البث المباشر
"مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111"

‏الهاجري: المجتمعات الراقية لا تحتفي بالصوت الأعلى بل بالفكر الأسمى

‏الهاجري المجتمعات الراقية لا تحتفي بالصوت الأعلى بل بالفكر الأسمى
الأنباط -
‏أكد الكاتب السعودي محمد الهاجري أن زمننا المعاصر يشهد تحولاتٍ سريعة جعلت الشهرة في متناول الجميع، حتى أصبحت تُنال أحيانًا بـ”ضغطة زر”، فتحوّلت العديد من المنصات الرقمية إلى ساحاتٍ للجدل والضجيج، بدل أن تكون منصاتٍ لتبادل المعرفة وبثّ الإلهام.

‏وأوضح الهاجري في مقاله المنشور بصحيفة اليوم السعودية أن بعض من يُطلقون على أنفسهم لقب "صُنّاع محتوى” أساؤوا فهم معنى الحرية الإعلامية، فاعتقدوا أن طريق الوصول إلى الجماهير يمرّ عبر كسر القيم والتعدي على الخصوصيات والتشهير بالآخرين تحت شعاراتٍ براقة مثل "الشفافية” و”كشف الحقيقة”، دون وعيٍ بأن الكلمة مسؤولية قبل أن تكون وسيلة لجذب المتابعين.

‏وأضاف أن الإعلام حين يُساء استخدامه يتحول من رسالةٍ نبيلة إلى أداةٍ للتشويه، تضيع فيها الحدود بين الترفيه الهادف والابتذال، وبين الإبداع والفوضى، مشيرًا إلى أن إيقاف بعض الشخصيات الإعلامية مؤخرًا بعد تجاوزها الضوابط المهنية لا يُعد قمعًا للرأي، بل انتصارًا للقيم الأخلاقية والمهنية، وتأكيدًا على أن المنصات الإعلامية ليست فضاءً للفوضى، بل منبرًا يحترم الذوق العام وكرامة الإنسان.

‏وبيّن الهاجري أن ما يجري اليوم من ضبطٍ للمحتوى ومحاسبة المسيئين هو تصحيح لمسارٍ انحرف، ورسالة واضحة بأن المجتمعات الراقية لا تحتفي بالصوت الأعلى، بل بالفكر الأسمى، فالأضواء لا تدوم إلا لمن يستحقها، والكلمة الصادقة هي التي تبقى، أما الزبد فيذهب جفاءً.

‏وشدد على أهمية الدور الذي تضطلع به الجهات الإعلامية والرقابية في ترسيخ ثقافة الالتزام وتفعيل القوانين التي تحدّ من الفوضى الرقمية، حمايةً للمجتمع وصونًا لهيبة الكلمة، مبينًا أن المجتمع الذي لا يحاسب المسيئين يفتح الباب لفوضى أخلاقية تهز توازنه القيمي.

‏وأشار الكاتب الهاجري إلى أن المؤلم في المشهد الإعلامي اليوم هو اختزال رسالة الإعلام في سباقٍ نحو الشهرة وعدد المشاهدات، بدل أن يكون التنافس على القيمة والمضمون، مؤكّدًا أن الشهرة التي تُبنى على الإساءة لا تُكسب احترامًا ولا تُصنع أثرًا، لأن المصداقية لا تُشترى، والاحترام لا يُفرض.

‏وأضاف أن التجارب أثبتت أن الشهرة الخالية من الأخلاق لا تدوم، وأن من يصعد على حساب سمعة الآخرين يسقط من عين المجتمع قبل أن تطاله يد القانون، فالمحتوى الهادف لا يحتاج إلى فضائح ولا افتعال، بل إلى صدقٍ ووعيٍ ورسالةٍ نبيلة.

‏وقال الهاجري: «على الإعلامي، أياً كانت منصته، أن يكون قدوة تعكس وعي المجتمع لا أن تسيء إليه، فالإعلام ليس مهنة من لا مهنة له، ولا ساحة لتصفية الحسابات أو السخرية من الناس، بل هو رسالة وضمير ومؤسسة أخلاقية قبل أن يكون وسيلة ترفيه أو مكسبًا ماديًا».

‏واختتم الهاجري مقاله مؤكدًا أن ضبط الفوضى الرقمية ومحاسبة المسيئين حمايةٌ للمجتمع وردعٌ لكل من يظن أن الشهرة تُبرر التجاوز، قائلاً:

‏«الإعلام بلا أخلاق كالسفينة بلا بوصلة؛ تضل الطريق وتغرق بأصحابها، والشهرة الحقيقية ليست في عدد المتابعين، بل في أثر الكلمة ونقاء الرسالة واحترام الإنسان للإنسان».
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير