الشونة الجنوبية -الانباط
أحيت الكنائس الكاثوليكية في الأردن، صباح امس الجمعة، وللسنة الثامنة عشرة، يوم الحج المسيحي إلى موقع معمودية السيد المسيح - المغطس، على نهر الأردن، وهو تقليد متبع منذ عام ألفين، في الحج إلى أبرز موقع ديني مسيحي في المملكة.
وقالت وزيرة السياحة والاثار لينا عناب إن مناسبة الأعياد المجيدة هي خير وقت لنؤكد للعالم بأن بلادنا بلاد مقدسة مسيحية ومسلمة وهي خير تذكير للعالم بأن جذور المسيحية بدأت وتبقى راسخة في الشرق ففيها كنيسة المهد في بيت لحم في فلسطين حيث ولد سيدنا المسيح ونهر الأردن حيث انطلقت المسيحية من ضفافه الشرقية الى العالم وكنيسة القيامة أم الكنائس في القدس العربية الفلسطينية من حيث قام السيد المسيح.
واضافت ان هذه الأجواء العطرة المليئة بالروحانية وببركة المحبة والمودة والاحترام هي خير دليل أننا كأردنيين مسلمين ومسيحيين جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن الرائع، وأن قوة الاردن تكمن في عمقه الحضاري ومكوناته الاسلامية والمسيحية.
واكدت خلال مؤتمر صحفي عقد امس الجمعة بموقع المغطس ان عيدنا اليوم يأتي في وقت حزين تتعرض له مدينة السلام الى كافة أنواع الاساءة والاعتداء...ولكن العالم كله متفق باستثناء قلة أصبحت أصواتها نشاز ان القدس عربية فلسطينية تحت وصاية هاشمية وانها رمز للتعايش بين الجميع، وهي إرث مشترك للمسيحيين والمسلمين معا، وربما عيد المحبة هو المناسبة الأفضل أن نكرر رفضنا للقرار الجائر بخصوص القدس وأن نبعث لأخواتنا وإخواننا الفلسطينيين أطيب تحية ورسالة تضامن في صمودهم على أرض فلسطين الطاهرة.
وثمّن المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية المطران بييرباتيستا بيتسابالا، خلال مؤتمر صحفي عقد قبيل الاحتفال بتنظيم من المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام، دور المملكة الرائد في العيش المشترك بين جميع المواطنين والوافدين، موجهًا الشكر إلى جلالة الملك عبدالله الثاني لدعمه المسيحيين في المملكة وفلسطين، وكذلك في مدينة القدس الشريف.
كما عبّر عن تقديره للجهود التي يقوم بها جلالته من أجل المدينة المقدسة، والتي عادت من خلالها مدينة القدس لتكون القضية الأبرز في المنطقة خلال الأيام الماضية، مؤكدًا من جديد أن الكنيسة تنظر إلى القدس بوصفها أمًا للجميع، ولا يمكن أن يتم حصرها على شعب دون آخر.
وانطلق موكب الحج تتقدمه الفرق الكشفية نحو كنيسة المعمودية، ليترأس المطران بيتسابالا قداسًا حبريًا حاشدا بمشاركة النائب البطريركي المطران وليم الشوملي والمطران ياسر عياش ورؤساء الكنائس الكاثوليكية ، وحضور ستة الاف مشارك من المؤمنين القادمين من مختلف المحافظات، وشارك فيه عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية. وعلى وقع ترانيم جوقة يوحنا المعمدان في مادبا، وجوقة الروم الكاثوليك وجوقة الموارنة ، رش سيادته الحضور بمياه نهر الأردن المباركة.
ولفت المطران ياسر عيّاش في عظة القداس إلى أن كنائس المنطقة قد بدأت الاحتفال رسميًا بعيد معمودية السيد المسيح في نهر الأردن منذ القرن الخامس للميلاد، لافتًا إلى معاني الطقوس الدينية المستخدمة في هذا العيد، فرش المؤمنين بالمياه يعني التطهير والتبرك.
وفي ختام القداس ، قدّم الامين العام للبطريكية اللاتينية ، كلمة شكر وتقدير باسم اللجنة التحضيرية وباسم الكنائس الكاثوليكية إلى جلالة الملك عبدالله الثاني والأسرة الأردنية . كما قدّم الشكر لرئيس مجلس أمناء المغطس سمو الأمير غازي بن محمد .