فارس شرعان
على النقيض من حركته في بداية غزوه لسوريا والعراق حيث كان يتقدم بسرعة السكين في قالب الزبدة اضحى تنظيم داعش في اواخر ايامه يتراجع ويتقهقر يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة ... وقد خسر هذا التنظيم بقية الاراضي التي كان يسيطر عليها في غرب الانبار في صراعه مع القوات العراقية مثل مدينة القائم على الحدود العراقية السورية وناصية راوه ومنفذ الحصيبية بين سوريا والعراق ولم يعد يسيطر على اية اراض عراقية ... وكل من بقي حيا من مقاتليه اصبح مطاردا وملاحقا من قبل القوات العراقية في الصحراء على الحدود العراقية السورية الاردنية يبحث عن ملجأ آمن يؤيه.
وعلى الضفة الاخرى لنهر الفرات داخل الاراضي السورية تجري معركة البوكمال وهي اخر المواقع التي يحتلها داعش في الاراضي السورية حيث تتنافس الميليشيات الايرانية التي ترافقها قوات النظام على الارض وتدعمها الطائرات الروسية جوا وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكيا ومن قبل القوات التحالف الدولي على احتلال ما بقي تحت سيطرة داعش من اراض وتحديدا في منطقة البوكمال التي ستحدد حدود سوريا والعراق بعد انتهاء المعارك الدائرة هناك.
معركة البوكمال ستنتهي خلال ايام حيث تبعد الميليشيات الايرانية عنها نحو ٣٠ كيلومترا وتبعد عنها قوات سوريا الديمقراطية مثل تلك المسافة او اكثر بقليل وصولا الى البوكمال.
النظام من خلال الميليشيات الايرانية والطيران الروسي يسعى لاحتلال البوكمال وقوات سوريا الديمقراطية من خلال الطيران الامريكي تسعى للسيطرة عليها خاصة وان الولايات المتحدة تخطط منذ امد طويل لمنع ايران من فتح طريق بري بين طهران ودمشق وبيروت عبر البادية السورية حيث أقامت قاعدة في منطقة الرقة علاوة على اقامة معسكرات لها في منطقة التنف على الحدود العراقية السورية الاردنية ...
الا ان المعارك الأخيرة في البوكمال لم تشهد قصفا امريكيا لقوات داعش في البوكمال خلافا للغارات الروسية على المنطقة التي لم تتوقف على الاطلاق فهل يعقل ان تتخلى واشنطن عن خططها لقطع الطريق على ايران من اقامة طريق بري الى دمشق وبيروت عبر العراق وبادية الشام.
حسم المعركة في البوكمال لن يحتاج سوى ايام لنعرف هل تتمسك واشنطن بمخططاتها من منع ايران من الوصول الى دمشق برا من خلال احتلال البوكمال وتكريس تقسيم سوريا من خلال اقامة دولة او كيان كردي في منطقة الجزيرة الى الشمال الشرقي من سوريا التي تضم محافظات الحسكة والرقة ودير الزور التي تشكل ٣٠ في المائة من مساحة سوريا يضاف الى ذلك الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا الذي لا تقل مساحته عن ٨ في المائة من مساحة سوريا ويضم عفرين وعين العرب «كوباني» وتل ابيض وصولا الى القامشلي ويطمح الاكراد في الوصول الى البحر الابيض المتوسط واقامة ميناء لهم جنوب لواء الاسكندرونه.
واشنطن التي وقفت على الحياد بين بغداد واربيل في معركة الاستفتاء على انفصال الاكراد تتبنى بكل قوة اقامة دولة او كيان كردي في شمال شرق سوريا ودعم قوات سوريا الديمقراطية تسليحا وتدريبا وتمويلا لاحباط مساعي ايران باقامة طريق بري مع دمشق وبيروت عبر العراق وبادية الشام وهذا ما ستظهره بوضوح معارك البوكمال التي ستضع اوزارها بعد ايام ... !!!