المستشفى الميداني الأردني في شمال غزة يستقبل اليوم 1765 مراجع أعضاء في مجلس الأمن يطالبون إسرائيل بعدم توسيع عدوانها على غزة جامعة مؤتة توضح أسباب رفع رسوم عدد من التخصصات الملكة رانيا العبدالله تفتتح بازار النادي الأهلي وفد صناعي يشارك في منتدى الأعمال الأردني الكازاخستاني الأردن والبحرين يعززان الشراكة الشبابية إدارة أمن الجسور تنفي كل ما يتردد حول إلغاء منصة الحجز المسبق المعمول بها على جسر الملك حسين المركز الوطني لحقوق الإنسان يطلق تقريره السنوي الحادي والعشرين لحالة حقوق الإنسان في المملكة لعام 2024 طلال النعيمات.. مبارك النجاح والتفوق وفد سوري يزور قيادة سلاح الجو الملكي تقديراً لجهوده في عمليات الإطفاء الوطنية للتشغيل والتدريب توقّع مذكرة تفاهم مع شركة تطوير المفرق إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة لطلبة الصف الحادي عشر نور شاهين.. مبارك النجاح والتفوق القواعد السحرية العشرة للفشل.. العيسوي: الملك وأبناء شعبه ونشامى الجيش والأمن والمتقاعدون العسكريون ركيزة صمود الوطن وحصنه المنيع نجاح طبي كبير في مستشفى الزرقاء الحكومي الجديد الملك والرئيس توكاييف يحضران الجلسة الختامية لمنتدى الأعمال الأردني الكازاخستاني في أستانا حين تتحول فلسطين إلى معنى.. قراءة في مانيفيستو إياد البرغوثي الجديد رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من أبناء أهالي الرملة أبو السمن يتفقد العمل في مبنى مدرسة الحسنية ومشروع صيانة طريق أم البساتين-ناعور

"بيت العمال" يصدر ورقة سياسات شاملة حول العمل على المنصات الرقمية في الأردن

بيت العمال يصدر ورقة سياسات شاملة حول العمل على المنصات الرقمية في الأردن
الأنباط -

آلاف الشباب بلا حماية قانونية وسط توسع غير مسبوق

تقرير يكشف هشاشة عقود العمل عبر التطبيقات وغياب التشريعات العمالية التي تواكب الرقمنة، ويوصي بإصلاحات لضمان حقوق العاملين في النقل والتوصيل والعمل الرقمي عن بعد

___
أصدر المركز الأردني لحقوق العمل "بيت العمال" ورقة سياسات بعنوان "العمل على المنصات الرقمية في الأردن"، بهدف تقديم قراءة شاملة متعددة الأبعاد لهذه الظاهرة التي باتت تستقطب آلاف الشباب الأردنيين، في وقت تتسارع فيه التحولات في سوق العمل بفعل التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.

وأظهرت الورقة التي اعتمدت على مراجعات قانونية ومقاربات مقارنة مع تجارب دولية، أن قطاع العمل عبر المنصات الرقمية، سواء في توصيل الركاب والطلبات أو في تقديم الخدمات التقنية عن بعد، يمثل متنفسا حيويا لآلاف الباحثين عن فرص دخل، لكنه في الوقت ذاته يفتقر لغطاء قانوني فعال يضمن حقوق العاملين فيه، إذ يقدر عدد العاملين في توصيل الطلبات والسلع بنحو 25 ألف أردني معظمهم من الشباب، وكذلك العاملين في النقل الذكي بنحو 13 إلى 15 ألفا، بينما يشتغل ما يقارب 10 إلى 15 ألفا في خدمات العمل الرقمي مثل البرمجة والتصميم والترجمة، معظمهم دون أي اشتراك في الضمان الاجتماعي أو تنظيم نقابي أو حماية من الفصل التعسفي.

وأكدت الورقة أن قانون العمل الأردني رقم (8) لسنة 1996 لا يتضمن أي تعريف أو تنظيم خاص للعمل عبر المنصات الرقمية، حيث ينحصر تعريف العامل فيمن يعمل تحت إشراف وإدارة مباشرة من صاحب العمل، دون مراعاة للأشكال الحديثة من الرقابة الخوارزمية التي تمارسها التطبيقات الرقمية، كما أن قانون الضمان الاجتماعي رقم (1) لسنة 2014 يربط الاشتراك الإلزامي بوجود علاقة عمل بأجر وفق ذات الفهم التقليدي، ما يجعل آلاف العاملين في هذا القطاع خارج أي تغطية ضد إصابات العمل أو المرض أو الشيخوخة أو حتى التعطل.

وتطرقت الورقة إلى أن غياب أي قواعد تشريعية تلزم المنصات بالإفصاح عن كيفية تحديد الأسعار وتوزيع الطلبات وتقييم الأداء، يجعل من الخوارزميات عمليا "صاحب العمل غير المرئي" الذي يتحكم بمصير هؤلاء العاملين دون أي التزامات بالشفافية أو آليات للطعن، ما يعرضهم لتغييرات مفاجئة في الدخل أو حتى الإيقاف عن العمل دون إنذار أو تعويض.

كما سلطت الورقة الضوء على أن العاملين على المنصات الرقمية في الأردن يفتقدون لأي مظلة تنظيمية مهنية أو نقابية تدافع عن حقوقهم أو تفاوض باسمهم، رغم أن الدستور الأردني يضمن حرية تكوين الجمعيات وقانون العمل يكفل حق التنظيم النقابي، واعتبرت الورقة أن هذه الفجوة التنظيمية تزيد من هشاشتهم في سوق العمل وتجعلهم عرضة لاستغلال مضاعف مقارنة بالعاملين في القطاعات التقليدية.

وفي الجانب الاقتصادي والاجتماعي توقعت الورقة استنادا إلى معدلات النمو العالمية والإقليمية في هذا القطاع أن يرتفع عدد العاملين على المنصات في الأردن بنسب تتراوح بين 60% إلى 80% خلال السنوات الخمس القادمة، ما سيجعل هذا القطاع مكونا رئيسيا في سوق العمل الأردني، لكنها حذرت في الوقت نفسه من أن استمرار هذا النمو دون أطر تشريعية سيعمق من مشكلات الاقتصاد غير المنظم وغياب العدالة الاجتماعية الرقمية.

واستعرضت الورقة نماذج دولية متعددة مثل إسبانيا التي أقرت قانون Riders في 2021 لإعادة تصنيف عمال التوصيل كعمال لهم حقوقهم الكاملة، وفرنسا والمملكة المتحدة وهولندا التي أصدرت محاكمها أحكاما مشابهة، وبلجيكا وإيطاليا التي اعتمدت تشريعات واتفاقات جماعية متقدمة بنفس التوجه، وكذلك الأرجنتين وتشيلي حيث لعبت النقابات دورا محوريا في تنظيم هذا النوع من العمل، كما سلطت الضوء على الاتجاهات الدولية الأحدث، بما في ذلك مسار منظمة العمل الدولية التي شرعت في إعداد صك دولي خاص ينظم علاقات العمل على المنصات الرقمية. ومنظمة العمل العربية التي أصدرت اتفاقية خاصة بالأنماط الجديدة للعمل العام الماضي 2024.

وفي ختامها دعت الورقة إلى تبني إصلاحات تشريعية جذرية تعيد صياغة العلاقة بين المنصات والعاملين لديها من خلال تعديل تعريف العامل في قانون العمل الأردني ليشمل كل من يخضع فعليا لرقابة خوارزمية أو تبعية اقتصادية حقيقية، وإلزام المنصات الرقمية بالمساهمة في الضمان الاجتماعي بما يضمن للعاملين فيها تغطية إصابات العمل والتقاعد والتأمين الصحي، كما شددت على ضرورة إقرار قواعد وطنية واضحة تفرض على المنصات الإفصاح بشفافية عن آليات الخوارزميات التي تحدد الأجور وتوزع الطلبات وتقيم الأداء بما يكفل حق العاملين في معرفة أسس تنظيم دخلهم وطبيعة تقييمهم، إلى جانب تمكين هؤلاء من تأسيس نقابات خاصة بهم بما يتيح لهم التفاوض الجماعي على شروط عملهم، وحثت الورقة كذلك على انخراط الجهات الرسمية بفعالية في مسار منظمة العمل الدولية لإعداد الصك الدولي الجديد الخاص بالعمل على المنصات، والمصادقة على الاتفاقية الصادرة عن منظمة العمل العربية حول الأنماط الجديدة للعمل، بما يواكب التحولات الرقمية ويضمن عدالة اجتماعية أوسع.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير