البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

الذكاء الاصطناعي وصنع القرار السياسي: بين الفرص والمخاطر

الذكاء الاصطناعي وصنع القرار السياسي بين الفرص والمخاطر
الأنباط -

د. خالد العاص

أضحى الذكاء الاصطناعي أحد أهم التحولات التكنولوجية في القرن الحادي والعشرين، مؤثرًا على جميع مناحي الحياة، بما في ذلك المجال السياسي وصنع القرار؛ فالقدرة على تحليل كم هائل من البيانات في وقت قياسي، والتنبؤ بالسيناريوهات المستقبلية، تمنح القادة أدوات غير مسبوقة للتخطيط واتخاذ القرارات الاستراتيجية، إلا أن هذه القوة تأتي محملة بتحديات أخلاقية وسياسية، تجعل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في السياسة مسألة حساسة تحتاج إلى ضبط وموازنة دقيقة.

من ناحية الفرص، يوفر الذكاء الاصطناعي إمكانية تحسين دقة السياسات العامة من خلال تحليل البيانات الاقتصادية والاجتماعية، والتنبؤ بتداعيات القرارات قبل تنفيذها، ويمكنه دعم الحكومات في مجال الأمن القومي، من خلال كشف التهديدات وتحليل المخاطر بسرعة ودقة تفوق القدرات البشرية التقليدية، كما يمكن أن يسهم في تعزيز الشفافية والمساءلة، إذا ما استخدم في مراقبة الأداء الحكومي ومكافحة الفساد، من خلال تحليل الأنماط المالية والإدارية للكشف عن التجاوزات.

على الجانب الآخر، تحمل أدوات الذكاء الاصطناعي مخاطر حقيقية على السيادة والديمقراطية؛ فاعتماد صناع القرار على تقنيات تعتمد على خوارزميات غير شفافة قد يقود إلى انحيازات غير محسوبة أو تعزيز المصالح الضيقة لفئات محددة، بدلًا من تحقيق المصلحة العامة، وهناك أيضًا خطر التلاعب بالرأي العام عبر الذكاء الاصطناعي، كما حصل في عدة دول من خلال الحسابات الآلية التي توجه المعلومات أو تضخم الرسائل السياسية وفق أجندات محددة، كما أن الاعتماد المفرط على التنبؤات الذكية قد يحد من التفكير النقدي والاستقلالية البشرية في اتخاذ القرار، ما يحوّل القادة إلى منفذين لنتائج الخوارزميات بدلًا من كونهم صانعي سياسات.

 

 

 

الرهان الحقيقي في هذا المجال هو التوازن بين الابتكار والضوابط الأخلاقية والقانونية، حيث تحتاج الحكومات إلى تطوير أطر تشريعية واضحة لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بما يخدم المصلحة العامة، مع حماية حقوق المواطنين وخصوصيتهم، كما يجب دمج العنصر البشري دائمًا في مراكز اتخاذ القرار، بحيث يكون الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة وليست بديلًا عن المسؤولية السياسية.

في النهاية ، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة استراتيجية لصنع القرار السياسي، لكنه في الوقت ذاته اختبار حقيقي لنضج الأنظمة السياسية وقدرتها على إدارة التقنيات الحديثة بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية؛ والمستقبل السياسي سيكون بلا شك مشتركًا بين الإنسان والخوارزمية، ولكن النجاح في هذا المسار يعتمد على حكمة القادة والوعي الأخلاقي الذي يوجه استخدام هذه القوة الهائلة.

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير