لازالت المؤامرات على الاردن مستمرة
٣ / ٣
اليوم ستكون الفقرة الاولى من حديثي ليس لها علاقة بالمؤامرت التي تحاك على الاردن ولا بالاشاعات التي تدور حولة ولا بالفساد ولكن سأتحدث عن موضوع كان محل اختلاف في وجهات النظر وفي التفسير ببن الاردنيين وذلك حول قيام احدى طائرات الهيلوكبتر العسكرية بنقل المطربة الاماراتية اغحلام في رحلة ذهاب الى البتراء . ورغم اصدار القوات المسلحة بيان بانها وافقت على تأجير الطائرة لها في رحلة ذهاب فقط الى البتراء كون الطائرة كانت متجهة اساساً للجنوب لنقل وزير الداخلية ومدراء اجهزة امنية من العقبة ومعان وحدود المدورة الى عمان. وانها اعتادت على ان تتعاون مع مختلف الموسسات الرسميه والخاصه على نقل الوفود والمجموعات السياحية في طائراتها مقابل الاجر لعدم توفر هذه الخدمه في الاردن . ورغم اعلان المطربة احلام انها تنوي عمل فيديو تسويقي للاماكن السياحية في الاردن وبالمجان ، فقد ابدى الكثير من المواطنين امتعاضهم من هذه الخطوة وان هذا ليس من مهام الجيش العربيى الاردني . والبعض استكثر ان تقدم هذه الخدمة للفنانة احلام بحد ذاتها . في حين دافع البعض الآخر عن ذلك كونها سوف تعمل فيديوا ترويجي للأردن . وانا بالنسبة لي لم اكن اجد ان هذا الموضوع يستحق هذا الخلاف وان كنت احببذ لو لم يحصل ذلك اصلاً . الى ان شاهدت الفيديو الذي صورته الفنانة احلام ابتداء من حفلتها قي جرش ثم انتقالها بالطائرة الهيلوكبتر الى البتراء وتجوالها في مختلف انحائها في شريط مدتة دقيقة ونصف الدقيقة فقط ولكنة يصور اهم المعالم السياحية فيها ومن قبل فريق فني مرافق لها وثم نشر هذا الفيديو على صفحاتها في وسائل التواصل الاجتماعي والتي يتابعها اكثر من ستة ملايين من معجبيها في مختلف انحاء العالم وقد وجدت انها قدمت البتراء بما لم تستطع الجهات المعنيه في الاردن تقديمها على مدار السنوات السابقة وكل ذلك بالمجان بل انها دفعت من جيبها اجرة الطائرة التي اقلتها الى البتراء والتي كانت بحاجة أليها من اجل المناظر الجوية . وبالرغم من حملة الهجوم والتشهير التي تعرضت لها احلام الا انها ردت بقولها انها تعمل ذلك حباً في الاردن ووعدت بأن تصور الفيديوكليب القادم لها في ربوع البتراء ، فقد تغير موقفي منها وقدرت لها ذلك وان بقيت على موقفي من شخصيتها وصوتها لأن ذلك اموراً شخصية . ولكني بحثت عن الفنانين والفنانات الذين اشبعونا غناءً عن الملايين وعن فلسطين وعن العرب والعروبة ولم يقم احدهم بفعل ما فعلات باستثناء الاشتراك بالمهرجانات والحفلات الغنائية التي يصدحونا بها بمثل هذه الاغاني مقابل الاجور العالية والذين لو طلب منهم ان يفعلوا ما فعلت احلام لطلبوا العشرات من آلاف الدنانير او ربما اكثر مقابل قيامهم بذلك . الامر الذي جعلني اتمنى ان يخصص سلاح الجو الاردني طائرة خاصة لترافق الفنانة احلام في حلها وترحالها عندما تأتي الى البتراء في المرة القادمة لعمل الفيديو كليب لأنها تكون بذلك قد ساهمت بخدمة للأردن والترويج السياحي لة ، بدلاً من ان تقطع هذة الطائرة الاردن من شمالة الى جنوبة لنقل المسؤولين الاردنيين في رحلات يمكن ان يقوموا فيها بسياراتهم او بحافلات سياحية وبكلفة اقل .
حصل هذا في الوقت الذي انتشرت فية العديد من اشرطة الفيديو والتي تبين الاساءات والاعتداءات التي يتعرض لها السواح الاجانب في البتراء واستغلالهم مادياً من قبل اصحاب الرواحل والبائعين والضغط عليهم لأستأجار رواحلهم بطريقه منفرة جعلت الكثيرين من زوار البتراء ينشرون الكثير من الفيديوهات التي تعطي صورة سيئة عن البتراء وما يحصل فيها وجعلت الكثير منا يتداولون هذة الاشرطة مما ساعد على سرعة انتشارها مع ما يترتب على ذلك من تأثيرات سيئة على اهم مرفق سياحي عالمي واردني ويمثل احد عجائب الدنيا السبع وما قد يترتب علية من ضرب السياحة الاردنية وان نخسر مردوداتها المالية في وقت نحن احوج ما نكون فية اليها .
ثم اعود الى حديثي عن الاشاعات والفبركات التي يتعرض لها الاردن والتي تكاد ان تصل الى درجة المؤامرة الممنهجة وان كان حديثي اليوم سيكون عن مصادر داخلية لهذه الاشاعات والتي ركزت على الجانب الاقتصادي ولغايات لا تخفى على احد . وسوف تكون بداية حديثي عن المستثمر الاردني المعروف زياد المناصير والذي كان قد غادر الاردن وهو في مقتبل العمر الى روسيا والتي كانت قد خرجت من حقبة الاتحاد السوفياتي والسياسة الاقتصادية المغلقه الى سياسة الاقتصاد المفتوح والتي ادت الى ظهور طبقة من رجال العمال الناجحين والذين كونوا ثروات هائلة وكان منهم الشاب الاردني زياد المناصير والذي حقق تروة طائلة واصبحت لة استثمارات ضخمة في روسيا . الا ان هذا الشاب الاردني العبادي ابى الا وان ينقل قسماً من استثماراتة الى بلدة لينفعة بها وليوفر فرص عمل لابناء بلدة . ولكنة منذ البداية تعرض الى كم هائل من الاشاعات وحملات التشكيك بمصدر ثروتة ومنهم من يقول انها من اموال المافيا والتي كان يعمل بها والد زوجتة وانة بعد وفاة والد زوجتة هرب بالاموال واحضرها للأردن . ومن يقول ان المافيا الروسية تلاحقة وقد اهدرت دمة وانة لذلك لا يذهب الى روسيا ومن يقول انها عملية غسيل اموال . ولكن الايام كذبت كل تلك الاقوال حيث ان زياد المناصير لا يزال يحتفظ بقسم كبير من ثروتة في روسيا وله الكثير من الاستثمارات فيها وهو يتردد عليها بأستمرار ، بل انة يبني لنفسة قصراً هناك مطابق للقصر الذي يبنية في عمان وعلى الاسلوب الروسي . وقد اقام المذكور العديد من الاستثمارات في الاردن وفي العديد من المجالات وبحيث بلغ مجمل استثماراتة حوالي ثلاثة مليارات دولار . ويعمل في شركاتة حوالي عشرة الآف عامل اردني تعتاش من عملهم عشرة الآف اسرة . هذا غير اعمالة الخيرية والتطوعية الكثيرة التي لا يحب الاعلان عنها . ثم تسرب في الفترة الاخيرة معلومات عن نيتة بيع حصصة في البنك العربي والتي لا تمثل خمسة في المائة من استثماراته في الاردن . وهنا اخذت تنسج حولة الاشاعات وتردد بأنةً يعاني من ازمة مالية وان هذه الازمة هي سبب بيعة لاسهمة في البنك العربيى . وبعد اتمام البيع اصبحت الاشاعات حوله تتزايد وان وضعة المادي يزداد سوءأ وانة قد قام ببيع مجموعة من شركاتة مع ذكر اسم هذه الشركات والمبالغ التي بيعت بها كل شركة ، مما خلق حالة من البلبلة في الاسواق الاردنية ولدى ذوي العشرة الاف عامل الذين يعملون في شركاتة ليرد عليهم بنفي بيع اي من شركاتة وان سبب بيعة لحصصة في البنك العربي يعود الى اسباب تجارية وبعد ان حقق منها الربح الذي كان يسعى الية واعلن انه يعمل على زيادة استثماراتة في الاردن بمبلغ مليار دولار عن طريق انشاء عدد من المشاريع في العقبة توفر فرص عمل لاربعة الآف عامل اردني جديد . وهنا يثار سؤال لمصلحة من نشر مثل هذه الاشاعات حول المناصير وشركاتة ولمصلحة من يتم وضع العصي في دواليب مشروعاتة التي يعتاش عليها الكثيرون واصبحت مكون اساسي في عصب الاقتصاد الاردني ؟ هل يريدون منة الخروج من السوق والعودة الى روسيا كما خرج رجل الاعمال الاردني حسن عبدالله السميك الذي لة استثمارات متعدده في منطقه الخليج والعالم عندما فكر ان يوظف قسماً من ثروتة للاستشمار في الاردن واقام عده مشاريع في الاردن ، تم الحجز على امواله بتهمة غسيل اموال بمبلغ مائة مليون دينار مما جعلة يعود ليركز على استثماراتة في دولة الامارات وفي العالم ومنها ملكيتة لاغلب اسهم نادي في المانيا من غير ان توجهة له اي دولة تهمة غسيل اموال وليصبح اول ملياردير يحمل الجنسبة الاردنية وثالت اصغر ملياردير في العالم ولكن دون ان يكون للأردن نصيب يذكر في استثماراتة التي تجاوزت الستة مليارات من الدولارات بسبب اشاعات مغرضة .
ومن ذلك وعلى اثر الغزو الاميركي للعراق وسقوط حكم صدام حسين فقد تدفق المهاجرون العراقيون للأردن بمئات الالاف . وقد قام عددكبير منهم باحضار عشرات ومئات الملايين من الدولارات في سياراتهم بهدف استثمارها في الاردن . فسرت اشاعات عنها انها اموال منهوبة وانها عمليات غسيل اموال واخذنا نصادر بعضها ونسرق بعضها ونقاسمهم بعضها الإخر مما جعلهم يحملون ملاينهم الى مختلف دول الجوار ودول العالم ليستثمروها فيها دون ان يسألوهم عن مصادر اموالهم . فكان ان تحملنا نكبات اللجوء العراقي للأردن فيما تنعم غيرنا ببركات ملايينة .
كما ترددت اشاعات وعلى نطاق واسع بأن شركة ايجل هيلز المالكة لمشروع مرسى زايد في العقبة قد باعت كامل المشروع الى شركة اجنبية مجهولة الهوية والجنسية والنسب . وقد نفى كل من مفوض الاستثمار في سلطة العقبة والمدير التنفيذي لشركة تطويرالعقبة صحة هذه المعلومات لأن اي اجراء من هذا القبيل يجب ان يمر عليهم
كما نفى مدير المبيعات والتسويق فيى شركة ايجل هيلز بيع الشركة لهذا المشروع وقال ان الاردن يشهد الكثير من الاشاعات لتي تسيئ للبلاد ولفرص الاستثمار فيها . ويبقى السؤال من يقف وراء هذة الاشاعات وما هدفهم منها
وفي هذا السياق فقد احسنت الجهات الصحية بالاعلان عن اكتشاف حالات تلوث في بعض عبوات مياه نستلة من الحجم الصغير والتعميم على مديريات الصحه في المحافظات لظبط العبوات المماثلة والتحزر عليها لاحراء فحوصات عليها والتأكد من تلوثها او سلامتها . ورغم انه حتى الآن لم يثبت ظبط اي عبوات لها تلوث الا انة يلاحظ ان المواقع الاخبارية قد تناولت هذا الموضوع بكثير من المبالغة ونشر حالة من الرعب مما من شأنة ان يشكل ضربة قاسية لشركات تعبئة المياة جميعها ويعرضها لخسائر جسيمة .وكل ذلك نتيجة ادماننا على تداول الاشاعات مهما تبين عدم صحتها حتى لو ادى ذلك لتدميرنا
مروان العمد