أمستردام ومالمو نموذجا..
الانباط-وكالات
تُعيق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما تشهده من ويلات، جهود أوروبا في تحقيق "التماسك الاجتماعي"، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ورأت الصحيفة الأمريكية، أن "المؤسسات الأوروبية التي تهدف إلى تعزيز التسامح، من كرة القدم إلى الأغنية، تعرضت لضغوط شديدة؛ بسبب تصاعد معاداة السامية والسياسات المناهضة للمهاجرين".
وبحسب الصحيفة، "لم تؤدِ الحرب الطويلة في غزة إلا إلى تفاقم الصراعات، خاصة بين الشباب المسلمين وغيرهم من الذين يشعرون بالغضب إزاء القصف الإسرائيلي وعشرات الآلاف من القتلى في غزة، ونسبة كبيرة منهم من النساء والأطفال" وظهرت هذه التوترات بشكل كامل في أعمال العنف الأخيرة التي أحاطت بمباراة كرة قدم بين فريقين إسرائيلي وهولندي في أمستردام.
وأشارت الصحيفة إلى أن "أمستردام ليست المثال الوحيد للانقسامات في أوروبا بشأن حرب غزة والتحديات التي تفرضها على الحكومات الأوروبية".
وشهدت مسابقة الأغنية الأوروبية، التي تقام هذا العام في مالمو السويدية، احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين ضد إيدن جولان، المتسابق من إسرائيل، الذي يُشارك في المسابقة بأغنية مثيرة للجدل هي "مطر أكتوبر".
وفي ألمانيا، حيث دعم وجود إسرائيل مبدأ أساس للدولة الألمانية، كانت هناك أمثلة عديدة على المسيرات المناهضة لإسرائيل والمؤيدة للفلسطينيين.
ويقول المؤيدون الفلسطينيون إنهم أيضًا شعروا بالتهميش، وإن أصواتهم غير مسموعة أو غير مكترث بها فقد أغلقت الشرطة في ألمانيا مؤتمرات مؤيدة للفلسطينيين ومنعت دخول متحدثين مؤيدين للفلسطينيين، في حين حجبت بعض المنظمات الفنية الألمانية الجوائز عن مؤلفين اعتبرتهم ينتقدون إسرائيل أو السلوك الإسرائيلي في غزة أو الضفة الغربية بشكل مفرط وقال ستيفان كورنيليوس، رئيس تحرير صحيفة "سوددويتشه تسايتونج" الألمانية اليومية: "لقد أصابت حرب غزة كل شيء".
وأضاف: "الحرب تجعل الناس يتخذون مواقعهم ويؤيدون حكماً من جملة واحدة بشأن الشرق الأوسط، وهذا غالبًا ما يتعارض مع الموقف الألماني الذي يدعم إسرائيل مهما كلف الأمر، ورد الفعل المضاد هذا، خاصة في الفنون، يدفع الناس إلى دعم الفلسطينيين ببعض الشدة".
وعلى الرغم من أن كرة القدم كانت دائما رياضة حزبية للغاية، ما أدى إلى تأجيج النزعة القومية والعنف المرتبط بها في بعض الأحيان، فإن عالمية هذه الرياضة تقريبًا توفر أيضًا رابطة مشتركة، وكثيرًا ما يلعب اللاعبون من بلد ما ضمن فرق في بلدان أخرى.
في المقابل، لفتت الصحيفة إلى تقرير لوكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية، التي تراقب "معاداة السامية" والتمييز ضد المسلمين، إذ أظهر أن "ما يقرب من واحد من كل اثنين من المسلمين في الاتحاد الأوروبي يواجه العنصرية والتمييز في الحياة اليومية، وهي زيادة حادة منذ عام 2016".
وفي هذا السياق، كتبت فيمكي هالسيما، عمدة أمستردام، إلى مجلس المدينة: "ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية هو مزيج سام من معاداة السامية وسلوك المشاغبين، والغضب من الحرب في فلسطين وإسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط".
وأضافت: "لا يمكن الرد على معاداة السامية بعنصرية أخرى؛ سلامة مجموعة واحدة لا يمكن أن تكون على حساب سلامة مجموعة أخرى".
وخوفًا من وقوع أعمال عنف من النوع الذي شهدته أمستردام، قامت السلطات في فرنسا، التي تضم أقلية كبيرة من المواطنين العرب والمسلمين مثل هولندا، بنشر 4000 شرطي إضافي لحضور مباراة كرة قدم مساء الخميس في ضواحي باريس بين منتخبي إسرائيل وفرنسا.
وقد حضر الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس وزرائه واثنان من الرؤساء الفرنسيين السابقين المباراة في استعراض للتضامن ضد معاداة السامية، وعلى الرغم من أن المتظاهرين احتجوا في مكان قريب، إلا أنه لم تحدث سوى مناوشات بسيطة في المدرجات سرعان ما سيطرت عليها الشرطة