تأجج الساحة السورية ... إسرائيل تضرب في العمق وفرنسا ترفض قصف إدلب
عواصم – وكالات - الانباط - مامون العمري
قالت قيادة الجيش السوري إنها تصدت لقصف جوي وصاروخي إسرائيلي على منطقة القطيفة بمحافظة ريف دمشق على بعد نحو 40 كلم شمال العاصمة. وذكرت القيادة في بيانها أن بعض الصواريخ سقطت قرب موقع عسكري بالمنطقة مؤدية إلى أضرار مادية.
الانباط في عدد الخميس تسشعر ومن خلال التقارير والمتابعين والقرارات السياسية والعسكرية أن الحرب انتقلت من مرحلة المناوشات الى مرحلة جديدة من المواجهة وعلى عدة جبهات وإتلاف وباهداف مختلفة فقد أعلنت القيادة العامة للجيش السوري في بيان أن الجيش الإسرائيلي شن ليل الاثنين الثلاثاء غارات جوية وقصفا صاروخيا على منطقة القطيفة في ريف دمشق، ما أدى لأضرار مادية "قرب أحد المواقع العسكرية".
وأفادت قيادة الجيش بأن القوات الإسرائيلية استهدفت منطقة القطيفة ثلاث مرات خلال ساعات الليل، من دون أن تحدد هدفها المباشر.
وذكرت بأن "وسائط دفاعنا الجوي أصابت إحدى الطائرات" التي أطلقت "صواريخ عدة من فوق الأراضي اللبنانية" كما أسقطت صاروخي أرض - أرض تم إطلاقهما من منطقة الجولان المحتل.
وعاودت الطائرات الإسرائيلية وفق البيان "إطلاق أربعة صواريخ من منطقة طبريا داخل الأراضي المحتلة تصدت لها وسائط دفاعنا الجوي ودمرت صاروخا وسقط الباقي قرب أحد المواقع العسكرية ما أدى إلى وقوع خسائر مادية".
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بدورها أن الدفاعات الجوية "تصدت لثلاثة اعتداءات إسرائيلية بالصواريخ على مواقع عسكرية بمنطقة القطيفة".
وحذرت قيادة الجيش السوري من "التداعيات الخطيرة لمثل هذه الأعمال العدوانية" مؤكدة "جهوزيتها الدائمة للتصدي لهذه الاعتداءات ومواصلة الحرب ضد التنظيمات الإرهابية".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن القصف الإسرائيلي استهدف "مواقع لقوات النظام وحلفائها في منطقة القطيفة، ومستودعات أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني" ما تسبب "بانفجارات متتالية واندلاع نيران في مواقع القصف".
ونادرا ما تؤكد إسرائيل شن هذه الغارات، ورفض الجيش الإسرائيلي الثلاثاء التعليق على القصف الليلي.
ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مرارا أهدافا عسكرية للجيش السوري أو "حزب الله" في سوريا واستهدفت مرات عدة مواقع قريبة من مطار دمشق الدولي.
وشنت عشرات الغارات الجوية في سوريا لمنع وصول شحنات أسلحة إلى "حزب الله"، الذي يقاتل إلى جانب القوات السورية بشكل علني منذ العام 2013.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في 13 تشرين الثاني الماضي من أن إسرائيل ستتحرك عسكريا في سوريا متى وجدت ذلك ضروريا، في إطار سعيها لإبقاء القوات المدعومة من إيران بعيدة عن أراضيها.
واتهمت إسرائيل مرارا إيران بالاستفادة من الحرب في سوريا لإرسال قوات من "الحرس الثوري" وحليفها اللبناني "حزب الله" إلى جنوب سوريا، على مقربة من الحدود مع إسرائيل.
وتعد سوريا وإسرائيل في حالة حرب. وتحتل إسرائيل منذ حزيران 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية التي أعلنت ضمها في العام 1981 من دون أن يعترف المجتمع الدولي بذلك. ولا تزال نحو 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية.
إلى ذلك
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت ان 17 مدنيا قتلوا وجرح آخرون في قصف جوي شنته السبت، طائرات روسية وسورية على مناطق في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، برغم كونها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر المتوصل إليه في أيار/مايو في أستانة برعاية روسيا وإيران.
قتل 17 مدنيا على الأقل وأصيب آخرون بجروح السبت في غارات لطائرات روسية وسورية على مناطق عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلن المرصد أنه "وثق مقتل 12 مدنيا بينهم طفلان في حمورية، ومدنيين اثنين في مدينة مديرا وثلاثة آخرين في عربين"، كما أصيب نحو35 شخصا بجروح في المناطق الثلاث. وقال مديره رامي عبد الرحمن "واصلت الطائرات الحربية السورية والروسية السبت قصفها العنيف للغوطة الشرقية مستهدفة المزيد من المناطق السكنية".
ورجح "ارتفاع عدد قتلى هذه الغارات نتيجة وجود إصابات خطيرة فضلا عن مفقودين يعتقد أنهم لا يزالون تحت الأنقاض".
وشاهد مصور لفرانس برس في حمورية أبنية مدمرة بالكامل في منطقة سكنية جراء الغارات، وبدت مبان عدة وقد انهارت واجهاتها في شارع ملأته الأنقاض. وسارع الأهالي وفرق الدفاع المدني إلى المكان، ونقل المصور مشاهدته لأحد المدنيين وهو يمر أمام سيارة تحترق وبين يديه طفل يبكي وقد ملأ الغبار وجهه وثيابه، فيما حمل آخر طفلة بدت جثة هامدة.
وأسفر القصف الجوي والمدفعي السبت أيضا عن إصابة 25 مدنيا بجروح في مدينة حرستا وبلدة مسرابا، بحسب المرصد. وكان23 شخصا قتلوا الأربعاء في الغوطة الشرقية، غالبيتهم في غارات روسية استهدفت مسرابا.
وصعدت قوات النظام وحلفاؤها مجددا في الأيام الأخيرة القصف على مدن وبلدات عدة في الغوطة الشرقية، إثر شن جبهة تحرير الشام وفصائل إسلامية عدة هجوما على مواقع تحت سيطرة قوات النظام على أطراف مدينة حرستا، تبعها اندلاع اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة.
وكانت الغوطة قد شهدت تصعيدا مشابها منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر استمر لأسابيع عدة، قبل أن تهدأ الأمور نسبيا لأيام بالتزامن مع عملية إجلاء29 مريضا بحالة حرجة نهاية الشهر الماضي، في مقابل إفراج الفصائل المقاتلة عن عدد مماثل من الأسرى كانوا محتجزين لديها، بموجب اتفاق مع قوات النظام.
وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، بشكل محكم منذ 2013، ما تسبب بنقص خطير في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص.
ويأتي تصعيد القصف على الغوطة الشرقية رغم كونها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في أيار في أستانة برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارض
وبدأ سريانه في الغوطة في تموز
صحيفة: سوريا تربك إسرائيل والأخيرة تواجه الواقع
كتب مراسل صحيفة "إندبندنت" البريطانية في الشرق الأوسط باتريك كوكبيرن، اليوم الأربعاء، مقالا عن وضع إسرائيل الحالي والمقبل بعد انتهاء
وأشار كوكبيرن في مقاله إلى أن إسرائيل غير مرتاحة للوضع السوري والدليل هو استمرار غارات سلاح دفاع الجو الإسرائيلي على المواقع العسكرية المختلفة في سوريا، حيث تحاول إسرائيل بحسب الكاتب إظهار عضلاتها وتأكيد دورها الفاعل والمؤثر في المنطقة حاليا وفي الأيام المقبلة التي ستشهد انتصارا للرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه في سوريا.
واعتبر الكاتب البريطاني أن الضربات الإسرائيلية المستمرة تدل على الإرباك الإسرائيلي والمخاوف الطارئة على القيادة الإسرائيلية مع تسجيل الأسد وحلفائه انتصارات مستمرة على مختلف الجبهات في الداخل السوري، كما أصبحت القيادة الإسرائيلية على يقين أن الأسد سجل انتصارا كبيرا وثبت حكمه في سوريا إلى جانب تعزيز إيران دورها من خلال "حزب الله" في الداخل السوري.
وعقدت إسرائيل العديد من الاجتماعات بشأن مستقبل سوريا وخطرها على إسرائيل، واعتبرت أن ما تقوم به اليوم من مهام هو لضرب أهداف عسكرية في سوريا تابعة لـ"حزب الله" الذي يحاول نقل أسلحة حديثة لزيادة ترسانته العسكرية. وقال الكاتب إن سلوك إسرائيل هو دليل على أنّ تل أبيب تحاول أن تتكيّف مع التطورات الجديدة في سوريا في العام 2018، فمع اقتراب انتهاء الحرب السورية، تعزّزت قوة كلّ من حزب الله والجيش السوري، ويمكن أن تواجه قواتهما إسرائيل.
واستخلص الكاتب مقاله من خلال اعتباره أن إسرائيل تتخوف من عودة الجيش السوري إلى مناطق في جنوب سوريا، قريبة منها. ولهذا السبب جرى الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة على ألا يقترب حزب الله وإيران مسافة 25 ميلاً من الحدود الإسرائيلية مع الجولان. وختم الكاتب، قائلا: "ليس من الضرورة أن تكون الغارات الإسرائيلية نذيرًا لصراع أو حرب عسكرية واسعة، ولكنّها تدلّ على أنّ إسرائيل لا تريد أن تبقى على الهامش في الحرب السورية، وتريد أن تلعب دورًا قياديًا في المنطقة".
روسيا تلمح لتورط أميركا بهجوم على قاعدتيها بسوريا
ألمحت موسكو الثلاثاء إلى احتمال تورط أميركي في هجوم بطائرات مسيّرة على مواقع روسية في سوريا السبت الماضي، بينما نفت واشنطن علمها بهذا الهجوم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها قلقة إزاء تصريحات وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) التي قالت إن التقنيات المستعملة أثناء هجوم طائرات مسيرة على القاعدتين الروسيتين في سوريا السبت الماضي يمكن الحصول عليها من السوق.
وأضاف البيان أن مجرد برمجة وحدات التحكم في الطائرات المسيرة وإلقاء الذخائر عبر نظام تحديد المواقع يتطلب الحصول على شهادة هندسة في إحدى الدول المتقدمة، وأنه لا يمكن للعامة الحصول على الإحداثيات الدقيقة على أساس بيانات الاستطلاع.
وأوضحت الوزارة أنها تعمدت عدم اتهام بلد محدد بتسليم الطائرات المسيرة "للإرهابيين" بسوريا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن طائرة استطلاع أميركية من طراز "بوسيدون" كانت تحلق فوق البحر المتوسط لأكثر من أربع ساعات على ارتفاع سبعة آلاف متر بين قاعدتي طرطوس وحميميم الروسيتين أثناء الهجوم.
وأضافت أن ذلك يجبر الجانب الروسي على إلقاء نظرة جديدة على هذه "الصدفة الغريبة".
وفي السياق نفسه، قال القائد السابق للقوات الجوية الروسية فيكتور بونداريف لوكالة إنترفاكس إن المصدر الوحيد للطائرات المسيرة التي نفذت الهجوم هو دولة قوية تقنياً، فالطائرات كانت تحتوي على أجهزة ملاحة مسيرة بالأقمار الصناعية وأجهزة استشعار وأجهزة تحكم عن بعد للقصف بإحداثيات محددة.
وأضاف العضو بالمجلس الاتحادي الروسي أن الولايات المتحدة كانت تدعم المعارضة السورية دون حصولها على قرار أممي يسمح بذلك، وأنها أشعلت النزاع بتقديم السلاح والمال وتدريب "المنظمات الإرهابية".
كما اتهم بونداريف واشنطن بتزويد "الإرهابيين" بطائرات مسيرة ذات تقنية متطورة، معتبرا أن استهداف القاعدتين الروسيين محاولة لزعزعة الاستقرار وإخافة الناس.
في المقابل، نفى المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين غالاوي علم البنتاغون بتفاصيل الهجوم على حميميم وطرطوس، وقال لوكالة سبوتنيك الروسية إن تنظيم الدولة الإسلامية يستخدم مثل هذه الطائرات وإن التحالف الدولي وجدها في مقراته.
واعتبر غالاوي أن هذه الطائرات متاحة في السوق ولا تتطلب الكثير من الخبرة التقنية لاستخدامها، مؤكدا أن قوات التحالف واجهت مثل هذه التهديدات في وقت سابق.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت أمس الاثنين إن وسائط الدفاع الجوي الروسية رصدت على مسافة بعيدة 13 طائرة مجهولة الهوية كانت تقترب من قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية على الساحل السوري، مؤكدة أنه تم التصدي لجميع الطائرات دون وقوع خسائر بشرية أو مادية.
المشهد السياسي
أعرب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن أمله في أن تشارك المنظمة الدولية في مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده في مدينة سوتشي الروسية في 29 و30 كانون الثاني الحالي.
جاء ذلك في تصريحات نيبينزيا للصحفيين في ختام اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن الدولي حول سوريا الثلاثاء.
وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع مشاركة ممثلين أمميين في أعمال مؤتمر سوتشي، المزمع عقده، قال نيبينزيا: "نأمل في ذلك. هذه المشاركة تصب في مصلحة الأمم المتحدة. إن مؤتمر سوتشي ليس حدثا منفردا، بل هو فعالية من شأنها دعم العملية التي تقودها المنظمة الأممية".
وشدد نيبينزيا على أنه ليس هناك بديل عن جنيف، متسائلا في الوقت ذاته: "لكن هل تم إحراز تقدم في جنيف؟".
وكانت الجولة الثامنة من محادثات جنيف في مطلع ديسمبر الماضي فشلت في تحقيق أي تقدم، بسبب خلافات مستعصية بين الحكومة والمعارضة السوريتين، تتعلق أبرزها بمصير الرئيس بشار الأسد.
بدورها، اعتبرت الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة، أن عملية "سوتشي" بصيغتها الحالية، تحمل "أخطارا"، مهددة بتقويض عملية السلام في جنيف، وهدف الانتقال السياسي وفقا لبيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254.
وسبق أن أعلنت موسكو أن مؤتمر سوتشي الذي يفترض أن يطلق عملية وضع دستور جديد لسوريا، سيتيح منبرا لجميع الأطراف السورية، بما فيها الحكومة والمعارضات الداخلية والخارجية والمسلحة، من دون أن تشارك في المناقشات الدول الضامنة للهدنة في سوريا وهي روسيا وتركيا وإيران.
هيئة التفاوض: “سوتشي” يهدد الانتقال السياسي في سوريا
حذرت “الهيئة العليا للمفاوضات” من الخطر الذي يمكن أن يشكله مؤتمر “سوتشي”، الذي سيعقد نهاية الشهر الجاري على مسار مفاوضات جنيف.
وفي لقاء وفد الهيئة برئاسة نصر الحريري مع وكيل الأمين العام للشؤون السياسية في الأمم المتحدة، جيفري فليتمان، اليوم، الثلاثاء 9 كانون الثاني، أوضح الوفد الأخطار التي تمثلها عملية “سوتشي” بصيغتها الحالية.
وشدد الوفد على أن مؤتمر “سوتشي” يشكل تهديدًا يقوض عملية السلام في جنيف، وهدف الانتقال السياسي وفقًا لبيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254.
وكان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، نصر الحريري، صرح في وقت سابق أن المعلومات الواردة عن مؤتمر “سوتشي” كارثية، لافتًا إلى أن روسيا تريد من خلال هذا المؤتمر أن تكلل أفعالها على الصعيد العسكري بمنجز سياسي على طريقتها، بحسب تعبيره.
أما فيما يتعلق بمباحثات “جنيف”، فاعتبر الحريري أنه على الرغم من عدم الخروج بنتائج من تلك المفاوضات في الوقت الحالي، إلا أن مشاركة هيئة التفاوض فيها “مفيدة للثورة السورية وللشعب السوري، وستكون جيدة لفضح النظام وكشف جرائمه أمام المجتمع الدولي”.
وأكد أن تحقيق الانتقال السياسي وفقًا لبيان “جنيف” والقرارات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2254، هو الحل الوحيد لإنقاذ سوريا.
والشهر الماضي أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، أن مؤتمر “سوتشي” سيجري بمشاركة 1500 ممثل عن المعارضة السورية في الداخل والخارج والفصائل المسلحة، وأنه سيتمحور حول مسائل الإصلاح الدستوري والانتخابات بإشراف أممي.
ومن المقرر أن يستضيف منتجع سوتشي على شاطئ البحر الأسود، جنوبي روسيا، مؤتمر “الحوار الوطني السوري” خلال يومي الـ 29 والـ 30 من كانون الثاني الجاري.