البث المباشر
"مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111"

ايوب ابو دية يكتب: الأردن أولاً ثم إسبانيا

ايوب ابو دية يكتب الأردن أولاً ثم إسبانيا
الأنباط - الأردن أولاً ثم إسبانيا

د. أيوب أبودية

شهد العالم في الحرب الأخيرة على غزة مبادرة إنسانية لافتة حين بادر الأردن بإسقاط معونات غذائية على قطاع غزة، خطوة أعادت إلى الأذهان صورة الدولة الصغيرة في حجمها، الكبيرة في فعلها، وهي تسابق الآخرين إلى نجدة المظلومين والمحتاجين. لم يكن الدافع سياسياً ضيقاً، بل إنسانيًا خالصًا، يذكّرنا بما تحدث عنه الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط في مفهوم الواجب الأخلاقي: ذلك الإحساس العميق بالمسؤولية الذي ينبع من الداخل، لا ينتظر مكافأة ولا يخشى عقوبة، بل يقوم بالعمل لأنّه واجب في ذاته.

بعد الأردن، جاء الدور على إسبانيا، الدولة الأوروبية ذات التاريخ العريق والتجربة الديمقراطية الراسخة. فقد سارعت مدريد إلى المشاركة في الجهد الإنساني، لتؤكد أن القيم المشتركة لا تقف عند حدود الجغرافيا أو الدين أو اللغة.

 ما يميز إسبانيا في هذا السياق أنّ نظام الحكم فيها يقوم على تمثيل إرادة الشعب عبر مؤسساته المنتخبة، وحين قررت الحكومة الانخراط في هذه المبادرة، فإنّها عبّرت بحق عن إرادة مواطنيها. هنا تتجلى الديمقراطية في أبهى صورها: تطابق إرادة الشعب مع إرادة الحكومة، فلا تنفصل السلطة عن المجتمع، ولا تنطق إلا بلسانه.

هذه المبادرات الأردنية والإسبانية تعكس في جوهرها ما يمكن أن نسميه "الإنسانية الفاعلة"، التي تتجاوز الحسابات السياسية الباردة إلى دفء الضمير الحي. والأجمل أنّ اللقاء بين البلدين لا يقف عند السياسة، بل يتجلى حتى في اللغة. فكثير من الكلمات العربية لها ما يقابلها في الإسبانية نتيجة التفاعل التاريخي بين العرب والأندلس، مثل almohada (المخدة)، وaceituna (الزيتون)، وazúcar (السكر). إنها كلمات تنطق اليوم من جديد لتؤكد أنّ الروابط بين الشرق والغرب لا تنحصر في الماضي، بل تمتد إلى الحاضر والمستقبل.

وهكذا، فإنّ شعار "الأردن أولاً" لم يكن شعاراً داخلياً فحسب، بل تجسّد في فعل خارجي يضع الإنسان في المقدمة. وإسبانيا بدورها أثبتت أن الديمقراطية ليست مجرد نظام سياسي، بل منظومة قيم تدفع الشعوب إلى العمل الإنساني حين تقتضي الحاجة. في نهاية المطاف، تلتقي الإرادتان الأردنية والإسبانية عند نقطة واحدة: أن الإنسانية أولاً، وقبل كل اعتبار.

هناك عدد كبير من الكلمات المشتركة بين العربية والإسبانية تعكس قيم الإنسانية والعطف والمحبة، وصلت إلى الإسبانية من العربية عبر الأندلس. إليك مجموعة مختارة:

الكرامة → carisma (كاريزما، جاذبية إنسانية ووقار)
المروءة → morosidad (من moros، فيها معنى الشهامة والنجدة)
العطف → atifar (أصلها من العطف، بمعنى الميل والحنو)
الرحمة → rahmán (استعملت في التراث الأندلسي بمعنى الرحمة الإلهية)
المحبة → mahaba (من المحبة، استعملت في الأندلس بمعنى الحب والصداقة)
الأخوة → alhuzua (مشتقة من الأخوّة، وردت في النصوص القديمة)
الأمانة → amán (الأمان، الاستقرار والثقة)
الصفاء → safí (من الصفاء والنقاء).
هذه الكلمات ليست كلها متداولة اليوم في الإسبانية الحديثة كما هي، لكن كثيراً منها بقي حيًّا ، وهي تحمل روح الرحمة، العطف، والإنسانية التي نشاهدها اليوم عبر اسقاط المعونات على غزة.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير