التريية تعتمد تعليمات رفع المعدل لطلبة التوجيهي من جيل 2007 وفق النظام القديم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي يلتقي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الصين تعلق الرسوم الجمركية على السلع الأميركية 90 يوما الأمم المتحدة: وفاة أكثر من 100 طفل في غزة بسبب سوء التغذية مهرجان صيف تلفريك عجلون (SUMMERIC ) 2025 ينطلق بإشراقة جديدة يوم الجمعة "عين على القدس" يسلط الضوء على تصاعد أوامر الهدم الذاتي من قبل الاحتلال حسان يستقبل رئيس الوزراء المصري ضمن اجتماعات اللجنة العُليا الأردنية - المصرية العجلوني يبحث مع الشركة المتكاملة للنقل سبل تطوير خدمات المواصلات لطلبة الجامعة مركز إعداد القيادات الشبابية يطلق المرحلة التدريبية الثانية من برنامج “نشامى 2025 – الفوج الثالث” غزة : 12 شهيدا بينهم أطفال جراء قصف إسرائيلي على خانيونس وحي الزيتون بقاء المملكة تحت تأثير الموجة الحارة اليوم وغدًا وانخفاض تدريجي على الحرارة الخميس خطأ شائع وبسيط قد يعرقل إنقاص الوزن.. دراسة جديدة تكشف الموز أم التمر.. أيهما أفضل للقلب والهضم وضبط سكر الدم؟ الأرصاد الجوية: الموجة الحارة مستمرة حتى الخميس وزير الصحة يؤكد كفاءة أنظمة الطوارئ بمستشفى الزرقاء عقب انقطاع التيار الكهربائي وفاتان إثر حادث غرق داخل بركة زراعية في إربد حكومة حسان.. استقرار أسعار المحروقات وإنجازات اقتصادية رغم الضغوط العالمية هل تحتاج البتراء إلى مهرجان سنوي يعكس تراثها وينعش اقتصادها؟ لماذا زار الملك السعودية ؟ الأردن يدين بأشدّ العبارات الاستهداف الإسرائيلي المُمنهَج للصحافيين في غزة

الحسين بن عبدالله الثاني: ثباتُ الجذور واتساعُ الرؤية

الحسين بن عبدالله الثاني ثباتُ الجذور واتساعُ الرؤية
الأنباط -

كتب مروان التميمي


ليس كلّ ميلاد محطة، ولكن حين يولد رجل يشبه المستقبل، يتوقف الزمن لحظة، ويعيد ترتيب أوراقه… ففي عيد ميلاد سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، لا نحتفل بيومٍ عابر، بل نحتفي بفكرةٍ تمشي على الأرض، بطموحٍ يرتكز على إرثٍ هاشمي، وبقائدٍ اختار أن يبدأ من حيث يصعب البدء.


فحضور سموه لا يُقاس بالسنوات، بل بما أرساه من دورٍ فاعل داخل الدولة الأردنية، وما جسّده من تجربة قيادية شابة تمضي بثبات، وتُراكم الأثر برؤيةٍ متماسكة، تؤمن بالتجديد دون أن تنفصل عن الأصالة، وتبني على القيم الهاشمية دون أن تتجاهل متطلبات الحاضر والمستقبل.


منذ أن تولّى سموه ولاية العهد، لم يكن حضوره شكليًا أو محصورًا في الإطار البروتوكولي، بل انخرط بوعي في أهم ملفات الدولة: الشباب، التعليم، التكنولوجيا، الأمن، والعمل المجتمعي. لم يشأ أن يكون ظلًا في صورة، بل أراد أن يكون جزءًا من التكوين، صانعًا للتغيير، ومؤمنًا بأن المسؤولية والقيادة تبدأ من الميدان لا من وراء الأبواب المغلقة.


وقد كانت نشأته في بيت ملكي عريق، وعلى يد جلالة الملك عبدالله الثاني، مدرسةً قائمة بذاتها؛ تشرّب منها ثقافة العمل الصامت، والانحياز الدائم للميدان، وفهم الدولة باعتبارها مسؤولية جماعية لا امتيازًا فرديًا. ولأن القيم تُقاس بالأفعال، لم يكتفِ بالتمثيل، بل أسّس وعمل، وكانت مؤسسة ولي العهد التي أُطلقت عام 2015 شاهدًا عمليًا على رؤيته التي تؤمن بالشباب قوةً محركة للتنمية.


هذه المؤسسة لم تُبنَ لأغراض دعائية، بل صُممت لتكون منصة حقيقية للتمكين الوطني، جسرًا بين الحلم والواقع، بين طاقات الشباب الأردني، واحتياجات وطنهم. فانبثقت عنها مبادرات ريادية في الفضاء، والذكاء الاصطناعي، والتعليم المهني، واللغة العربية، والبيئة، وغيرها من المجالات التي تعكس عقلًا يرى في كل تحدٍّ فرصة، وفي كل شاب مشروعًا للنهضة.


أما على الساحة الدولية، فكان سموه وجهًا ناطقًا باسم الأردن بلغة العالم، وبروح الوطن. ترك أثرًا لا يُقاس بالعمر، بل بالنضج والرؤية، سواء حين ترأس جلسة لمجلس الأمن، أو عندما مثّل الأردن في مؤتمرات اقتصادية وتكنولوجية عالمية، كان فيها الحسين بن عبدالله صوتًا شبابيًا عربيًا حاضرًا بذكاء واتزان وواقعية.


لكن ما يجعل هذه التجربة القيادية فريدة بحق، هو التوازن الذي يجمع فيه سموه بين الحضور الرسمي والتواضع الإنساني.


قريب من الناس لا من باب المجاملة، بل من إيمانٍ راسخ بأن القائد لا يكتمل إلا إذا كان حاضرًا بين أبناء وطنه، مستمعًا لهم، متابعًا لاحتياجاتهم، ومبادرًا لحلّ قضاياهم من أرض الواقع، لا من خلف المكاتب.


يزور القرى والبوادي والمخيمات، يستمع بصدق، ويسأل باهتمام، ويقرأ هموم الناس لا بوصفها أرقامًا في تقارير، بل قصصًا حقيقية تستحق أن تُروى وأن يُعمل لأجلها. في حضوره، يختفي الحاجز بين الرسمي والشعبي، ويشعر الأردنيون أن قائدهم يشبههم، يفكر بلغتهم، ويشاركهم قلقهم وأحلامهم.


وفي ذكرى ميلاده، لا تُقاس الإنجازات بعددها، بل بنوعها، ولا يُحتفى بالعمر كرقم، بل كمسيرة نضوج مستمرة، تتجدّد بالحيوية، وتنطلق بطاقة الشباب، وتُراكم أثرًا لا يعرف التراجع.


نسأل الله أن يبارك في عمر سموه، ويوفقه في مساعيه الصادقة لخدمة الوطن وقيادته، وأن يبقى كما عهدناه: قريبًا من الناس، مؤمنًا بقدراتهم، وماضيًا بثقة نحو أردنٍ أكثر تقدمًا، واستقرارًا، وكرام

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير