البث المباشر
محادثات برلين الأمريكية–الأوكرانية تحقق تقدماً كبيراً تركيا: توقيف شخصين بتهمة ذبح الخيول وبيع لحومها في إسطنبول الارصاد :منخفض جوي يؤثر على المملكة وأمطار متوقعة وتحذيرات. هل يفعلها الرئيس؟ حادثة تدمر وتبعاتها على الحكومة السورية الانتقالية. حسين الجغبير يكتب : متى نتعلم الدرس جيدا؟ الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني

خاص- دماءٌ على جدران القداسة… والتكفير يطرق باب الشرع

خاص- دماءٌ على جدران القداسة… والتكفير يطرق باب الشرع
الأنباط -

ليست كنيسة مار إلياس أول بيتٍ من بيوت الله يطالُه الإرهاب التكفيري في سوريا، لكنّها اليوم شاهدٌ دامٍ على أن نار الكراهية ما زالت تتغذى من فكرٍ متوحّش، لا يعرف من الدين سوى اسمه، ولا من الإيمان سوى زيف الشعارات.

في وضح النهار، فجّروا الكنيسة، وانهارت حجارة الصلاة، وتلطّخت جدران القداسة بدماء الأبرياء. فعلوا ذلك بلا خجل، بلا خوف، بلا رجفة في الجفن. لا لأنهم أقوياء، بل لأنهم تحوّلوا إلى أدوات عمياء، تحرّكها جهات معلومة ومموّلة، لا ترى في الإنسان سوى "مرتد” أو "عدو” أو "هدف مشروع”.

أيُّ عقل مريض هذا الذي يرى في تفجير كنيسة عملًا "جهاديًا”؟
أيّ يدٍ مجرمة تلك التي تُشهر سلاحها في وجه مصلّين، لا مقاتلين؟
من الذي يضيق بالصلاة سوى الشياطين؟ من الذي يخاف نور الإيمان سوى الظلاميين؟

سوريا لا تحتمل المزيد من الدم… والرئيس الشرع أمام امتحان الكرامة

اليوم، يقف الرئيس السوري أحمد الشرع أمام امتحان وطني وأخلاقي لا يُشبه سواه.
التفجير التكفيري الذي ضرب كنيسة مار إلياس ليس حدثًا عابرًا، بل إنذار حقيقي بأن سرطان التطرف ما زال حيًّا، ويضرب في العمق، ويتسلّل إلى حياة السوريين وهم يحاولون النهوض من سنوات الحرب والدمار.

الرئيس الشرع مطالبٌ اليوم بموقف واضح، صارم، لا رمادي فيه، موقف يُعلن فيه بكل صراحة أن زمن التهاون مع الفكر التكفيري قد انتهى، وأن سوريا الجديدة لا يمكن أن تُبنى ما لم تُجتثّ جذور هذا الفكر من العمق. 

عليه أن يبدأ بتفكيك البنية الفكرية للتكفير من أساسها، لا من مظاهرها فقط، وأن يلاحق المنابر التي تزرع الكراهية باسم الدين أينما وُجدت، سواء كانت على المنصات أو في المساجد أو في الإعلام أو في التعليم. 

المطلوب أيضًا محاسبة كل من يحرّض أو يبرّر أو يغضّ الطرف عن هذا الفكر، سواء حمل السلاح أو اكتفى بالكلمة، لأن الكلمة المسمومة قد تقتل كما تفعل القنبلة. 

كما أن عليه أن يعيد الاعتبار لوحدة سوريا الوطنية، من خلال تجريم الطائفية قولًا وفعلًا، وعدم السماح بتحويل الانتماء الديني أو المذهبي إلى وسيلة للتمييز أو التحريض أو الإقصاء.

لا مصالحة مع القتلة… ولا تسامح مع من يكفّر شركاء الوطن

ما حدث في مار الياس ليس مجرّد اعتداء على كنيسة، بل ضربة جبانة لمجتمع يريد أن يتعافى، وأن ينهض على قاعدة التنوّع والعيش المشترك.

من يعتقد أن سوريا ستعود إلى حضنها الطبيعي بالتغاضي عن جرائم التكفيريين، فهو يُسهم في تمزيقها من جديد.

على الرئيس أحمد الشرع أن يختار إما أن يكون قائدًا لكل السوريين، وحاميًا لوطنٍ تعدديّ لا مكان فيه للتكفير،
أو أن يضيّع الفرصة التاريخية، ويترك الشياطين تعبث تحت عباءة "الاستقرار الموهوم”.

اسعد نمور
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير