البنك العربي يواصل دعمه لحملة التوعية المرورية "مدرستي فرحتي" بالتعاون مع إدارة السير 5 أسرار لاتّباع دايت بدون حرمان من مأكولاتك المفضّلة أسباب الشعور بصداع مستمر، وكيفيّة علاجه مخك تحت الضغط.. العمل المفرط يعيد تشكيل دماغك الارصاد: تراجع تأثير الكتلة الحارة وأجواء معتدلة تدريجياً خلال الأيام القادمة ‏من هي زهرة البرازي التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي ! ‏الرئاسة السورية تصدر المرسوم رقم (19) الخاص بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين ‏الرئاسة السورية تصدر المرسوم رقم (20) الخاص بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية عهد اقتصادي جديد.. الخليج العربي رئة الاقتصاد الأمريكي المستنزف حقوق العمال.. ذوبان بين نصوص القانون وواقع الانتهاكات المقاصف المدرسية.. تعزيز للثقافة الاقتصادية والاستثمارية بين الطلبة وصول طلائع الحجاج المصريين إلى العقبة عبر اسطول الجسر العربي البحري بين الثانوي والمصيري، هل يختبر "اليسار" قدراته بعد حظر "الإخوان"؟ الحوسبة الكمومية في اكتشاف الأدوية: حين تسبق المعادلات الكيميائية نبض المرض قمة بغداد: بين الاستضافة والإضافة السياسية الترخيص المتنقل بالأزرق الأحد والاثنين وفد من كلية القادسية يزور الديوان الملكي الهاشمي المنتخب الوطني يبدأ معسكره الداخلي استعدادًا لمباراتي سلطنة عمان والعراق الأرصاد الجوية: ذروة الكتلة الحارة أثرت على المملكة نهار السبت البيان الختامي للقمة العربية يؤكد دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس

بقايا زنزانة للأسير قتيبة مسلم رسائل للحياة

بقايا زنزانة للأسير قتيبة مسلم رسائل للحياة
الأنباط -

سليم النجار
اعتُقِل قتيبة مسلم للمرة الأولى عام ١٩٨٤ لمقاومته الاحتلال الإسرائيلي، وحُكِم عليه أربع سنوات، أُضيف إليها ستة أشهر بسبب التحقيق مع أحد العملاء داخل السجون.
أُطلق سراحه عام ١٩٨٩، واعتُقِل للمرة الثانية عام ١٩٩٠ وأفرج عنه عام ١٩٩١، وبعد الإفراج عنه عام ١٩٩١، اعتُقِل للمرة الثالثة عام ١٩٩٢، وحُكمِ عليه ثماني سنوات، واعتُقِل للمرة الرابعة عام ٢٠٠٠ وحُكِم عليه لمدة ٣٧ عامًا..
أصدرَ روايته الأولى "آخر قبلة في السجن" على حسابه الخاص عام ٢٠١١، وله العديد من المؤلفات والكتابات غير المنشورة، منها كتابات أدبية ومنها سياسية وتنظيمية.
نوبةُ الفزعِ تعاودني للّيلة الثالثة على التّوالي، هجرتني الأحلام منذ قراءة كتاب "بقايا زنزانة" للأسير الكاتب قتيبة، تعود الآن حاملة معها كل هذا الأرق، ومن أجل مَن هذه الأرق؟!
"مع كل خطوة، الحلم يمتد باتجاه الشمس، حاملًا آهات شعب معذّب حرمته سنين الاحتلال والقمع والسجن والإرهاب من بناء حضارته وحياتها الانسانية، ومع كل سجود ولقاء وسط الليل في صحن المسجد، تتعالى دعوات الساجدين، تبحث بين صمت الكون عن لحظة يتنفسون بها هواء الحرية والعدل والسيادة وتقرير المصير".
"قطرات الماء لا تبلّل جفاف حلقي، وحُزَم الضوء لا تهدّئ روعي، ثمة من يستغيث..ساعِدني على هذا القهر" والذي عبّر عنه قتيبة: "ألم يقل رب العالمين، وجعلنا من الماءِ كل شيء حي، لهذا عليكم أن تشربوا الماء جيدًا، حتى تبقوا أحياء"..
في فترة مزدهرة من حياة الأسرى، كانت الأحلام عبارة عن رسائل تحثهم على ممارسة الحياة وإيصال الرسائل إلى أناس يثقون بأحلامهم..
"من تجارب الألم والمعاناة والمواجهة التي تراكمت في كل السجون، وخضعت للتقييم والنقد والدراسة، لتمثّل النتائج نظرية عمل وخطة قادمة، ولتتحوّل الأخطاء والجراح والآهات إلى دروس وعِبَر حقيقية تجسّد مشروع مستقبلي لدى الأسرى، ونلاحظ أنّه في افتتاح سجن نفحة الصحراوي عام ١٩٨٠، الذي خاض به من أُطلق عليهم أصحاب الرؤوس الحامية، حيث كان الهدف من افتتاح السجن قمعهم وعزلهم عن التأثير بالسجون الأخرى، ورغم عددهم البسيط، خاضوا ملحمة كبرياء".
الوقت يتطاير كالدخان، عقارب الساعة تثير حنقي، جفاني النوم وجفوته، عادة ما يحلّ السهاد بحلول القلق والاضطراب، كيف لا ونداء الاستغاثة لا ينفك يرن في أذني..
"كان حلمًا جميلًا حيث اعتقلت وأنا في الثانوية العامة، حينما هاجم المستوطنون بلدي، خرجت للمظاهرة، شجّعتني أمي وقالت لي: شهيد ابن شهيد، وعليك أن تحمي دماء أبيك وتطارد هؤلاء الغزاة".
أحاول أن أستعيد توازني لأتمكّن من جمع الصور وفك رموز الحلم..
"يا أبناء القدس والأقصى، يا من تدافعون عن هويتنا ووجودنا ومستقبلنا الوطني بإرادتكم الثورية العزلاء التي لا تلين وصدوركم العامرة بحب فلسطين".
الحقيقة تصدمني من حيث لا صور..لا رموز..لا حلم، فقط صوت..مجرد صوت..لا شيء غير الصّوت، كيف لي أن أعرف صاحبه؟
"رغم الوجع والألم والجوع، ستتفتّح أزهار الحريّة وتضيئ عتمة الليل، وسنرى دولتنا المستقلة مهما حاول أعداء الإنسانية رفض منطق التاريخ، ومعاندة الزمن ستكسر قيود الطغاة والمستكبرين والظَلَمة، وسيخرج عشاق الأرض إلى فضاء الحرية يحملون الحلم والأمل وروح البناء وعشق التراب والإنسان"..
رسالة أخرى هي الأصعب بالنسبة لي، فهي تخصّ وجعي، لأنها حرصت من البداية على أن تضع حاجزًا بيني وبينها لأسباب أجهلها، حاولتْ كلمات قتيبة مسلم فك رموز هذا الوجع..
"ولو تمعّنا في مسيرة التاريخ، لوجدنا في ابتلاءات سيدنا يوسف عليه السلام المتلاحقة، حيث جسّد الأخوة وحقدهم، ووضعه في الجب -البئر- طفلًا، وبيعه، وإغواء المرأة، ثم السجن الذي مكث فيه بضع سنين، ومعظم المفسّرين يقولون أنّها حوالي سبع أعوام، وكان الله عز وجل قادر بلا شك أن يجعلها عشرون أو ثلاثون، ويجعل سيدنا يوسف أقوى منها، ولكن هذه السنوات بها حكمة ربّانية لخطورة السجن على النفس".
وسعيتُ مرة تلو الأخرى لتحطيم ذلك الحاجز، لكن دون جدوى،ولقتيبة رأي آخر..
" وأنّ طاقة الإنسان لا حدود لها في ظل المحنة والابتلاء والألم والمعاناة، حيث يبتكر وسائل الصمود كحماية ذاته ووجوده".
هذه المرّة، وصلت لتباركها روح الحياة...بقايا زنزانة للأسير قتيبة مسلم.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير