البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

البُعد الخامس في شخصية الأمير الحسين

البُعد الخامس في شخصية الأمير الحسين
الأنباط -
البُعد الخامس في شخصية الأمير الحسين

د. عامر بني عامر

ثمّة ما هو أبعد من الدور الرسمي أو اللقب الدستوري في شخصية سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، يلوح بُعدٌ خامس، غير مرئي لكنه ملموس في حضوره، في خطابه، وفي تموضعه داخل مشهد سياسي واجتماعي معقد إقليميًا ومحليًا. بعدٌ يتجاوز الوظيفة، نحو الرمز الوطني الجامع .

في لحظة تتسارع بها الأحداث وتضعف الثقة، لا يمكن أن يُترك الفضاء العام مفتوحًا لسرديات متضاربة. وهنا، تبرز أهمية الشخصية التي تُجيد التعبير عن الدولة كفكرة، لا فقط كنظام، وتعيد ضبط العلاقة بين المواطن والدولة على أساس الحقوق والواجبات، لا الرهبة أو التبعية.

الأمير الحسين قدّم صورة متقدمة في كيفية تمثيل الدولة دون مبالغة، ودون تغوّل على الحياة العامة. ظهر حين دعت الحاجة، وغاب حين كانت الصدارة استعراضًا. وهذه القدرة على الحضور المنتقى لا تعكس فقط نضجًا سياسيًا، بل تؤشر على اتجاه جديد في مفهوم القيادة، يجعل من الاستماع أولوية، ومن الإنصاف سياسة.

الحديث عن "البُعد الخامس” لا يعني أنه فوق النقد أو أعلى من المؤسسات، بل إنه يعبر عن وعي استثنائي بالتوازن بين جذور الدولة وتطلعات المجتمع، بين احترام الإرث والانفتاح على المستقبل. وهو ما نحتاجه اليوم في مواجهة أحد أخطر تحديات اللحظة: رمادية النخب، وتناقض الخطابات، وتشظي الولاءات.

في مرحلة بناء الدولة الوطنية، لا يكفي رفع الشعار من فوق، بينما بعض المسؤولين يُغرقون الشارع بخطابات تفتقر إلى الانسجام مع المشروع الوطني. البُعد الخامس هنا هو الانحياز لهوية وطنية أردنية واضحة، عادلة، تعترف بالجميع دون تمييز أو تهميش، وتبني على الكفاءة والانتماء الحقيقي للدولة.

سمو الأمير كان قادرًا على تمثيل هذا الاتزان: لم ينجرف إلى الاستعراض، ولم يتوارَ خلف الرسميات، بل اختار الظهور حين كان للظهور ضرورة، واختار الحضور حين كان للحضور معنى، مستلهمًا في ذلك نهجًا رسخه جلالة الملك عبد الله الثاني في القيادة المتوازنة والاقتراب من الناس. وهو بذلك يشارك، بهدوء، في مسار إعادة الاعتبار لمفهوم الدولة كفضاء مشترك لكل أبنائها، على قاعدة العدالة والانتماء والحقوق المتساوية.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الأسئلة حول معنى الدولة وموقع المواطن داخلها، يظهر الأمير الحسين في خطاباته وتحركاته كبوصلة ناعمة، تُشير – دون صخب – إلى أن هناك طريقًا ممكنًا نحو تعزيز العقد الاجتماعي الأردني، بوصفه الإطار الذي يضبط العلاقة بين الدولة ومواطنيها على أسس من الانتماء، والمساواة، وسيادة القانون، واحترام التنوع تحت مظلة وطنية أردنية. ليس بوصفه شعارًا مجردًا، بل كمنظومة قيم وسلوك وسياسات تتجسد في أداء الدولة ومؤسساتها.

هذا هو "البُعد الخامس” في شخصية الأمير الحسين: أن يظل قريبًا من الناس دون أن يغرق في التفاصيل، وأن يعبر عن الدولة لا بوصفها سلطة، بل بوصفها مشروعًا أخلاقيًا يستحق أن يُعاد بناؤه بثقة، وتُحتضن قيمه من جديد
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير