يبدو أن الأفلام المتمحورة حول قراءة أفكار الآخرين لم تعد من وحي الخيال فقط، إذ ابتكر علماء أمريكيون تقنية ثورية تتيح قراءة أفكار الناس بدقة تصل نسبتها إلى 80%.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، توصل باحثون في "معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا" إلى نتائج مهمة أتاحت لهم الغوص في جوهر أفكار الناس، وتحليل بصمات أدمغتهم للخروج بما يفكرون فيه.
طور العلماء تقنية لفك شفرة المونولوج الداخلي للناس، ويعمل الجهاز عن طريق زرع أقطاب كهربائية صغيرة في الدماغ لجمع البيانات.
ويأتي ذلك بعد عمل استمر لسنوات طويلة أنشأ خلاله الفريق البحثي أجهزة لمساعدة المرضى الذين يعانون من اضطرابات في النطق، ويعجزون عن الربط بين التفكير والكلام.
وتمت ترجمة الإشارات المقروءة من الدماغ ثم تحويلها إلى نص فعلي، واستطاع الباحثون التقاط مؤشرات النشاط العصبي المرتبط بالكلام الداخلي "الكلمات التي تقال في العقل دون أي حركة أو إخراج صوتي مرتبط بها"، وتحليلها إلى نص مكتوب.
آلية عمل الجهاز الثوري
واعتمدت الآلة على توصيل أقطاب كهربائية بالجزء المسؤول عن الربط بين الكلام والتفكير في دماغ المريض، ثم عرض صور وفيديوهات عليه، وطُلب منه التفكير بأي كلام ممكن أن يقوله، وتحققت النتيجة بترجمة ما فكر به إلى كلمات مكتوبة.
وتمكن الباحثون من فك تشفير أفكار المشاركين إلى كلمات بدقة وصلت إلى 80%، ويعتقد الباحثون أنه مع المزيد من التطوير والعمل على الآلة، سيتوصلون إلى كشف مفردات أكثر بكثير تعبر في العقل البشري.
تقنية مشابهة لكنها خطرة
وكان علماء في جامعة تكساس قد أجروا العام الماضي تجارب على البشر من خلال قراءة التصوير بالرنين المغناطيسي.
واستخدموا أجهزة فك التشفير الدلالية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتحليل نشاط دماغ الإنسان.
لكن الدراسة توقفت بسبب تخوف فريق العمل البحثي من أن استخدام هذه التقنية بشكل خاطئ ومؤذ قد يتسبب بأزمات ومشاكل واسعة النطاق.