الصفدي يعقد الثلاثاء لقاءات ثنائية مع وزراء الخارجية العرب ‫ما هو اضطراب نهم الطعام؟ دراسة تكشف عن عاملين قد يرتبطان بالعقم بلغاريا تحتفل بمرور 50 عامًا على إنشاء واحدة من أجمل وأروع المدن في جبال ريلا السهر يزيد محيط الخصر ويقود إلى السكري الأونروا: حرمان 600 ألف طالب في غزة من التعليم ارتفاع كبير بمؤشرات الأسهم الأميركية الصفدي يترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية في القاهرة غدا عساف مدربا لشباب الأردن ولاء حياصات تكتب :شعار نواب الاردن تع بورد الأونروا: 446 ألف طفل في غزة تلقوا لقاح شلل الأطفال وزراء الخارجية العرب يبحثون غدا وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية اللواء الحنيطي يزور مديرية العمليات الحربية الأمن العام: القوة الأمنية تستكمل استلام واجب الانتخابات النيابية احمد خليفه مبروك الخطوبه نشاط "الحزام والطريق" لتعزيز السياحة الثقافية في نانتشانغ لعام 2024 يعقد في عمان وزير العدل وسفير مملكة البحرين يبحثان تعزيز التعاون بين البلدين فتح جسر الملك حسين أمام حركة السفر الثلاثاء وإغلاقه أمام الشحن الأمن العام: القبض على مطلقي عيارات نارية خلال تجمعات انتخابية رفع أدنى معدل توجيهي لدراسة الطب وطب الأسنان إلى 90%
كتّاب الأنباط

الولاء المستأجر: عندما يصبح الدفاع عن الوطن صفقة تجارية

الولاء المستأجر عندما يصبح الدفاع عن الوطن صفقة تجارية
الأنباط -

خليل النظامي

في كل أمة، يكون حب الوطن والانتماء إليه من أسمى القيم التي يحملها الإنسان في قلبه، ويُفترض أن الدفاع عن الوطن واجب أخلاقي يُمليه الضمير والولاء، لا ثمن مادي يدفعه الناس لأداء هذا الواجب.

ومع ذلك، هناك فئة من الأشخاص جعلوا من هذا الواجب النبيل صفقة تجارية، لا يتحركون للدفاع عن أرضهم وعرضهم إلا إذا كان هناك عائد مادي مغرٍ من الدولة.

هذه الفئة من "المدافعين المستأجرين" تثير الأسئلة حول معنى الانتماء والولاء، فهل حب الوطن أصبح مجرد كلمات رنانة تتردد على الألسنة، بينما الحقيقة تكمن في جشع النفوس وتلهفها للمكاسب الشخصية؟ كيف يمكن لشخص أن يضع الوطن على ميزان الأرباح والخسائر ويقرر أن يذود عنه فقط إذا كان السعر مناسباً؟

إن هؤلاء الذين يساومون على وطنهم قد فقدوا صلتهم العميقة بأرضهم، وجعلوا من روح الوطنية مجرد وسيلة لتحقيق مكاسبهم الشخصية، فالدفاع عن الوطن بالنسبة لهم ليس نابعًا من إيمان عميق بقيمة الوطن وأهمية حمايته، بل هو وظيفة مدفوعة الأجر، مثل أي وظيفة أخرى.

فما الذي يضمن إذاً ألا يبيعوا ولاءهم لأعلى سعر إذا ما تغيرت الظروف؟

هذه العقلية التجارية الخطيرة لا تضر بالوطن فحسب، بل تضعف نسيج المجتمع بأسره، فإذا كان البعض يدافع عن وطنه لأجل المال، فماذا يتبقى من قيم الشجاعة، التضحية، والولاء الحقيقي؟ هل سنصبح أمة تُدفع فيها الوطنية بالنقود، حيث لا يقوم أحد بواجبه إلا إذا كان هناك مقابل؟

إن هذه الظاهرة تستدعي وقفة جدية من جميع الأطراف، سواء كانوا مواطنين، أو قادة، أو مؤسسات، ويجب أن يُعاد النظر في كيفية غرس قيم الانتماء والوطنية في النفوس، بحيث يكون الدفاع عن الوطن نابعًا من إيمان حقيقي وإحساس بالمسؤولية تجاه الأجيال القادمة، وليس مجرد وسيلة لكسب العيش.

وأختم قولي ؛ إن الوطني الحقيقي هو الذي يرى في الدفاع عن بلده شرفاً ومسؤولية لا تُقاس بالمال، والذي يعرف أن التضحية في سبيل الأرض والأهل ليست مجرد مهمة تُنفذ، بل هي عمل نابع من حب وإيمان راسخين. الوطن ليس سلعة تُباع وتُشترى، بل هو جزء من هوية الإنسان، وواجب حمايته لا يُقدّر بثمن.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير