البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

الإسلاميون وخصومهم في الأردن: أزمة البديل الثقافي

الإسلاميون وخصومهم في الأردن أزمة البديل الثقافي
الأنباط -

أحمد الضرابعة

 

يظن الخصوم التقليديون للتيار الإسلامي أن حل ما يُسمى جماعة الإخوان المسلمين سيكون فاتحة عهد جديد يتراجع فيه دور الدين الإسلامي وتأثيره في المجتمع الأردني، وراحوا يشجعون على اتخاذ المزيد من الإجراءات القانونية التي تحقق غايتهم هذه. لا داعٍ للتأكيد على أن الدولة الأردنية حلت جماعة الإخوان المسلمين وحظرت أنشطتها لأسباب أمنية، لا دينية، وليس من الوطنية أن يتم الخلط بين السببين من قبل أي كان أملًا بفتح ثغرة له ليصب منها سمومه الفكرية المنقولة. رغم الهيمنة الثقافية التي مارسها الإسلاميون منذ حظر الحياة الحزبية عام 1957 إلى استئنافها عام 1989 وما بعده، والحاجة للبحث عن نموذج ثقافي أكثر انفتاحًا وانسجامًا مع المستوى الحضاري الذي وصل إليه العالم، إلا أن ذلك لا يعني الدعوة لانقلاب ثقافي - إن صح التعبير -، خصوصًا مع غياب أي تصور لدى أي تيار سياسي لبناء حالة ثقافية جديدة تعيد تشكيل الوعي المجتمعي، ولذلك، يبدو الإصرار على خوض معركة ثقافية ضد جماعة الإخوان المسلمين المنحلة ناتجًا عن انفعال أو توتر سياسي، وليس تعبيرًا عن وجود نموذج ثقافي بديل يسعى أصحابه لاستغلال الفرصة لإسقاطه على المجتمع الأردني.

 

لم يقدم التيار الإسلامي أفضل نموذج ثقافي لديه، لكنه استفاد من عجز خصومه السياسيين عن تطوير بديل قادر على منافسته، لا في المجال الثقافي فحسب، وإنما أيضًا في مجالي التنظيم والسياسة، حيث تمكن من البقاء في الواجهة السياسية والفكرية، وهو ما أتاح له القدرة على بناء قاعدة جماهيرية واسعة وتوجيه الرأي العام بسهولة.

 

لطالما قال خصوم جماعة الإخوان المسلمين المنحلة أن سر صعودها السياسي وهيمنتها الثقافية يعود لعلاقتها الخاصة بالدولة الأردنية في مرحلة تاريخية سابقة، ولكن اليوم بعد حلّها رسميًا وحظر أنشطتها لم تعد هذه المقولة صالحة لتبرير فشل خصومها في مجاراتها، ولذا، يتعين عليهم القيام بمراجعات ذاتية لكشف نقاط الضعف السياسية والاقتصادية والثقافية والتنظيمية، ومعالجتها للقدرة على تقديم نماذج بديلة مقبولة لدى الشارع الأردني.

 

أخيرًا، التيار الإسلامي وخصومه التاريخيين، يقفون على ضفة واحدة عندما يتعلق الأمر بالأردن، فجميعهم نظروا إليه من ثقب العقائد والأيديولوجيات، وجمعتهم علاقات وثيقة بأعداءه، وانشغلوا في مسائل قومية وأممية أكثر من تلك الوطنية، ولذا فإن لا أحد منهم يملك رصيدًا وطنيًا يؤهله للمزايدة على الآخر واستغلال أخطاءه، ومن لا يصدق ذلك، يمكنه الرجوع للتاريخ والتأكد بنفسه.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير