البث المباشر
نمروقة، تتفقد اليوم خدمات القنصلية المقدّمة للجالية الأردنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة. الملك يستقبل وزير الخارجية الصيني ويبحث سبل توطيد الشراكة الاستراتيجية الزعبي تؤكد أهمية الثقافة المؤسسية لتحقيق التميز واستدامة الأداء أورنج الأردن تمنح زبائن خط الخلوي "معاك" وخطوط "الزوار" أشهر مجانية من كريم بلس إطلاق حفل "أرابيلا" الثقافي برعاية مديرية شباب إربد مجلس مفوضي هيئة الاتصالات يزور شركة " كريم " أمنية إحدى شركاتBeyonترعى حفل سفارة مملكة البحرين في عمّان بمناسبة اليوم الوطنيوتعزّز العلاقات الأردنية البحرينية مدافئ الموت … حين تتحول الرقابة إلى شريك صامت في الجريمة "العمل" تبث رسائل توعوية لحث أصحاب العمل على الإلتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية في منشآتهم كنيسة العقبة الأثرية: رسالة التسامح والتعايش بعد سبعة عشر قرنًا رئيس الوزراء يستقبل رئيس وزراء جمهورية الهند الذي بدأ زيارة عمل رسمية إلى المملكة إعلان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي/ دائرة التعبئة والجيش الشعبي حين يصير الهامش ملحمة: السخرية كذاكرة للطفولة والفقر ‏وزير الخارجية الصيني : الصين مستعدة للعمل مع السعودية للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع مساء اليوم وفد كلية دفاع سلطنة عمان يزور مجلس النواب تجارة عمان تنظم لقاء تجاريا مع وفد من مقاطعة شاندونغ الصينية البنك الإسلامي الأردني يشارك بتكريم خريجي صندوق الأمان لمستقبل الأيتام منتدى التواصل الحكومي يستضيف وزير العمل الثلاثاء وزير العمل يلتقي وفدا من النقابة العامة للعاملين بالبترول المصرية

سمير الجندي:الطفل تحديدا هو الجوهر الرمزي أو المعادل الموضوعي لكل طفل في غزة

سمير الجنديالطفل تحديدا هو الجوهر الرمزي أو المعادل الموضوعي لكل طفل في غزة
الأنباط -
سمير الجندي:الطفل تحديدا هو الجوهر الرمزي أو المعادل الموضوعي لكل طفل في غزة

أجرى الحوار: لطيفة محمد حسيب القاضي

في قلب القدس، حيث تختلط الحكايات بالواقع والذاكرة بالمقاومة، يطلّ الروائي والناشر سمير الجندي كأحد الأصوات الأدبية والثقافية البارزة، حاملاً بين دفتي كتبه صرخة الإنسان الفلسطيني، وناشراً من خلال "دار الجندي للنشر" إرثاً ثقافياً يسعى لتثبيت الهوية في وجه محاولات الطمس.
في هذا الحوار، يحدثنا الجندي عن روايته "ألا خوف عليهم"، وعن تجربته الأدبية والنشرية، وعن التحديات التي ترافق مسيرة الإبداع في مدينة تعيش تحت الاحتلال، لكنه يصر على أن تبقى القدس مركزاً مشعاً للثقافة والوعي.




ما هي الفكرة التي أشعلت شرارة كتابة رواية "ألا خوف عليهم"؟ وهل هي مستوحاة من أحداث حقيقية أم أنها من نسج الخيال؟

بحسب رواية "ألا خوف عليهم..." فإن الفكرة التي أشعلت كتابتها لم تكن مجرد ومضة خيال محض، بل انبثقت من الواقع الدامي الذي عاشته غزة، وخاصة ما جرى في بيت حانون من تدمير شامل للبيوت والمدارس والمستشفيات والطرقات، وما رافق ذلك من قتل وتهجير وتجويع وتعطيش.

الرواية جاءت كاستجابة وجدانية وصرخة أدبية أمام هذا المشهد المأساوي؛ فالتقطت من تفاصيل الحياة اليومية تحت القصف ومن صور الخراب والدماء، خيوط الحكاية التي نسجت منها أحداث الرواية. شخصياتها – الطفل، الأم، الأختان، والمقاوم – وإن حملت لمسات من الخيال الفني، إلا أنها مرآة لآلاف القصص الحقيقية التي عاشها الناس هناك.

إذن، يمكن القول إن الرواية ولدت من رحم الواقع الفلسطيني المرير، وغذيت بالخيال الأدبي الذي مكنني من تحويل المأساة إلى نص سردي يحمل بعدا إنسانيا ورسالة وطنية، ليجعل القارئ يعيش التجربة بكل قسوتها وأملها في آن واحد.




"ألا خوف عليهم" عنوان قوي ومثير للتساؤل. ما هو المقصود بهذا العنوان، وما هي الرسالة التي تريد إيصالها للقراء من خلاله؟

العنوان مقتبس من الآية الكريمة في سورة آل عمران (170):

> "فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"



والمعنى أن الشهداء الذين ارتقوا في سبيل الله، والذين لم يلحقوا بهم بعد، ينعمون بالطمأنينة واليقين، فلا خوف يحيط بهم، ولا حزن يثقل أرواحهم.

الرسالة المراد إيصالها للقارئ:
أن كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من دمار وقتل وتهجير، ليس عبثا ولا ضياعا، بل هو طريق له معنى، متصل بالآخرة، بالثواب، وبالكرامة الإنسانية.
أن الثبات والمقاومة أمام المحتل ليست فقط فعلا سياسيا أو عسكريا، بل هي خيار إيماني ينسجم مع وعد الله: "ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون".

بهذا يصبح العنوان جسرا بين النص القرآني الخالد، والواقع الفلسطيني النازف، فيتجاوز حدود القصة إلى معنى أكبر:

> الموت هنا حياة، والخوف غائب، والحزن ممنوع، لأن الدماء تتحول إلى قوة ورسالة.


كيف قمت ببناء شخصيات الرواية؟ وهل هناك شخصية معينة تعتقد أنها تمثل صوتك أو رؤيتك للعالم؟

الشخصيات من لحم ودم، لكنها أيضا أيقونات يمكن أن يتماهى معها كل قارئ، لأنها لم تحبس داخل أسماء أو هويات ضيقة.

الطفل، تحديدا، هو الجوهر الرمزي أو المعادل الموضوعي لكل طفل في غزة، كل من حُرم من طفولته، وكل من عاش بين الركام والجوع والخوف، لذلك ظل بلا اسم حتى يبقى أوسع من أي فرد.

الأم والأختان ليسوا فقط عائلة صغيرة، بل يمثلون الأم الفلسطينية والأرض والأمل المستمر رغم الألم.

أما الشخصية التي تمثل صوت الكاتب فهي الطفل.
فهو حين يبحث عن الطعام والماء، وحين يلتقي بالمقاوم الجريح، وحين يتشبث بالقرآن، إنما ينقل أيضا رؤيتي ككاتب للعالم: أن البقاء ليس مجرد غريزة، بل فعل مقاومة ومعنى.

يمكن القول إنني جعلت الطفل المرآة التي عكست عبرها وجداني الشخصي وهمّ شعبي الجمعي، بحيث صار "قطعة مني" وفي الوقت نفسه "قطعة من كل طفل فلسطيني".


بصفتك روائيًا، ما الذي دفعك لتأسيس دار نشر في القدس؟ وما هي الرؤية التي تحملها "دار الجندي للنشر"؟

جاء تأسيس الدار من شعور عميق بالحاجة إلى صوت ثقافي مستقل في مدينة القدس، خاصة في ظل غياب دور نشر مقدسية آنذاك. كان الدافع الأول هو سد هذا الفراغ، والاهتمام بنتاجات الكتاب والأدباء والعلماء المقدسيين الذين يستحقون أن يخرج إبداعهم من قلب المدينة المقدسة نفسها.

كما حرصنا على استقطاب الكتاب والأدباء والأكاديميين من مختلف أنحاء فلسطين والعالم العربي، ليكون لهم منبر ينشر كتبهم من القدس الشريف، بما تحمله هذه المدينة من رمزية حضارية وروحية.

إيماننا بأن الثقافة تشكل أحد أهم مقومات الوجود الفلسطيني في القدس كان أساسا لهذه الخطوة؛ فالثقافة ليست ترفا، بل وسيلة دفاع ومقاومة وصون للهوية. ومن خلال الدار سعينا لإيصال رسائل شعبنا ومعاناته وطموحاته إلى كل مكان في العالم، عبر الكتاب، باعتباره وسيلة خالدة تتجاوز الحدود والجدران.


ما هي التحديات التي تواجهونها كدار نشر في القدس، خاصة في ظل الظروف السياسية الراهنة؟

تواجه دار الجندي للنشر المقدسية جملة من التحديات اليومية التي تعكس طبيعة الواقع السياسي والاقتصادي في المدينة المحتلة. لعل أهمها الرقابة المستمرة التي تفرض قيودا على ما يطبع ويوزع، إلى جانب الضرائب الباهظة التي تثقل كاهل أي مؤسسة ثقافية تعمل في القدس.

كما أن ارتفاع أسعار الورق ومستلزمات الطباعة يزيد من صعوبة الاستمرار في ظل محدودية الموارد.
تضاف إلى ذلك التكاليف الباهظة للشحن والنقل، فضلا عن تكاليف المشاركة في المعارض الدولية التي تعد ضرورية للتواصل مع القراء العرب والعالميين. ولا يقل عن ذلك صعوبة الحركة والتنقل من القدس إلى المدن الفلسطينية الأخرى، وهو ما يعرقل عملية توزيع الكتب.

ومع كل هذه الصعوبات، تواصل الدار رسالتها الثقافية، إيمانا بأن البقاء والإنتاج في القدس ليس مجرد نشاط مهني، بل فعل مقاومة وصمود وحماية للهوية الفلسطينية.


ما هي المعايير التي تعتمدونها في "دار الجندي للنشر" لاختيار الأعمال التي ستقومون بنشرها؟ وهل هناك أنواع معينة من الكتابات تفضلونها؟

ترتكز دار الجندي للنشر على مجموعة من المعايير الواضحة، وأبرزها:

1. القيمة الفكرية والعلمية: أن يحمل الكتاب إضافة حقيقية للمعرفة.


2. الارتباط بالهوية والقدس وفلسطين.


3. الأصالة والإبداع.


4. الموضوعية والمصداقية.


5. اللغة والأسلوب.


6. قابلية الانتشار والتأثير.



ولأجل هذا التميز، حصلت الدار على جائزة أفضل دار نشر عربية من معرض الشارقة عام 2015.


ما هو الدور الذي تعتقد أن "دار الجندي للنشر" تلعبه في المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي؟

تمثل دار الجندي للنشر المقدسية منبرا ثقافيا فاعلا يربط بين المدينة المقدسة وبقية العواصم العربية والعالمية. فهي تسعى أولا إلى تثبيت الحضور الفلسطيني في قلب القدس عبر الكتاب، باعتباره وسيلة للحفاظ على الهوية ومقاومة محاولات الطمس والتهميش والتهويد.

كما تعمل الدار على احتضان نتاجات الأدباء والباحثين الفلسطينيين والعرب، ونشرها من القدس لتؤكد أن المدينة ما زالت حاضرة في خريطة الثقافة العربية.

وقد أصدرت الدار ما يزيد عن ٧٠٠ عنوان بمختلف المجالات لكتاب ومؤلفين من أنحاء الوطن العربي.

بهذا المعنى، فإن دار الجندي لا تقتصر على كونها مؤسسة نشر، بل هي مشروع ثقافي مقاوم، يهدف إلى حماية الذاكرة، وصون الهوية، وإيصال صوت القدس وفلسطين إلى العالم.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير