كائنات تعيش في الميكروويف.. تحذير علمي خطير تحسين سرعة الإنترنت في منزلك: حلول فعّالة بدون تكلفة إضافية كيف استهدف الموساد الإسرائيلي “حزب الله”؟ صحيفة اسرائيلية تتحدث الذهنية السورية لم تأمن للأتراك يومًا، ولذلك كانت الزيارة سريعة انخفاض ملموس وأجواء باردة في عطلة نهاية الأسبوع 120 طنا مستوردات المملكة من البطاطا المجمدة كيف يمكن الاستفادة من الدرس الإندونيسي بالاستثمار؟ مكاتب استقدام توظف العاملات الهاربات فوضى ببيع الأدوية بدون وصفة طبية.. والمريض الخاسر الأكبر 3 مصانع كبيرة قيد الإنشاء في المملكة شبكة سكك حديدية.. بوابة جديدة للنمو الاقتصادي والربط الإقليمي قهوتنا الصباحية مع دولة الرئيس أحمد الضرابعة يكتب .. الأردن وغزة: بين الدعم الإنساني والتحرك السياسي لن نكون لقمة سائغة لأي مشروع نعم، لكل وردة وحبة شيكولاتة للأستاذ حسين الجغبير يكتب :الفريق الاقتصادي.. انتبه إلى الناس عملية دهس قرب مستوطنة واستنفار جيش الاحتلال السفير الطراونة يبحث تعزيز التعاون مع العراق بمجال الطاقة والغاز العيسوي يرعى احتفال نادي ضباط متقاعدي عمان باليوبيل الذهبي لتأسيسه بعد اشتباكات ومظاهرات.. حظر تجول في اللاذقية وحمص- فيديو

الأزمة السعودية اللبنانية مالاتها وتوصياتها

الأزمة السعودية اللبنانية مالاتها وتوصياتها
الأنباط -

الأزمة السعودية اللبنانية مالاتها وتوصياتها

أنس الطراونة

 

قد ذهبَ بعض الخبراء والمحللين في الأيام السابقة بتوقعاتهم للأزمة السياسية السعودية – اللبنانية على أنها طريق خاطئ وغير واضح الملامح , وأن إستراتيجية أمريكيا تجاه إيران مغلوطة فهي قصيرة الأمد وستُأجج الصِراع داخل المنطقة , وأن تهديد السعودية لحزب الله وإيران غير مبرر إلا لإرضاء الدوافع الأمريكية في المنطقة ! حسنًا.

لكن على النقيض من ذلك لم يذكروا تصريح حسن نصرالله أمام الملأ حينما قال بالحرف الواحد :" أنّ موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وطعامه وصواريخه من جمهورية إيران , وصديق إيران هو صديقنا وعدو إيران هو عدونا" .. ومن ثم أتبع متناقضاً يقول "بأننا حزب إسلامي عربي  ولا نرضى بتدخل جهات خارجية في شؤون وطننا لبنان أو الوطن العربي" , قاصدًا بذلك المملكة 'العربية' السعودية !!! , إلا إذا كانت إيران دولة عربية وأنا لا أعلم .

بالنسبة للتساؤلات التي تطرح لماذا كانت إستراتيجية أمريكا وحلفاؤها "قصيرة الأمد" وعاجلة لعزل إيران بهذا الشكل وهذا الوقت . أعتقد أنّ الجواب واضح , فإيران لم تلتزم بالإتفاق النووي وقواعِد السِلم الدولي إلا لمدة "قصيرة الأمد" , بل إضافة على ذلك , توسعت تدخلاتها على السيادة العربية في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان عن طريق أدواتها من الميليشيات العربية - المسلحة إيرانيًا وحرسها الثوري . إذا الرؤية الأمريكية سليمة وتوقيتها مناسب وكانت ضمن إطار "الاستراتيجيات الطارئة" أو كما تسمى "الإستراتيجية اللحظية أو الفورية ". لا سيما أن المعارك في سوريا والعراق شبه حُسمت وبدأ توزيع خيرات مناطق النفوذ لإيران .

استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري جاءت في الوقت المناسب , فكيف لهذا الرجل وبهذا المنصب أن يسعى لتوطيد سُبل الأمان والإحترام المتبادل في علاقات لبنان بدول الجوار بشتى المجالات , ولدى رقعته الجغرافية ميليشيا إيرانية - لبنانية تقوم على تعكير صفو علاقات لبنان بدول الجوار بتدخلات عسكرية واغتيالات ونشر الفوضى وتزويد وتدريب الميليشات بدول جوار أخرى كما في اليمن مع الحوثيين , حتى وصل الأمر بهذا الحزب أنه ساوم تنظيم داعش الإرهابي ونقلهم بحافلات مأمنه للعراق !! . ناهيك عن التقارير الإستخباراتية التي حذرت سعد الحريري من الإغتيال إذا عاد لـ لبنان , حيث أن هذا الحزب مازال يؤمن بإقصاء منافسيه السياسيين داخل لبنان بالاغتيالات , كما حدث لوالده رفيق الحريري .

التهديد الصاروخي الإيراني بركان H2 من قبل الحوثيين على مطار الملك خالد في الرياض والتهديد أيضاً بمحاولة قصف الإمارات ما هو إلا محاولة إفلاس لميليشيا الحوثي وصالح من بعد دك معاقلهم ومحاصرتهم من قبل قوات تحالف الشرعية في اليمن . لكن في حقيقة الأمر هذا الصاروخ الإيراني لن يمُر دون عقاب , بل أنه جرس الانذار لكبح جماح هذا التوغل للهلال الإيراني الشيعي في المنطقة . والذي حذر من تشكلهُ سابقاً الملك عبدالله الثاني .

فمن مقولة مفادها "إذا أردت السلم ، فاستعد للحرب" تتشكل الرؤية العسكرية السعودية لمواجهة هذا الخطر . فالواضح من خلال السياق أن قوة إيران لا تكمن بقوتها النووية بقدر ما تكمن في أذرعها العربية داخل المنطقة العربية . إذا لابُد من تقليم أو بتر هذه الأذرع – تحديدا حزب الله - لتحجيم وتقليص دور إيران , فحينها لا أعتقد أن إيران ستبقى بهذا الغرور التي هي عليه الآن  . لكن برأيي هذا الدور يجب أن لا تتحمله المملكة العربية السعودية فقط , وإنما يجب على كل من يبحث عن مستقبل وسلام واستقرار في المنطقة أن يُشارك بهذا الدور سواء سياسياً أو عسكرياً أو اقتصاديًا.

الغريب في الأمر أنه مازال ضمن الشارع العربي من يدعم توجهات إيران وحزب الله لأسباب عاطفية . لاسيما أن هذا المحور استطاع التلحين جيداً على نغمة تحرير القدس فوضع القضية الفلسطينية شماعة ومبررا لتوجهاتهم , فليس غريبا بهذا الأسلوب الدرامي أن ترى أدمغة مغسولة إعلامياً ما زالت تنتظر محاربة إيران لإسرائيل والتي تربطهم علاقات سرية وقوية . في الحقيقة  الشيء الوحيد التي تخشاه إسرائيل هو وجود تكتُل عربي ضمن منظومة أمنية واقتصادية , تفرض عليها في المستقبل حلا للقضية الفلسطينية بما لا يتواءم مع طرحها .

كما يجب على الشارع اللبناني الذي تجرع مرار الحروب الاهلية لمدة 15 عاماً , أن يقول كلمة الفصل في حق هذه الميليشيا الإيرانية التي تسعى لتدمير ما تبقى من الجسد البناني , فهذا البلد الذي احتضن لاجئي العرب , وأنتج الثقافة والحضارة وكان قِبلة الجمال للشرق وللمنطقة برمتها , لا يستحق هذه الحرب التي ستفرض عليه حصاراً وعبئا اقتصادياً زيادةً على ما هي عليه  . كما يجب على سائر الشعوب العربية أن تُدرك وتتكاتف بالضغط على أنظمتها لإزالة هذا الورم الخبيث من الجسد اللبناني . فما زال هنالك أمل للعيش بحياة أفضل وأن لم تكن لنا سنوفرها لأسلافنا . حتى ولو استدعى ذلك بتقديم تضحيات وليس خسائر فهنالك فرق بينهما. //

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير