تجليات الغياب في "تدريب على الغياب" للقاص طارق عودة الأردن في قلب العاصفة: سياسة الحكمة بدل التهور والمغامرة العرب وثلاثية المشاريع الإقليمية: نحو استعادة القرار المستقل الحكومة تؤمن 4.1 مليون أردني في مركز الحسين للسرطان بتخصيص 124 مليون دينار في موازنة 2026 السرحان : تطوير المعارف المهنية لكل موظف حسب اختصاصه باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق التميز والارتقاء بخدمات الهيئة الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه العميق إزاء التصعيد بين إيران وإسرائيل "الاتصال الحكومي" تنشر موجز انجازات الوزارات والمؤسسات الحكومية خلال أيار الماضي إحالة فراس المجالي على التقاعد ونقل أشرف الخصاونة أميناً عامَّاً للمحكمة الدستوريَّة السفارة الفلبينية تحتفي باليوم الوطني لبلادها مصر تضاعف تصدير الكهرباء إلى الأردن لـ400 ميغاواط يومياً Trump administration weighs adding 36 countries to travel ban, memo says: Reuters تجارة الأردن : رؤية ولي العهد تسهم في تسريع التحول الرقمي بلدية طبقة فحل تبدأ بتأهيل الأرصفة والجزر الوسطية بوسطها التجاري الذهب يبلغ أعلى مستوى له في شهرين الكهرباء الوطنية تفعل خطة الطوارئ لمواجهة تداعيات التصعيد الإقليمي 3141طنا من الخضار والفواكه ترد للسوق المركزي اليوم مشاورات مغلقة في مجلس الأمن لمناقشة انعدام الأمن الغذائي في غزة طقس معتدل اليوم وارتفاع تدريجي على الحرارة حتى الخميس الحرس الثوري الإيراني: استهدفنا منظومات القيادة والسيطرة التابعة لإسرائيل إيران تستهدف محطة توليد الطاقة ومجمع كيماويات في حيفا

القلوب المربوطة بسلاسل الحياة

القلوب المربوطة بسلاسل الحياة
الأنباط -

في زحمة الأيام، وسط أوراق المكاتب ومواعيد الاجتماعات، تبدو الحياة كأنها سباق بلا خط نهاية. العقول تسير في دوامة واحدة، قيدتها مفردات مكررة: الراتب، العلاوات، المغادرات، والإجازات. يقضي الموظف يومه تائهاً بين حسابات الأرقام والمواعيد، كأنما باتت حياته أرقاما تُحسب على الآلة الحاسبة، وحلما مؤجلا إلى حين يأتي راتب الشهر القادم.

ولا تقف تلك السلاسل عند أبواب العمل فقط؛ بل ترافقنا إلى بيوتنا، فتربطنا بفواتير لا تنتهي، وديون تكبل الأحلام، وأقساط تنخر في أعماق السكينة. ينسى الأب أن يكون صديقًا، وتنسى الأم أن تكون امرأة؛ لأنهما غرقا في بحر هموم الأبناء. الدراسة، الطعام، القروض... كل تلك الأشياء تجعلهم أسرى لواقعٍ لا يرحم.

أليس غريبًا كيف يتحول الإنسان من سيدٍ للحياة إلى عبدٍ لهمومها؟ كيف يتوقف عن الحلم حين يصبح كل تفكيره مرتبطًا فقط بـ"كيف سأدفع؟ وكيف سأعيش؟". حتى في لحظات السكون، لا ينعم القلب بالراحة، فالأفكار تغلي كمرجل مشتعل لا يهدأ.

في ظلال هذا الانشغال، تضيع ألوان الحياة. أين ذلك الشغف الذي كنا نعيشه صغارًا؟ أين ساعات التأمل في تفاصيل الطبيعة أو متعة القراءة؟ تُهجر الأوقات البسيطة التي تصنع السعادة، فتتآكل الروح في سباق لا نهاية له.

لكن، هل كتب علينا أن نعيش هكذا؟ ألا يمكننا أن نحطم تلك السلاسل؟ الحل يبدأ من لحظة تأمل صغيرة، من وقفة مع الذات نسأل فيها: "ما الذي أريده أنا حقًا؟" ليس لأجل الأولاد فقط، وليس لأجل دفع الديون؛ بل لأجل روحي التي أنهكها الركض.

الحياة تحتاج منا إلى إعادة ترتيب الأولويات، إلى فهم أن العيش لا يعني فقط الوفاء بالالتزامات، بل أن نغرس في كل يوم لحظة حب لأنفسنا. قد تكون هذه اللحظة قهوة صباحٍ صافية، أو قراءة صفحة من كتاب، أو حتى تأمل غروب الشمس بلا شريك سوى ذاتك.

"حين يكف الإنسان عن أن يكون أسيرًا للمطلوب منه، يبدأ في اكتشاف جمال المطلوب له".

بقلمي: د. عمّار محمد الرجوب
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير