الحكومة تستجب لـ مطالب " الأنباط" لمن نترك ساحة المعركة الانتخابية؟ انتهاء فترة التسجيل في البرنامج التدريبي للقطاع السياحي ابراهيم أبو حويله يكتب:الدبلوماسية الأردنية ... أيلة " تشارك في معرض الاستدامة الأردني الأول البحرين تؤكد أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الميثاق الوطني يجري سلسلة لقاءات لمناقشة قانوني الانتخاب والأحزاب في مختلف مناطق المملكة الضمان: (16) ألف مشتركاً اختيارياً خلال النصف الأول من العام الحالي 2024 المستقلة للانتخاب وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يختتمان سلسة ورشات عمل في العقبة حالة الطقس المتوقعة الأربعاء والخميس سلطة العقبة تطلق برنامجًا صيفيًا مخصصًا لأبناء موظفيها "جنى الجزر" لرمزي الغزوي في القائمة القصيرة لجائزة كتارا للرواية العربية عازر لـ"الأنباط": الشعور بـالخوف طبيعي وعدمه "تلبد مشاعر" الحاج سعد الدين الزميلي ابو بشير في ذمة الله تعيين الدكتور مأمون الدبعي أميناً عاماً لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي السفير تشين تشواندونغ يلتقي المشاركين في برامج تدريب المعونة الصينية تحديث المنظومه الاجتماعيه مباراتان في افتتاح الجولة الثانية بدوري المحترفين غدا بلينكن يحضّ إسرائيل على تجنّب تكرار واقعة صلاة وزير في الحرم القدسي 3720طنا من الخضار والفواكه والورقيات ترد للسوق المركزي اليوم
كتّاب الأنباط

الولاء المستأجر: عندما يصبح الدفاع عن الوطن صفقة تجارية

{clean_title}
الأنباط -

خليل النظامي

في كل أمة، يكون حب الوطن والانتماء إليه من أسمى القيم التي يحملها الإنسان في قلبه، ويُفترض أن الدفاع عن الوطن واجب أخلاقي يُمليه الضمير والولاء، لا ثمن مادي يدفعه الناس لأداء هذا الواجب.

ومع ذلك، هناك فئة من الأشخاص جعلوا من هذا الواجب النبيل صفقة تجارية، لا يتحركون للدفاع عن أرضهم وعرضهم إلا إذا كان هناك عائد مادي مغرٍ من الدولة.

هذه الفئة من "المدافعين المستأجرين" تثير الأسئلة حول معنى الانتماء والولاء، فهل حب الوطن أصبح مجرد كلمات رنانة تتردد على الألسنة، بينما الحقيقة تكمن في جشع النفوس وتلهفها للمكاسب الشخصية؟ كيف يمكن لشخص أن يضع الوطن على ميزان الأرباح والخسائر ويقرر أن يذود عنه فقط إذا كان السعر مناسباً؟

إن هؤلاء الذين يساومون على وطنهم قد فقدوا صلتهم العميقة بأرضهم، وجعلوا من روح الوطنية مجرد وسيلة لتحقيق مكاسبهم الشخصية، فالدفاع عن الوطن بالنسبة لهم ليس نابعًا من إيمان عميق بقيمة الوطن وأهمية حمايته، بل هو وظيفة مدفوعة الأجر، مثل أي وظيفة أخرى.

فما الذي يضمن إذاً ألا يبيعوا ولاءهم لأعلى سعر إذا ما تغيرت الظروف؟

هذه العقلية التجارية الخطيرة لا تضر بالوطن فحسب، بل تضعف نسيج المجتمع بأسره، فإذا كان البعض يدافع عن وطنه لأجل المال، فماذا يتبقى من قيم الشجاعة، التضحية، والولاء الحقيقي؟ هل سنصبح أمة تُدفع فيها الوطنية بالنقود، حيث لا يقوم أحد بواجبه إلا إذا كان هناك مقابل؟

إن هذه الظاهرة تستدعي وقفة جدية من جميع الأطراف، سواء كانوا مواطنين، أو قادة، أو مؤسسات، ويجب أن يُعاد النظر في كيفية غرس قيم الانتماء والوطنية في النفوس، بحيث يكون الدفاع عن الوطن نابعًا من إيمان حقيقي وإحساس بالمسؤولية تجاه الأجيال القادمة، وليس مجرد وسيلة لكسب العيش.

وأختم قولي ؛ إن الوطني الحقيقي هو الذي يرى في الدفاع عن بلده شرفاً ومسؤولية لا تُقاس بالمال، والذي يعرف أن التضحية في سبيل الأرض والأهل ليست مجرد مهمة تُنفذ، بل هي عمل نابع من حب وإيمان راسخين. الوطن ليس سلعة تُباع وتُشترى، بل هو جزء من هوية الإنسان، وواجب حمايته لا يُقدّر بثمن.