الأنباط -
أمجاد الماضي وتراجع الحاضر
الأنباط-
هاشم هايل الدبارات
كثيرٌ ما يقال في حياة الأردنيين بالسابق في الإنتاجية والإبداع بكل ما تحمله الكلمات من معاني التفاني والإخلاص في العلم والعمل، هكذا كانت البدايات بمسيرة الحياة.
لماذا تغيرت وتحولت البدايات إلى تراجع وشريط الذكريات يُعاد بين الحين والآخر من أجل استذكار الماضي المفعم بالأمجاد؟
العقول الأردنية حملت رسالة العلم والمعرفة بالمهنية والاحترافية العالية في شتى المجالات الحياتية وتفاصيلها الدقيقة، من مسارات التعلم الأكاديمي إلى ميادين الجيش والأمن والطب، وثورة الثقافة والفن من خلال الأعمال الزاخرة بالدراما الأردنية والعربية.
خاماتنا كان لها مقعد مسبق في الدول العربية ودول الخليج العربي كمصدر خبرات في مجالات كثر حقق بها الأردنيون النجاحات والإنجازات بكافة المستويات، مستندين بذلك على قواعد معرفية وخبرات تراكمية أوجدته في مصاف ومراتب المتميزين من صفوة البشرية، إلى حين أصبح في طليعة الدول المصدرة والرائدة في العنصر البشري الفعال أينما وجد.
الأردني برسالة التعليم كان أنموذجاً حقيقياً في العمل الدؤوب، ومهابة المعلم داخل بلده وبالخارج في تقديم طرق وأسس التعلم والتعليم المدرسي والجامعي الأكاديمي.
سلسلة نجاحات أردنية على الصعيد العربي ومنطقة الخليج الذي كان للأردن دور فعال في مرحلة التأسيس والتطوير في تشكيل نواة الجيوش والأجهزة الأمنية، برز دور الجباه السمر من القادة والجنود في مجالات التدريب والتأهيل العسكري وبناء العقيدة العسكرية برسالة الانتماء الوطني والإنسانية.
إضافة على ذلك، الصرح الأردني في الطب والرعاية الصحية حقق نجاحات في الريادة الإقليمية في ذلك المجال، وكان للطبيب الأردني مكانة واسم يتقدم على جميع الأسماء في الإقليم والوطن العربي. رافق ذلك عدة دوافع قوة التعليم في الجامعات بالاستناد إلى الخبرات العملية، فصار ذلك ضمن منظومة متكاملة.
الكثير من الأعمال والأدوار التي قادها العقل البشري الأردني في المراتب المتقدمة بمنطقة الخليج العربي وبلاد الشام، قدموا بعناوينها أروع السرديات الوطنية من خلال المساهمة والإنجاز في تطوير البلدان العربية برسالة وعناوين عديدة يجب أن نستوقف عندها بمضامين الفخر والاعتزاز الحقيقي.
تطورت وصارت الأغلبية من الدول التي كان لنا دور حقيقي وفعال في بناء أبجدياتها، وذلك الشيء لا ينقصها أن استقطبت عقولاً وخبرات في بناء نهضتها وتقدمها، لكن من المؤسف والمعيب أن نتراجع ونتأخر في الوصول. ومن المسؤول عن هجرة كفاءات البلد وعن الاستياء العام جراء الرجوع لسيناريوهات الماضي، حين كان وكنت وكنا نعمل ونذهب، والنتيجة
أن الجميع تقدم ونهض ونحن في حالة وقوف تام.