مدينة السلط: عبق التاريخ الفرقة 103 في مواجهة التهريب: خطوات حاسمة لتأمين الحدود السورية اللبنانية الجامعة العربية تستنكر التصريحات الإسرائيلية بشأن السعودية رئيس النواب يلتقي السفير السديري ويؤكد أن أمن الأردن والسعودية كلٌ لا يتجزأ "المتقاعدين العسكريين" تسيّر رحلة عمرة لمنتسبيها العراق يدين التصريحات الإسرائيلية بشأن إقامة دولة فلسطينية على أراضي السعودية اتفاقية تعاون بين وزارة الزراعة وجامعة العلوم والتكنولوجيا لتشغيل المستشفى البيطري "الحسين للسرطان" ينفرد بإنجازات نوعية في عام 2024 "مشتركة نيابية" تناقش معدل "الطيران المدني" رئيس جامعة الزرقاء يستقبل وفدًا من معهد الإعلام العسكري لتعزيز التعاون الأكاديمي رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل السفيرة النرويجية مجلس الوزراء يقرِّر الموافقة على تأسيس شركة مساهمة عامَّة غير مُدرَجة لتطوير المُدن والمرافق الإكوادور تعقد انتخابات رئاسية بين 16 مرشحا إدارية الأعيان تقر مشروع قانون البناء الوطني الأردني المعدل الاحتلال ينسحب من محور نتساريم الفاصل بين غزة ووسط وجنوب القطاع الصين تقدم احتجاجات رسمية لبنما بشأن انسحابها من التعاون في مبادرة "الحزام والطريق" وزير العدل يبحث مع السفير الإيطالي أوجه التعاون المشترك تتقدم عشيرة آل تادرس بالتهنئة والتبريك لإبنهم الغالي المهندس ابراهيم هيثم تادرس بمناسبة فوزه بعضوية مجلس نقابة المهندسين الأردنيين - فرع البلقاء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مدير الأمن العام يزور قيادة أمن الدبلوماسي والدوائر

القلوب المربوطة بسلاسل الحياة

القلوب المربوطة بسلاسل الحياة
الأنباط -

في زحمة الأيام، وسط أوراق المكاتب ومواعيد الاجتماعات، تبدو الحياة كأنها سباق بلا خط نهاية. العقول تسير في دوامة واحدة، قيدتها مفردات مكررة: الراتب، العلاوات، المغادرات، والإجازات. يقضي الموظف يومه تائهاً بين حسابات الأرقام والمواعيد، كأنما باتت حياته أرقاما تُحسب على الآلة الحاسبة، وحلما مؤجلا إلى حين يأتي راتب الشهر القادم.

ولا تقف تلك السلاسل عند أبواب العمل فقط؛ بل ترافقنا إلى بيوتنا، فتربطنا بفواتير لا تنتهي، وديون تكبل الأحلام، وأقساط تنخر في أعماق السكينة. ينسى الأب أن يكون صديقًا، وتنسى الأم أن تكون امرأة؛ لأنهما غرقا في بحر هموم الأبناء. الدراسة، الطعام، القروض... كل تلك الأشياء تجعلهم أسرى لواقعٍ لا يرحم.

أليس غريبًا كيف يتحول الإنسان من سيدٍ للحياة إلى عبدٍ لهمومها؟ كيف يتوقف عن الحلم حين يصبح كل تفكيره مرتبطًا فقط بـ"كيف سأدفع؟ وكيف سأعيش؟". حتى في لحظات السكون، لا ينعم القلب بالراحة، فالأفكار تغلي كمرجل مشتعل لا يهدأ.

في ظلال هذا الانشغال، تضيع ألوان الحياة. أين ذلك الشغف الذي كنا نعيشه صغارًا؟ أين ساعات التأمل في تفاصيل الطبيعة أو متعة القراءة؟ تُهجر الأوقات البسيطة التي تصنع السعادة، فتتآكل الروح في سباق لا نهاية له.

لكن، هل كتب علينا أن نعيش هكذا؟ ألا يمكننا أن نحطم تلك السلاسل؟ الحل يبدأ من لحظة تأمل صغيرة، من وقفة مع الذات نسأل فيها: "ما الذي أريده أنا حقًا؟" ليس لأجل الأولاد فقط، وليس لأجل دفع الديون؛ بل لأجل روحي التي أنهكها الركض.

الحياة تحتاج منا إلى إعادة ترتيب الأولويات، إلى فهم أن العيش لا يعني فقط الوفاء بالالتزامات، بل أن نغرس في كل يوم لحظة حب لأنفسنا. قد تكون هذه اللحظة قهوة صباحٍ صافية، أو قراءة صفحة من كتاب، أو حتى تأمل غروب الشمس بلا شريك سوى ذاتك.

"حين يكف الإنسان عن أن يكون أسيرًا للمطلوب منه، يبدأ في اكتشاف جمال المطلوب له".

بقلمي: د. عمّار محمد الرجوب
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير