البث المباشر
"مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111"

غزة تحت النار وخطاب حماس تحت المجهر: دعمٌ عربي يتجاوز الحركة ولا يتجاوز الكارثة

غزة تحت النار وخطاب حماس تحت المجهر دعمٌ عربي يتجاوز الحركة ولا يتجاوز الكارثة
الأنباط -
غزة تحت النار وخطاب حماس تحت المجهر: دعمٌ عربي يتجاوز الحركة ولا يتجاوز الكارثة

محسن الشوبكي

منذ اندلاع حرب الإبادة الصهيونية على غزة، لم تتوقف العمليات العسكرية فعلياً، بل تحوّلت إلى نمط من الاستنزاف المستمر، حيث تتداخل المعاناة الإنسانية مع تغييرات سياسية داخلية وخارجية بالغة التعقيد. 
في هذا السياق، تصاعد خطاب حركة حماس ليأخذ بعداً أكثر حدة، يحمل في ثناياه رسائل لاذعة تجاه بعض الدول العربية، التي قدمت دعماً حسب استطاعتها لغزة على المستوى الإغاثي والإنساني، نظراً لحجم الكارثة، عبر مخاطبة شعوب تلك الدول واستثارتها.

اللافت في هذا الخطاب أنه يُلامس مستويات رمزية وأخلاقية تتجاوز مجرد التعبير عن الغضب، ليصبح أداة تعبئة سياسية وإعادة تموضع إقليمي. لكن في المقابل، فإن بعض الإشارات السلبية من قبل حماس تجاه الدول الداعمة، وإن جاءت تعبيراً عن نقد لما تعتبره قصوراً في المواقف السياسية، لا يُتوقع أن تؤدي إلى تعديل هذه الدول لموقفها بما يخدم الحركة. بل من المرجّح، وفق معطيات المشهد، أن تواصل هذه الدول تقديم المساعدات لغزة وفق سيناريوهات لا تعزز شعبية حماس أو مكانتها السياسية، بل تُوظَّف كمسارات دعم إنساني مستقل، مع التذكير أن هذه الدول تدعم بشكل رسمي وواضح السلطة الفلسطينية، ولا تقيم علاقات سياسية مع تنظيمات فلسطينية متفرقة.

وعلى الرغم من تصاعد خطاب حماس تجاه بعض الدول العربية، إلا أن تلك الدول ما تزال تواصل دعمها الإغاثي لغزة ضمن مسارات إنسانية تفصلها بعناية عن أي ارتباط تنظيمي أو سياسي بالحركة. ويبدو أن هذا الفصل نابع من حرص إقليمي على ألا يتحول الدعم إلى شرعية سياسية لحماس، خصوصاً في ظل دعم هذه الدول المعلن للسلطة الفلسطينية. 
هذه المقاربة تعكس إدراكاً بأن الكارثة في غزة تستحق استجابة إنسانية مستقلة، لكنها في الوقت ذاته تقيّد قدرة الحركة على استثمار هذا الدعم في تعزيز حضورها السياسي، مما يدفعها إلى إعادة التفكير في خطابها وأدوات التأثير لديها.

وفي هذا السياق، كان من الأجدى لحركة حماس أن تبتعد عن المواقف الخلافية التي تُربك المشهد وتُضعف فرص التقاطع السياسي، وأن تركّز على بناء سردية موحّدة، حتى وإن بدت هشّة بفعل التدخل الأميركي المتغلغل في تفاصيل الأزمة. 
المطلوب اليوم خطاب إنساني وإعلامي دولي أكثر فاعلية، يُعيد توجيه التعاطف العالمي نحو مأساة غزة، بعيداً عن الاصطفافات السياسية التي تُفقد غزة الزخم الأخلاقي المطلوب في هذه اللحظة الحرجة.

في ضوء هذه المعادلة الصعبة، تبدو حركة حماس مطالبة أكثر من أي وقت مضى بإعادة صياغة خطابها السياسي والإعلامي بطريقة توازن بين قوة المقاومة وحساسية الاصطفاف العربي والدولي. المطلوب هو نهج تواصلي يعيد الاعتبار لغزة كقضية إنسانية وأخلاقية عالمية، دون أن يتورط في تجاذبات سياسية تُفقدها الدعم الرمزي والمعنوي. إن الحفاظ على المساحة الرمزية يتطلب خطابًا ذكيا يوقظ الضمير الإنساني دون أن يصطدم صراحةً بحسابات الدول، ويُعيد تعريف المقاومة كثقافة حياة لا مجرد رد فعل على الموت.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير