مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي الفايز والعبيدات الشمس الاصطناعية" الصينية تسجل رقما قياسيا جديدا في خطوة مهمة نحو توليد الطاقة بالاندماج النووي إطلاق قناة رسمية خاصة بأخبار ونشاطات ولي العهد على منصة "واتساب" قطر ترسل الطائرة ١٢ إلى دمشق ضمن جسرها الجوي رأي في الإنسان والمدنية والدولة والتحالفات الدولية ... العيسوي: الأردن، بقيادته الهاشمية، وبعزيمة أبنائه يمضي، نحو مزيد التقدم والازدهار اتفاقية لتقديم 75 ألف دينار لمركز الملك عبدالله الثاني للسرطان في محافظة العقبه تخريج المشاركين بدورة الأسرة الآمنة في بلدية مأدبا مشاركة أردنية بمؤتمر حول التغير المناخي في دبي منتخب الشباب لكرة القدم يبدأ تدريباته في إندونيسيا تحضيرا لنهائيات آسيا اعتماد مبنى جديد للعيادات الخارجية في مادبا خلال أيام ترامب يعلق المساعدات الأميركية الخارجية لاجراء مراجعة .. تؤثر على عشرات الدول الفناطسة يلتقي مع وزير العمل المصري توقعات بـ ارتفاع الديزل والبنزين بنوعيه لـ شهر شباط المقبل الوحدات يختتم معسكره التدريبي في العقبة والحسين إربد يكثف تدريباته في البحرين ترامب وجائزة نوبل للسلام ؛ التدريب المهني توقع اتفاقيات تأهيل وتشغيل "الزراعة النيابية" تناقش قانون صندوق التكافل للحد من المخاطر الزراعية الأمم المتحدة: 1500 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت الى غزة خلال يومين بين مطرقة القُدرة وسِندان الحاجة

الحالة الصلبة والحالة السائلة ...

الحالة الصلبة والحالة السائلة
الأنباط -


فالحالة الصلبة هو مصطلح ظهر خلال ثورات الربيع العربي ، تشير بشكل واضح إلى أن البلاد التي تتمتع بحالة من الصلابة الداخلية ، وقوة في النظم الداخلية والأجهزة الأمنية والتماسك المجتمعي والإقتصادي هي مجتمعات صلبة ، بمعنى عصية على محاولة التغيير من خلال الثورة ، او التأثير الداخلي أو الخارجي على هذا المجتمع لأحداث ثورة ، وهنا قد تكون هذه الحالة إيجابية من جهة وسلبية من جهة أخرى .

الحالة السلبية ، هي ما نراه من محاولات الإستعمار الحديث بكل أشكاله من أحداث حالة صلبة في المجتمع ، بحيث يصبح الإستعمار حالة عصية على التغيير ، ويصبح في الوعي المجتمعي أن المقاومة عبثية لا فائدة منها ، وهذا نراه في كثير من الدعوات المشبوهة المرتبطة بالإستعمار ، وقد تكون هذه من جهات حليفة لهذا الإستعمار ظاهرا أو باطنا  ، او من أبناء البلد المستعمر ( فتح العين ) نفسه ،  وتأخذ هذه الدعوات أشكال مختلفة حسب وضع وحالة المقاومة في البلد ، فمثلا تصبح المقاطعة الإقتصادية التي نادى بها غاندي خطر حقيقي على الإستعمار والمتعاونين معه ، ويجب التخلص منها بكونها ظاهرة أو منه بكونه المسبب بأي شكل .

قبل تفشى هذه الحالة في المجتمع ، وأن تصبح هذه الحالة ظاهرة ، وهذا ما حدث مع عمر المختار في ليبيا والمقاومة في الجزائر ، بحيث تصدى مجموعة ممن يدعون التدين والعلم ، وقاموا باصدار فتاوى تخدم المحتل ، وتساهم في زيادة قوته وإستمراره .

 وهنا أيضا ونتيجة للتشويش الواضح الذي يعتمده الإستعمار ، قد يقع أبناء الوطن المخلصون في مثل هذه الدعاوي ، ولذلك لا بد من التأكيد على خلق حالة عامة من الوعي .

وربط هذا الوعي بالوسائل والأهداف ، بحيث تتضح الرؤية النهائية من خلال الأهداف والنتائج ، وليس من خلال الأحداث اليومية المتفرقة ، والتي يغرق فيها صاحب الرأي كما يغرق فيها المواطن العادي ، ولا يستطيع التحكم والسيطرة والتحليل المنطقي والعلمي للخروج من واقع حالة التأثير التي تخلقها قوى الإستعمار المختلفة ، للسيطرة على الوعي المجتمعي وتوجيه هذا الوعي لخدمة مصالحها ، والتي تتضارب مع مصالح المجتمع في الأعم الأغلب ، ولذلك بدون خلق الوعي العام بأهداف ووسائل وطرق الإستعمار الغربي الحديث ، قد نقع مرة أخرى في حبائله دون أن ندري ، وقد يكون بعض المخلصين سلاح في يد الإستعمار الغربي الذي لم ينتهي في عالمنا العربي والاسلامي دون أن يشعر .

ولهذا أعود إلى صديقي د المسيري من جديد ، والذي كان يسعى بكل الوسائل والسبل إلى خلق أنماط تفكيرية وسلوكية ، تجعل الفعل والإنفعال منضبطان بقواعد ، تحدد هل هذا الفعل في مصلحة المجمتع أم لا ، ولذلك شدد رحمه الله ، على أن المجمتع الغربي والصهيونية ليسا مجتمعات مثالية خالية من السلبيات ، وتخضع لقوانين ونظم ثابته مطردة ، بحيث تكون إيجابية دائما ، ولكنها مجتمعات تعاني سلبيات كبيرة وخلل كبير ، ومن الممكن من خلال الفهم الصحيح والتنميط الصحيح الولوج إلى نقاط الخلل في هذه المجتمعات واحداث شروخ كبيرة فيها  ، تؤثر على قوتها وقدرتها في السيطرة على شعوب العالم ، ومحاولة خلق اطار توجيهي معين بحيث تبقى هذه الشعوب في خدمة المشروع الغربي ، ويرى أن فكر المؤامرة والبروتوكولات تصب في هذه الخانة ، وأنه وان كان يوجد بعض مظاهره هنا وهناك ، ولكن لا يرقى لأن يصل إلى ذلك المستوى الذي يروج له البعض ، بحسن نية أو سوء نية أحيانا،  لجعل المقاومة عبثية بدون نتيجة . 

في المقابل الحالة الإيجابية ، هي التي تحرص المجتمعات الغربية على بقائها واستمرارها في مجتماعاتهم ، لانها تساهم في تصويب حركة المجتمع ، وتنقيه من الخبث والفساد والتسلط والسيطرة ، ولذلك تبقي هامش من السيطرة للإعلام والشعوب ، بحيث ترجع السياسة إلى هذه المحددات دائما ولا تملك السلطة المطلقة على الشعوب ، وهذا نوع من تصحيح الحركة .

ولكن لا يعني هذا بحال قوة مطلقة أو إيجابية مطلقة ، وكما اشار نعوم تشاومسكي ان هناك العديد من السلبيات في هذا النموذج ، وسبل كثيرة للسيطرة عليه سواء من خلال الاعلام او الحكومات ، لمحاولة كبح الحركة في المجتمع ، والسيطرة عليها لتحقيق أهداف الساسة بشكل رئيسي .

حقيقة أنا لا أتبنى وجود نظرية مؤامرة كونية ، وان كان اصحاب هذه النظرية يعتمدون على الكثير من المفاصل ، التي اجدها واقعية وتحتاج إلى تفسير وتأطير وتنميط للوصول إلى حقيقتها ، ولكن ما يحدث مع هؤلاء هو تماما ما يحدث مع أولئك الذين يؤمنون بوجود عناصر فضائية بيننا ، هي السبب في كل الظواهر غير المفهومة ، حتى وجود عجائب الدنيا السبعة كان بسببهم ، فهم من بنى الأهرامات ، وساهم في نقل البشرية مراحل ، وهذا حقيقة أراه تماما يشابه فكر أولئك الذين يتبنون نظرية المؤامرة الكونية في كل شيء . 

اما الحالة السائلة فهي تلك الحالة التي تكون فيها المجتمعات غير متماسكة ولا صلبة ، وتحتوي على عدد من العناصر التي تؤدي إلى حدوث قلاقل وثورات في هذه البلدان ، نتيجة للوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي ، وضعف الأجهزة الأمنية وعدم قدرتها على التماشي أو التماهي مع حالة البلد .

وهنا أود أن أشير بوضوح إلى أن القوة والسيطرة ليست هي الطريقة الوحيدة في التعامل مع المجتمعات ، والمحافظة على إستقرارها ، وخذ ما حدث في رومانيا وتونس وليبيا ، مع صلابة الأجهزة الأمنية من جهة ، وعدم صلابة المجتمع الإقتصادية والإجتماعية من الجهة الأخرى .

ولذلك لا بد من صلابة في المجتمع بشكل كامل حتى ينتقل المجتمع من الحالة السائلة بدرجاتها إلى الحالة الصلبة بدرجاتها أيضا . 

وهنا أيضا لا بد من الإشارة إلى أن هذه الحالة تخضع تماما لما تخضع له السيولة والصلابة في الطبيعة ، بحيث تكون المرحلة السائلة ، هي سائلة على درجات ولنأخذ مثلا مقياس من عشرة ، حسب المعطيات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والامنية .

ومن الممكن أن يتصدر باحثون لوضع تصنيفات لهذه الحالة من السيولة أو الصلابة ، بحيث تكون أكثر وضوحا في ذهن متخذي القرارمن جهة ، والمهتمين بالشأن الإجتماعي والسياسي والاقتصادي أيضا  من جهة أخرى. 

محاولة للفهم .

ابراهيم ابو حويله ...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير