البث المباشر
مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع مساء اليوم وفد كلية دفاع سلطنة عمان يزور مجلس النواب تجارة عمان تنظم لقاء تجاريا مع وفد من مقاطعة شاندونغ الصينية البنك الإسلامي الأردني يشارك بتكريم خريجي صندوق الأمان لمستقبل الأيتام منتدى التواصل الحكومي يستضيف وزير العمل الثلاثاء وزير العمل يلتقي وفدا من النقابة العامة للعاملين بالبترول المصرية 87.8 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية أمانة عمان تعلن الطوارئ المتوسطة منذ مساء اليوم الصفدي يجري مباحثات موسعه مع نظيره الصيني في عمان الزرقاء: ندوة تناقش علم الاجتماع وصناعة الرأي العام فوز خوسيه أنطونيو كاست بالانتخابات الرئاسية في تشيلي ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت البطاينة يظفر بالميدالية الذهبية في بطولة سنغافورة للسكواش تحت سن 17 عمان الأهلية تُوقّع اتفاقية تعاون مع شركة (Codemint) لتطوير مخرجات التعلم الأميرة سمية بنت الحسن تكرّم عمّان الأهلية لتميّزها في دعم الريادة والابتكار المغرب: 7 قتلى و20 مصابا جراء فيضانات مفاجئة ارتفاع أسعار الذهب والنفط عالميا البشير: نجاح عملية زراعة كلية نوعية رغم التحديات المناعية لمريضة تعاني فشلا كلويا مزمنا مصرع 17 شخصا وإصابة 20 في حادث حافلة مدرسية بكولومبيا اطروحة دكتوراة حول أثر التحول الرقمي على الميزة التنافسية للشركات الاردنية

خاص- دماءٌ على جدران القداسة… والتكفير يطرق باب الشرع

خاص- دماءٌ على جدران القداسة… والتكفير يطرق باب الشرع
الأنباط -

ليست كنيسة مار إلياس أول بيتٍ من بيوت الله يطالُه الإرهاب التكفيري في سوريا، لكنّها اليوم شاهدٌ دامٍ على أن نار الكراهية ما زالت تتغذى من فكرٍ متوحّش، لا يعرف من الدين سوى اسمه، ولا من الإيمان سوى زيف الشعارات.

في وضح النهار، فجّروا الكنيسة، وانهارت حجارة الصلاة، وتلطّخت جدران القداسة بدماء الأبرياء. فعلوا ذلك بلا خجل، بلا خوف، بلا رجفة في الجفن. لا لأنهم أقوياء، بل لأنهم تحوّلوا إلى أدوات عمياء، تحرّكها جهات معلومة ومموّلة، لا ترى في الإنسان سوى "مرتد” أو "عدو” أو "هدف مشروع”.

أيُّ عقل مريض هذا الذي يرى في تفجير كنيسة عملًا "جهاديًا”؟
أيّ يدٍ مجرمة تلك التي تُشهر سلاحها في وجه مصلّين، لا مقاتلين؟
من الذي يضيق بالصلاة سوى الشياطين؟ من الذي يخاف نور الإيمان سوى الظلاميين؟

سوريا لا تحتمل المزيد من الدم… والرئيس الشرع أمام امتحان الكرامة

اليوم، يقف الرئيس السوري أحمد الشرع أمام امتحان وطني وأخلاقي لا يُشبه سواه.
التفجير التكفيري الذي ضرب كنيسة مار إلياس ليس حدثًا عابرًا، بل إنذار حقيقي بأن سرطان التطرف ما زال حيًّا، ويضرب في العمق، ويتسلّل إلى حياة السوريين وهم يحاولون النهوض من سنوات الحرب والدمار.

الرئيس الشرع مطالبٌ اليوم بموقف واضح، صارم، لا رمادي فيه، موقف يُعلن فيه بكل صراحة أن زمن التهاون مع الفكر التكفيري قد انتهى، وأن سوريا الجديدة لا يمكن أن تُبنى ما لم تُجتثّ جذور هذا الفكر من العمق. 

عليه أن يبدأ بتفكيك البنية الفكرية للتكفير من أساسها، لا من مظاهرها فقط، وأن يلاحق المنابر التي تزرع الكراهية باسم الدين أينما وُجدت، سواء كانت على المنصات أو في المساجد أو في الإعلام أو في التعليم. 

المطلوب أيضًا محاسبة كل من يحرّض أو يبرّر أو يغضّ الطرف عن هذا الفكر، سواء حمل السلاح أو اكتفى بالكلمة، لأن الكلمة المسمومة قد تقتل كما تفعل القنبلة. 

كما أن عليه أن يعيد الاعتبار لوحدة سوريا الوطنية، من خلال تجريم الطائفية قولًا وفعلًا، وعدم السماح بتحويل الانتماء الديني أو المذهبي إلى وسيلة للتمييز أو التحريض أو الإقصاء.

لا مصالحة مع القتلة… ولا تسامح مع من يكفّر شركاء الوطن

ما حدث في مار الياس ليس مجرّد اعتداء على كنيسة، بل ضربة جبانة لمجتمع يريد أن يتعافى، وأن ينهض على قاعدة التنوّع والعيش المشترك.

من يعتقد أن سوريا ستعود إلى حضنها الطبيعي بالتغاضي عن جرائم التكفيريين، فهو يُسهم في تمزيقها من جديد.

على الرئيس أحمد الشرع أن يختار إما أن يكون قائدًا لكل السوريين، وحاميًا لوطنٍ تعدديّ لا مكان فيه للتكفير،
أو أن يضيّع الفرصة التاريخية، ويترك الشياطين تعبث تحت عباءة "الاستقرار الموهوم”.

اسعد نمور
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير