البث المباشر
"مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111"

المَوت الذي لا يَمُوت

المَوت الذي لا يَمُوت
الأنباط -
المَوت الذي لا يَمُوت
مها صالح
هي تلك القريبة البعيدة،  الماضي والآني، الظل وانعكاسه،  الليل وانحساره، الخير وأشراره، القمر ونصفه المٌعتم، الورد وحزام الشوك الذي يلف خصره،  الأمل الذي يحتضر، الخوف المُتجدد، القلب الموجوع،  والعشق المسكون، والدم المسفوح، والاحتضار الغريب.... جانب من تلك الصور الحياتية اجتمعت ب "هند رجب" التي جمعت بين الجمال بشخصها وطفولتها التي أُهدِرت وبين قاتلها على الجانب الآخر المُظلم، والوحشي، والخنجر على خاصرة هذا الكون!
لا أعلم من أين أبدأ؟!
  قصة "هند رجب" ليست قصة حديثة العهد، بل مضى عليها أكثر من عام، لكنها أصبحت رمزا للظلم ووجه الوطن الحزين والطفولة المُنتهكة والأطفال الجوعى والجرح العميق على ما جرى ويجري.
٣٥٠ رصاصة اخترقت جدار الصمت العالمي وجسدها النحيل وصوتها المرتجف لأن تبقى على قيد الحياة وتخرج من السيارة المليئة بجثث عائلتها، فعاشت الموت مرّتان، مرة عندما رأت الموت أمام  عينيها، ومرة عندما أغلقت عينيها إلى الأبد...صوتك يا هند هو صوت كل طفل يُصارع الموت ليظفر بحقه في العيش الكريم.. صوتك يا هند يإنُّ في أذني إلى الآن، وكأن مشهد استشهادك هو الموت الذي لا يموت! موتك يا هند وصمة عار على جبين كل ما نادى بالإنسانية ولم ينتصر لها في الوطن السليب.. صوتك الخائف يا هند وصمة عار بكل من ينادي بحقوق الطفل ولم يجد لها سبيلا إليكِ، دماؤك التي سُفِكت على الاسفلت وصمة عار لكل من نادى بحق تقرير المصير وسَجَن هذا الحق في عهدك يا هِند... أنا هنا لا أتحدث عن هند فقط، بل هند هي رمز الطفولة المهدورة في تلك البقعة البعيدة عن أي شيء يُشبه الإنسانية والعدالة والحق.
(هند رجب) أيقونة الطفولة المُعذّبة، عاشت في زمن غابت فيه العدالة فغابت الشّمس واكتسى العالم ثوبٌ ممزقٌ يإنُّ عجزا وضُعفًا.
لا أعلم متى ستُقرع الأجْراس إيذانا بانتهاء الموت! لا أعلم متى سيتوقف تهاوي الأجساد النحيلة كأوراق الأشجار في ليل خَريفي سَادي سَرمدي! متى سيتوقف عدّاد الموت عن حصاد شعب دُفِن في زمن كثرت فيه المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان وزاد العَجز عن إيقاف ذاك الشيطان الأرعن... لا أعلم إلى متى سنبقى محاصرين في تيهِ حضرة الموت السّاكن بلا حِراك يُبقينا على قيد الأمل! 
لأول مرة أشعر بأنني أكتب بسرد وتفاصيل وصور لوقائع حقيقية،  لكن بلا مخرجات لحلول أو لأمل قريب. كل التأملات باتت تتلاشي شيئا فشيء.
فقدنا البوصلة واستوحشنا طريق الحق لقلة سالكيه.. أشعر ببعض الأحيان بأني أغرد خارج السرب. الإنسانية أضحت قاب قوسين أو أدنى! هل تعوّدنا الموت، أو هكذا يُراد لنا؟ أو مخطط لنفقد آدميتنا ونصبح محكومين بشريعة الغاب؟! أو نألف القتل والذبح والتجويع وكأنه شيء عادي في زمن أصبح السلوك الشاذ مبرر، وفقدان الإحساس عادي، والبشر التي تُدفن أرقام بلا هويات أمر طبيعي، والخيانة وجهة نظر، والقتل مع سبق الإصرار جزء من منظومة العقاب الجماعي لتمرير مخططات مشبوهة، والقانون الذي اختفى في عتمة العدالة الدولية.
الصورة ضبابية كغيمة هاربة في السحاب ضَلّت الطريق وتلاشت بلا عودة أو وعد، بل رَعدٌ مُرعب ذبح الأمل الموعود من الوريد إلى الوريد.
طيف غجري يَلوح بالأفق ينادي بخجل ثم يلوذ بالفرار، لم يجد من البشر غيرَ ظِلالهم.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير