البث المباشر
جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني اللواء المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، ويؤكد على تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة بحث تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي عمّان الأهلية وفلسطين الأهلية رئيس عمّان الأهلية يُكرّم الطلبة الفائزين في مسابقات وطنية جاهة ابو عوض والقاسم .. دودين طلب وأبوالبصل أعطى البيت العربي في مدرسة الروم الكاثوليك احتفاء بيوم اللغة العربية كلف مواجهة الولايات المتحدة للإسلام السياسي حماية المستهلك : تشكر نشامى الامن العام اتحاد العمال يرحب بإطلاق حوار وطني حول التعديلات المقترحة لقانون الضمان الاجتماعي الذكرى الأربعون لوفاة القاضي ابراهيم الطراونه تشيلي تنتخب رئيسها وترجيحات بفوز اليمين المتطرف

الأمن العام الأردني… جدارةٌ تتجدّد مع كل تحدٍ

الأمن العام الأردني… جدارةٌ تتجدّد مع كل تحدٍ
الأنباط -
الأمن العام الأردني… جدارةٌ تتجدّد مع كل تحدٍ

من رجلٍ خدم في صفوف هذا الجهاز، خمسةً وثلاثين عامًا من عمره، ويظلُّ فخورًا أنه كان من أهله… أكتب اليوم:

عن جهازٍ لم يكن مجرّد مهنة في حياتي، بل كان شرفًا أُفاخر به، وانتماءً عشتُ فيه أجمل سنين العطاء.
جهاز الأمن العام… ذاك الذي يبقى مفخرةً أردنيةً تستحقّ الثناء والاعتزاز.

في زمنٍ تتسابق فيه الأحداث وتتعاظم فيه التحديات، أثبت الأمن العام الأردني أنه ليس مجرد قوة أمنية تقليدية، بل جهاز احترافيّ يتقنُ فنّ المبادرة، ويُدرك أهمية السرعة في التدخل. 

الحوادث الطارئة لا تنتظر، والتهديدات لا تمنح فرصةً للتأخير… ومن هنا، تبرز قدرة هذا الجهاز على التحرّك الدقيق، المدروس، والفاعل، كلّما دقّ جرسُ الخطر.

ما نشهده اليوم من أداءٍ متقدّم لجهاز الأمن العام، ما هو إلا ثمرة لسنواتٍ من التدريب المكثّف، والانفتاح المدروس على كل ما هو حديث في مجال التكنولوجيا الأمنية. لم تعد الكفاءة تعتمد فقط على العزيمة والجهد، بل باتت تتطلب أدوات ذكية، وقدرات تحليلية، ومنظومات رقمية متطوّرة، وهو ما استثمر فيه الأمن العام بحكمة واقتدار، ليُصبح اليوم قادرًا على كشف أدق التفاصيل، وتتبع الجريمة من جذورها قبل أن تنمو وتُزهق الأرواح أو تُهدد استقرار المجتمع.

لن ينسى الأردنيون ما حدث في قضية التسمم بالكحول المثيلي (الميثانول) الأسبوع الماضي، التي راح ضحيتها تسعة أشخاص وأُصيب فيها أكثر من ٤٧ آخرين. في مثل هذه الكوارث، تقف الأجهزة الأمنية أمام امتحان صعب… لكن جهاز الأمن العام نجح في اجتيازه بامتياز. ففي وقتٍ قياسي، استطاع، ومن خلال التحقيق ونتائج المختبر الجنائي، الوقوف على مصدر المادة التي تسببت بالوفاة وضبط المصنع، وبتنسيقٍ متقن مع مؤسسة الغذاء والدواء، تم سحب منتجاته من الأسواق قبل أن يطال الأذى أرواحًا أخرى.
كان لتلك الجهود المضنية، التي لم تعرف تعبًا، الأثر الكبير في تجنّب مأساة أكبر، وحماية المجتمع من تكرار الكارثة.

وفي حادثة أخرى ضجت بها وسائل التواصل الأجتماعي ، تمكّن جهاز الأمن العام من اكتشاف سرقة مبالغ كبيرة جدًا من إحدى شركات رجل الأعمال المعروف طلال أبو غزالة. ورغم ما في هذه الجرائم من تعقيد وتشعّب، إلا أن سرعة الكشف والتحقيق، والقدرة على تتبّع الخيوط الدقيقة، أثبتت أن خلف هذا الجهاز عقولًا محترفة لا تُخدع، وضمائر لا تنام، وعيونًا تسهر لأجل الوطن لا لأجل الذات.

إنّ جهاز الأمن العام لم يكن يومًا غريبًا عن وجدان الأردنيين، بل كان دومًا رديفًا لثقتهم، وملاذًا لأمنهم، وذراعًا تمتدّ إذا اشتدّ الخطر.
وهو اليوم، كما عهدناه، أحد الركائز الثابتة التي يُبنى عليها أمن الدولة واستقرارها، ومثال حيّ على المؤسسية التي تُنجز بصمت، وتخدم بإخلاص، وتنهض دون أن تطلب ثناء.

ولا يخفى أن ما يحقّقه هذا الجهاز من تطور وفاعلية، ما كان ليبلغ هذا المستوى لولا الرعاية الدائمة والتوجيه الحكيم من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يولي المنظومة الأمنية جلّ اهتمامه، ويُشرف على تحديثها بنفس الروح التي يبني بها نهضة الدولة الحديثة.

تحيةٌ للجنود المجهولين، الذين يعملون بصمتٍ في مكاتب التحليل أو في الشوارع أو خلف شاشات المراقبة،
تحيةٌ لكل من حمل شارة الأمن وهو يعلم أن أولويته ليست راحته، بل راحة الناس…
تحيةٌ للأمن العام الأردني، ذراع الدولة القوي، وقلب الوطن الساهر.

اللهم احفظ الأردن، وأدم على وطننا نعمة الأمن والأمان،
واحفظ قائد الوطن، وأجهزتنا الأمنية، والشعب الأردني العظيم…
وكن لأجهزتنا الأمنية العون، ولراياتهم السند، ولرسالتهم الحصن الحصين.

اللواء المتقاعد محمد بني فارس
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير