البث المباشر
شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة بحث تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي عمّان الأهلية وفلسطين الأهلية رئيس عمّان الأهلية يُكرّم الطلبة الفائزين في مسابقات وطنية جاهة ابو عوض والقاسم .. دودين طلب وأبوالبصل أعطى البيت العربي في مدرسة الروم الكاثوليك احتفاء بيوم اللغة العربية كلف مواجهة الولايات المتحدة للإسلام السياسي حماية المستهلك : تشكر نشامى الامن العام اتحاد العمال يرحب بإطلاق حوار وطني حول التعديلات المقترحة لقانون الضمان الاجتماعي الذكرى الأربعون لوفاة القاضي ابراهيم الطراونه تشيلي تنتخب رئيسها وترجيحات بفوز اليمين المتطرف استشهاد طفل فلسطيني برصاص الاحتلال غرب جنين صدور العدد السابع عشر من مجلة البحث العلمي "الابتكار والإبداع وريادة الأعمال" 2303 أطنان من الخضار ترد للسوق المركزي اليوم منتخب الواعدات يتوج بلقب بطولة غرب آسيا لكرة القدم غوتيريش يدين الهجوم على قاعدة أممية بالسودان المنتخب الوطني يلتقي نظيره السعودي في نصف نهائي كأس العرب غدا شموسة القاتلة … أجواء باردة نسبيًا اليوم وأمطار متوقعة مساء الغد أجواء باردة ومنخفض جوي يؤثر على المملكة مساء الاثنين تحرير الفضاء العام الأردني.

الذكاء الاصطناعي وصنع القرار السياسي: بين الفرص والمخاطر

الذكاء الاصطناعي وصنع القرار السياسي بين الفرص والمخاطر
الأنباط -

د. خالد العاص

أضحى الذكاء الاصطناعي أحد أهم التحولات التكنولوجية في القرن الحادي والعشرين، مؤثرًا على جميع مناحي الحياة، بما في ذلك المجال السياسي وصنع القرار؛ فالقدرة على تحليل كم هائل من البيانات في وقت قياسي، والتنبؤ بالسيناريوهات المستقبلية، تمنح القادة أدوات غير مسبوقة للتخطيط واتخاذ القرارات الاستراتيجية، إلا أن هذه القوة تأتي محملة بتحديات أخلاقية وسياسية، تجعل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في السياسة مسألة حساسة تحتاج إلى ضبط وموازنة دقيقة.

من ناحية الفرص، يوفر الذكاء الاصطناعي إمكانية تحسين دقة السياسات العامة من خلال تحليل البيانات الاقتصادية والاجتماعية، والتنبؤ بتداعيات القرارات قبل تنفيذها، ويمكنه دعم الحكومات في مجال الأمن القومي، من خلال كشف التهديدات وتحليل المخاطر بسرعة ودقة تفوق القدرات البشرية التقليدية، كما يمكن أن يسهم في تعزيز الشفافية والمساءلة، إذا ما استخدم في مراقبة الأداء الحكومي ومكافحة الفساد، من خلال تحليل الأنماط المالية والإدارية للكشف عن التجاوزات.

على الجانب الآخر، تحمل أدوات الذكاء الاصطناعي مخاطر حقيقية على السيادة والديمقراطية؛ فاعتماد صناع القرار على تقنيات تعتمد على خوارزميات غير شفافة قد يقود إلى انحيازات غير محسوبة أو تعزيز المصالح الضيقة لفئات محددة، بدلًا من تحقيق المصلحة العامة، وهناك أيضًا خطر التلاعب بالرأي العام عبر الذكاء الاصطناعي، كما حصل في عدة دول من خلال الحسابات الآلية التي توجه المعلومات أو تضخم الرسائل السياسية وفق أجندات محددة، كما أن الاعتماد المفرط على التنبؤات الذكية قد يحد من التفكير النقدي والاستقلالية البشرية في اتخاذ القرار، ما يحوّل القادة إلى منفذين لنتائج الخوارزميات بدلًا من كونهم صانعي سياسات.

 

 

 

الرهان الحقيقي في هذا المجال هو التوازن بين الابتكار والضوابط الأخلاقية والقانونية، حيث تحتاج الحكومات إلى تطوير أطر تشريعية واضحة لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بما يخدم المصلحة العامة، مع حماية حقوق المواطنين وخصوصيتهم، كما يجب دمج العنصر البشري دائمًا في مراكز اتخاذ القرار، بحيث يكون الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة وليست بديلًا عن المسؤولية السياسية.

في النهاية ، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة استراتيجية لصنع القرار السياسي، لكنه في الوقت ذاته اختبار حقيقي لنضج الأنظمة السياسية وقدرتها على إدارة التقنيات الحديثة بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية؛ والمستقبل السياسي سيكون بلا شك مشتركًا بين الإنسان والخوارزمية، ولكن النجاح في هذا المسار يعتمد على حكمة القادة والوعي الأخلاقي الذي يوجه استخدام هذه القوة الهائلة.

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير