البث المباشر
الزرقاء: ندوة تناقش علم الاجتماع وصناعة الرأي العام فوز خوسيه أنطونيو كاست بالانتخابات الرئاسية في تشيلي ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت البطاينة يظفر بالميدالية الذهبية في بطولة سنغافورة للسكواش تحت سن 17 عمان الأهلية تُوقّع اتفاقية تعاون مع شركة (Codemint) لتطوير مخرجات التعلم الأميرة سمية بنت الحسن تكرّم عمّان الأهلية لتميّزها في دعم الريادة والابتكار المغرب: 7 قتلى و20 مصابا جراء فيضانات مفاجئة ارتفاع أسعار الذهب والنفط عالميا البشير: نجاح عملية زراعة كلية نوعية رغم التحديات المناعية لمريضة تعاني فشلا كلويا مزمنا مصرع 17 شخصا وإصابة 20 في حادث حافلة مدرسية بكولومبيا اطروحة دكتوراة حول أثر التحول الرقمي على الميزة التنافسية للشركات الاردنية "مكافحة المخدرات" تلقي القبض على عصابة إقليمية لتهريب المخدرات وتضبط بحوزتهم 270 كف حشيش وسلاحاً نارياً أوتوماتيكياً منخفض جوي مساء اليوم وطقس بارد وماطر محادثات برلين الأمريكية–الأوكرانية تحقق تقدماً كبيراً تركيا: توقيف شخصين بتهمة ذبح الخيول وبيع لحومها في إسطنبول الارصاد :منخفض جوي يؤثر على المملكة وأمطار متوقعة وتحذيرات. هل يفعلها الرئيس؟ حادثة تدمر وتبعاتها على الحكومة السورية الانتقالية. حسين الجغبير يكتب : متى نتعلم الدرس جيدا؟ الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان

الحرب على غزة...هل اعتدنا المشهد؟!

الحرب على غزةهل اعتدنا المشهد
الأنباط -

في يومٍ جديد من الحرب المستمرة على قطاع غزة — يوم لا يحمل من الاختلاف سوى تاريخٍ جديد على رزنامة الألم — تصحو غزة مجددًا على دخان القصف، على بكاء الناجين، وعلى أسئلة لا تجد إجابات. اليوم هو اليوم الـ675 منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، حيث تخطى الزمن كل تصور، حتى صار الموت حدثًا "يوميًا"، لا يحرّك من ضمير العالم إلا البيانات المكررة: "نشعر بالقلق"، "ندعو لضبط النفس". لكن، هل فعلاً اعتدنا المشهد؟ 
موت بلا توقف أكثر من 58,000 إنسان استشهدو حتى الآن، بينهم قرابة 18,000 طفل. هؤلاء لم يكونوا مجرد أرقام — كانوا أسماء، ضحكات، أحلامًا صغيرة نامت للأبد تحت الركام، طفلةٌ في الثالثة تموت جوعًا في حضن والدتها... شابٌ في العشرين يُسحب جسده المتفحم من تحت الأنقاض...عائلة كاملة تُباد في دقيقة واحدة لأن خطأً ما في "الإحداثيات" حدث. 
هل ما زال هذا "خبرًا" يستحق وقفة، أم أنه مشهد مرّ عليه الناس في عجالة بين تنبيهات هواتفهم؟ جوع يفتك في الوقت الذي يخطط فيه البعض لعشاء فاخر، هناك في غزة من يُقضون نحبهم أمام شاحنات المساعدات، أكثر من 244,000 إنسان في حالة "انعدام تام للأمن الغذائي"، الرضع يموتون في المستشفيات، لا لأنهم ولدوا بمرضٍ ما، بل لأن لا حليب، لا كهرباء، ولا أمل. مستشفيات قصفت، مخازن أدوية دُمّرت، وآخر جهاز أكسجين بات يُستعمل لخمسة مرضى بالتناوب. 
نزوح لا ينتهي أكثر من 700,000 إنسان نزحوا مجددًا في الأشهر الأخيرة، نزوح من ركام إلى ركام، من خيمة إلى خيمة، من "منطقة آمنة" قيل إنها كذلك قبل أن تُمسح عن وجه الأرض،الأطفال لا يسألون "متى نرجع بيتنا؟" — فهم لم يعرفوا بيتًا أصلًا، جيلٌ كامل يُربّى في ظلال الحرب، ولا يعرف من الطفولة سوى صوت الطائرات.
 عالم صامت.. الصمت اليوم لم يعد مجرد تقاعس، بل تواطؤ، حين لا يتحرك الضمير العالمي أمام مجاعة، وقصف لمرافق صحية، وقتل جماعي أمام كاميرات العالم ، هذا ليس صمتا بل قبولا، ما عاد الإعلام يضع الخبر في صدارة نشراته، ما عادت المجالس تعقد جلساتها الطارئة، وما عادت صرخات الأمهات تخترق الجدران. 
ماذا تبقّى؟ تبقى قلب أم، تبكي على حفنة تراب كانت قبل أيامٍ مهداً لطفلها، تبقى طفل يبحث عن شقيقه بين الركام، لا يعرف أن جسده تمزّق في الغارة، تبقّى جيل، تتشوه فيه معاني الأمن، الحياة، والأمل، إذًا، لا... لم نعتد المشهد! نحن نُخدّر أنفسنا، نعم. نغضّ الطرف، نغيّر القناة، ونقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله". لكن غزة لا تملك رفاهية "التغاضي"، هي تحترق كلّ يوم والعالم ينظر. إن كنا قد اعتدنا المشهد، فغزة لم تعتده، هي تقاوم، تبني، تنجب، وتصرخ: "أنا حيّة رغم كل شيء!"  فلنتذكر: كل رقم في غزة، هو إنسان، وكل صمت هو خيانة لدمعه.
هيفاء غيث

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير