والتصريحات عن هجوم وشيك تضافرت جهود عدد من المجالس المحلية في إدلب وطلبت من تركيا توفير الحماية لها.

وقال أحمد سطام الرشو (48 عاما) وهو مدير المجلس المحلي لبلدة معرة شورين بريف إدلب ”الضامن الوحيد لنا في المناطق المحررة بكل المفاوضات هم الإخوة الأتراك“.

وكانت تركيا أقامت مواقع للمراقبة على امتداد الخطوط الأمامية بين قوات المعارضة والقوات الحكومية وقال الرشو إن تركيا أبلغته بأن ذلك يمثل علامة على التزامها بحماية سكان إدلب.وكثيرا ما توصف إدلب بأنها ”الملاذ الأخير“ للمعارضة وللمدنيين الذين خرجوا من بيوتهم. وينذر أي هجوم بمزيد من النزوح ومزيد من البؤس.

وقال أحمد الشحاد ”بالنسبة للهرب باتجاه الحدود (التركية) لا أعتقد أننا سنبرح بيوتنا. القصف سيطولنا. لم يتبق مكان بعد إدلب. سنحارب حتى آخر رجل. لم يعد لدينا أي خيار“.