الأنباط -
أجرى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز مباحثات رسمية اليوم الأربعاء، مع نظيره رئيس مجلس الشيوخ المصري عبدالوهاب عبد الرازق، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والأوضاع الراهنة في المنطقة، بحضور السفير المصري لدى المملكة محمد سمير .
وبين الفايز، خلال اللقاء الذي جرى في عمّان أن اللقاءات الثنائية بين مجلس الأعيان الأردني ومجلس الشيوخ المصري، تأتي في إطار النهوض بمجمل العلاقات الثنائية بمختلف المجالات، وترجمة لرؤى وتطلعات قيادتنا السياسية وشعبينا الشقيقين، إضافة الى التنسيق المشترك بين المجلسين، حول كل ما من شأنه خدمة قضايا امتنا، وتعزيز الشراكة البرلمانية.
وقال الفايز إن العلاقات الأردنية المصرية كانت على الدوام علاقات استراتيجية، تقوم على الاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة، وهناك تنسيق وتشاور دائمين، بين جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، حول كل ما من شأنه ان ينهض بعلاقات البلدين ويخدم قضايا الأمة العربية.
وبين خلال المباحثات أن الأمة العربية تمر بظروف اقتصادية وسياسية صعبة، وأن مواجهة التحديات الاقتصادية، وتعزيز التنمية المستدامة في الوطن العربي، يتطلب اليوم تجاوز الخلافات، والعمل على تفعيل العمل العربي المشترك في مختلف المجالات.
وأضاف الفايز " أننا كدول عربية بحاجة اليوم، الى الاستفادة من الميزات النسبية في كل دولة عربية، من ناحية الموارد البشرية والمالية والفرص الاستثمارية المتاحة، وذلك من خلال بناء شراكات اقتصادية في مختلف المجالات"، اضافة الى أهمية تعزيز التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية ، بهدف تحقيق مستوى أسرع للنمو الاقتصادي، والحد من مشكلتي الفقر والبطالة ، التي تعاني منها اغلب الدول العربية.
وأكد أن مجلس الأعيان يحرص على تعزيز العلاقات الثنائية والبرلمانية وتطويرها مع مصر، وبذات الوقت يؤكد أهمية عمل المجلسين من اجل تفعيل الاتفاقيات المشتركة، وبناء المزيد من الشراكات الاستثمارية والتجارية الأردنية المصرية، والعمل على دفع الحكومات لتوقيع المزيد من الاتفاقيات التي تنهض بعلاقاتنا الاستراتيجية، اضافة الى ضرورة التسريع بإزالة كافة العقبات، التي تعترض زيادة التبادل التجاري بين البلدين .
وحيا الفايز مواقف مصر العروبية، ودورها التاريخي في الدفاع عن قضايا امتنا، مثمنا بذات المواقف الأردنية المصرية المتطابقة، تجاه منظومة الأمن القومي العربي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وضرورة إيجاد الحل العادل لها، على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وبما يمكن من قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما ثمن مواقف مصر المساندة للأردن ، والداعمة لمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني ، واسنادها الدائم للدور والمسؤولية المنوطة بجلالته ، باعتبار جلالته الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف ، وذلك في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات ، مؤكدا بذات الوقت ، ان الاردن يقف الى جانب مصر في تصديها لكل ما من شأنه ، أن يمس الأمن الوطني المصري .
وطالب رئيس مجلس الأعيان المجتمع الدولي، بوقف الممارسات العدوانية والوحشية، التي ترتكبها قوات الاحتلال ألإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات عملية وحازمة توقف هذه الممارسات، مؤكدا انه لا يجوز استمرار الصمت الدولي عن هذه المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، والتي تتعارض مع القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان .
ودعا الدول الشقيقة والصديقة كافة، لتقديم الدعم والأسناد وكل جهد ممكن ، لكل من الأشفاء في المغرب وليبيا، لتمكين المغرب من تجاوز تداعيات الزلزال المدمر ، وما خلفته الفيضانات والأمطار من دمار مخيف في ليبيا .
وفي هذا الإطار اتفق الفايز ونظيره المصري على إنشاء هيئة عربية لإدارة الأزمات والكوارث الطبيعة من خلال جهد عربي موحد ، لتفادى هذه الكوارث باقل الأضرار ، على أن تتكون هذه الهيئة من ممثلين لمختلف الوزارات المعنية والدفاع المدني ومراكز إدارة الأزمات في دولة عربية ومن خلال الاستفادة من الخبرات بهذا الجانب المتوفرة في العديد من الدول العربية.
بدوره اكد رئيس مجلس الشيوخ المصري عبدالوهاب عبد الرازق، على استراتيجية العلاقات المصرية الأردنية وتاريخيتها، والتي تقوم على خدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ، وكل ما من شأنه خدمة القضايا العربية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي .
وقال ان العلاقات الراسخة والمتجذرة التي تجمع البلدين الشقيقين تتطور وتتعزز باستمرار، بفضل حكمة قيادتي البلدين الشقيقين، مؤكدا حرص مجلس الشيوخ المصري على تطوير التعاون البرلماني وترسيخه مع مجلسي الأعيان والنواب في الأردن.
كما اكد خلال المباحثات دعم مصر لمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني وجهوده الدائمة في مختلف المحافل الدولية ، ووقوفه الدائم الى جانب القضايا العربية ، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه على أرضه .
واشار الى دعم مجلس الشيوخ المصري لإجراءات وآليات الحكومة المصرية في تنفيذ الاتفاقيات مع الأردن والعراق، والمتعلقة بمشروع الشراكة والتعاون الثلاثي، معرباً عن شكره للأردن لاحتضانه الجالية المصرية في المملكة، وعلى الرعاية والاهتمام الذي تحظى به في وطنها الثاني الأردن.
من جانب، اخر التقي النائب الثاني لرئيس مجلس الأعيان الدكتور عبدالله النسور، رئيس لجنة الطاقة والبيئة في مجلس الشيوخ المصري عبدالخالق عياد ووفد مجلس الشيوخ المصري المرافق لرئيس المجلس في زيارته الرسمية للأردن،بحضور مساعد رئيس المجلس مفلح الرحيمي ورئيس لجنة الأخوة الأردنية المصرية في مجلس الأعيان احمد طبيشات.
وجرى خلال اللقاء التأكيد على عمق العلاقات الأردنية المصرية وأهمية تعزيز علاقات الشراكة الاقتصادية، وأقامة المزيد من الاستثمارات الثنائية، بالإضافة الى زيادة زخم التبادل التجاري وإزالة كافة العقبات التي تعترض ذلك، خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وجرى خلال اللقاء حوار موسع حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، تم خلاله التأكيد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وخاصة المجالات البرلمانية والتشريعية، وتبادل الخبرات بين المؤسسات التشريعية في البلدين الشقيقين، اضافة إلى البناء على علاقات البلدين التاريخية وضرورة استمرار تنسيق المواقف الثنائية لمواجهة التحديات التي تمر بها الأمة العربية، والتصدي لمحاولات العبث بأمنها واستقرارها.
وأشار الدكتور النسور خلال اللقاء إلى التشاركية التكاملية مع مصر خاصة فيما يتعلق بموضوع تزويد الأردن بالغاز المصري والربط الكهربائي، مبيناً أهمية دعم استكمال مد خط الأنبوب النفطي من البصرة مرورا بالأردن ثم مصر، منوهاً أن الأردن خسر مليارات الدولارات جراء انقطاع الغاز المصري بسبب الإرهاب.
ومن جانبه اكد عياد أهمية التكامل والتعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين ، مشيرا إلى ربط مصر لخط غاز وربط كهربائي مع الأردن وهو الأول من نوعه بين دولتين عربيتين .
وثمن والوفد المرافق ، دور الأردن باستضافة أكثر من مليون عامل مصري على الأراضي الأردنية، داعيين إلى اقامة المزيد من الاستثمارات المشتركة بين البلدين الشقيقين وتفعيل التعاون الثنائي بمختلف المجالات.