مديرية الأمن العام تحتفل بإنجاز الدفاع المدني للمعايير الخاصة لاعتمادية المؤسسات الصحية الصفدي مستذكراً شهداء قلعة الكرك: سيبقى الأردن عصياً على أيادي الإرهاب الغادرة الذكرى السنوية الحاديه عشره لوفاة الحاج راجح حبوش (أبو تيسير) يرحمه الله مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرة المريان الملك والرئيس القبرصي يبحثان هاتفيا مستجدات الإقليم اتحاد العمال: سنعمل بشكل منظم خلال المرحلة القادمة على قضايا العمال المهاجرين زين تعتمد استراتيجيتها الجديدة “4WARD بدء أعمال تأهيل وتجميل شارع السرو في السلط جيني ترسم البسمة على وجوه الأطفال في رعاية قرى الأطفال SOS الأردنية في موسم الأعياد العقبة : ورشة عمل توعوية بعنوان " أثر الإحصاءات السياحية على الخطط الاستراتيجية" الفايز يزور مديرية الجمارك العامة في العقبة " التعليم النيابية " تناقش آلية عملها في المرحلة المقبلة رحلة كريم في الأردن: ابتكار مستمر لتسهيل الوصول إلى سبل تنقل يومية سهلة وموثوقة من خلال حلول مصممة لتلبية الاحتياجات المحلية مجلس الأعيان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات عمّانية (اسماء) غرفة التجارة الأمريكية في الأردن تناقش التنسيق بين القطاعين العام والخاص القلوب المربوطة بسلاسل الحياة تعزيز التعاون بين البحوث الزراعية وUSAID لرفع كفاءة إستخدام المياه الملك: الأردنيون دائما على العهد ويد واحدة في تطوير الأردن والدفاع عن قضايا الأمة الرفاعي: الاننتخابات النيابية غيرت المفاهيم التقليدية عن الأحزاب

القلوب المربوطة بسلاسل الحياة

القلوب المربوطة بسلاسل الحياة
الأنباط -

في زحمة الأيام، وسط أوراق المكاتب ومواعيد الاجتماعات، تبدو الحياة كأنها سباق بلا خط نهاية. العقول تسير في دوامة واحدة، قيدتها مفردات مكررة: الراتب، العلاوات، المغادرات، والإجازات. يقضي الموظف يومه تائهاً بين حسابات الأرقام والمواعيد، كأنما باتت حياته أرقاما تُحسب على الآلة الحاسبة، وحلما مؤجلا إلى حين يأتي راتب الشهر القادم.

ولا تقف تلك السلاسل عند أبواب العمل فقط؛ بل ترافقنا إلى بيوتنا، فتربطنا بفواتير لا تنتهي، وديون تكبل الأحلام، وأقساط تنخر في أعماق السكينة. ينسى الأب أن يكون صديقًا، وتنسى الأم أن تكون امرأة؛ لأنهما غرقا في بحر هموم الأبناء. الدراسة، الطعام، القروض... كل تلك الأشياء تجعلهم أسرى لواقعٍ لا يرحم.

أليس غريبًا كيف يتحول الإنسان من سيدٍ للحياة إلى عبدٍ لهمومها؟ كيف يتوقف عن الحلم حين يصبح كل تفكيره مرتبطًا فقط بـ"كيف سأدفع؟ وكيف سأعيش؟". حتى في لحظات السكون، لا ينعم القلب بالراحة، فالأفكار تغلي كمرجل مشتعل لا يهدأ.

في ظلال هذا الانشغال، تضيع ألوان الحياة. أين ذلك الشغف الذي كنا نعيشه صغارًا؟ أين ساعات التأمل في تفاصيل الطبيعة أو متعة القراءة؟ تُهجر الأوقات البسيطة التي تصنع السعادة، فتتآكل الروح في سباق لا نهاية له.

لكن، هل كتب علينا أن نعيش هكذا؟ ألا يمكننا أن نحطم تلك السلاسل؟ الحل يبدأ من لحظة تأمل صغيرة، من وقفة مع الذات نسأل فيها: "ما الذي أريده أنا حقًا؟" ليس لأجل الأولاد فقط، وليس لأجل دفع الديون؛ بل لأجل روحي التي أنهكها الركض.

الحياة تحتاج منا إلى إعادة ترتيب الأولويات، إلى فهم أن العيش لا يعني فقط الوفاء بالالتزامات، بل أن نغرس في كل يوم لحظة حب لأنفسنا. قد تكون هذه اللحظة قهوة صباحٍ صافية، أو قراءة صفحة من كتاب، أو حتى تأمل غروب الشمس بلا شريك سوى ذاتك.

"حين يكف الإنسان عن أن يكون أسيرًا للمطلوب منه، يبدأ في اكتشاف جمال المطلوب له".

بقلمي: د. عمّار محمد الرجوب
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير