البث المباشر
جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني اللواء المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، ويؤكد على تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة بحث تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي عمّان الأهلية وفلسطين الأهلية رئيس عمّان الأهلية يُكرّم الطلبة الفائزين في مسابقات وطنية جاهة ابو عوض والقاسم .. دودين طلب وأبوالبصل أعطى البيت العربي في مدرسة الروم الكاثوليك احتفاء بيوم اللغة العربية كلف مواجهة الولايات المتحدة للإسلام السياسي حماية المستهلك : تشكر نشامى الامن العام اتحاد العمال يرحب بإطلاق حوار وطني حول التعديلات المقترحة لقانون الضمان الاجتماعي الذكرى الأربعون لوفاة القاضي ابراهيم الطراونه تشيلي تنتخب رئيسها وترجيحات بفوز اليمين المتطرف

فرسان النطاق الأبيض: حُماة الأرواح على الطُرقات من جهل المتهورين

فرسان النطاق الأبيض حُماة الأرواح على الطُرقات من جهل المتهورين
الأنباط - بقلم : محمد نمر العوايشة 

في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزدحم الطرقات بالمركبات، تبقى الأرواح معلّقة بخيطٍ رفيع من الانضباط والوعي، يخترقه أحياناً جهل المتهورين، ويُرمَّم فقط بحضور أولئك الذين نذروا أنفسهم لحمايتنا، إنهم فرسان النطاق الأبيض.

رجال السير، ضباطًا وضباط صفٍ وأفراداً، لا يخرجون إلى الميدان بحثًا عن مخالفة، بل يحملون على عاتقهم مهمة سامية و هي حماية الأرواح، يقفون على المفارق، تحت شمسٍ حارقة أو بردٍ قارس، لا ليحصوا مخالفات، بل ليُعيدوا للطريق انسيابه حين يصبح مكتظاً بالمركبات، ويضبطوا الإيقاع حين تعلو فوضى الشوارع.

المخالفة ليست جباية، بل وقاية، كم هو مؤلم أن يُساء فهمهم، وأن تُختزل مهماتهم النبيلة تحت وصف "الجباية”! فالحقيقة الساطعة أن المخالفة ليست هدفاً بحدّ ذاتها، بل وسيلة ردع لمن لا يردعه الضمير، من يلتزم لا يُخالف، ومن يُخالف يتحمل نتيجة سلوكه، احتراماً للآخرين قبل نفسه، فلو لم يكن في الطريق متهورٌ يتجاوز، أو متغافلٌ عن الإشارة، لما احتجنا إلى مخالفة أصلاً.

إن الالتزام ليس وجهة نظر، الالتزام بالقانون ليس خياراً، بل ضرورة لضمان حياةٍ آمنة لكل مستخدمي الطريق، ومنطق "أنا أدفع فافعل ما أشاء” هو منطق خطير، يقلب ميزان العدالة، ويضع أرواحنا رهينة لهوى البعض، القانون لا يُحاسب الناس بناءً على نواياهم، بل على أفعالهم، ولا يعترف بالاستثناءات إلا إذا كانت للحالات الإنسانية والطارئة، وهي معروفة ومحددة.

تحية إلى نشامى النطاق الأبيض، إلى كل رجل مرور يقف لساعات طويلة، يراقب، يوجه، يُخالف عند الضرورة، ويُسامح عند الحاجّة، إليك التحية يا حارس الأرواح المجهول، إليك التحية يا من تُطفئ نار السرعة بجسارة، وتُعيد للحارات انسيابها، وتردع من يرى القانون عائقًا لا نعمة.

تحية لضباط و ضباط الصف وأفراد السير الذين يحمون أطفالنا وهم يعبرون الشارع، ويحموننا من رعونة سائقٍ يرى في الإشارة الحمراء لونًا لا يستحق التوقف، تحية لكل من آمن أن هيبة الدولة تبدأ من احترام إشاراتها، وأن القانون هو خط الدفاع الأول عن الإنسان، لا سلاح ضده.

وهنا دعوة للمجتمع بأن نشاركهم المهمة، ليس رجال السير وحدهم من عليهم حمل المسؤولية، بل نحن شركاؤهم في معركة السلامة المرورية، التزامك، توقّفك، إعطاؤك أولوية المرور، تقيدك بالسرعة، كلها أدوات تعينهم وتقلل من المخالفات والحوادث والمآسي.

و في الختام اقول، فرسان النطاق الأبيض لا يحتاجون منا إلا أن نفهمهم، أن نُقدّر صمتهم، أن نعرف أن مخالفتهم ليست عداءً، بل صرخة حماية ، فهم لم يُكلفوا بجباية، بل اختيروا لحراسة الأرواح… أرواحنا من جهل المتهورين .

فلتكن تحيتنا لهم في كل صباح: بوركت سواعدكم، وحُفظت أرواحنا بأعينكم الساهرة على امن الطرقات و مرتاديها و سالكيها .

بقلم : محمد نمر العوايشة .
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير