الأردن في عيد استقلاله: مشروع الكرامة في زمن الانكسارات، مشروع مروءة لا مشروع فتنة ال الحجاج و ال المصري نسايب .. المصري طلب و الرماضين أعطى الجغبير: الصناعة الأردنية تواكب تطور المملكة منذ الاستقلال قطاع التجارة والخدمات ... ازدهار ونمو متواصل في ظل الاستقلال مدير الأمن العام يبحث مع المركز الوطني لحقوق الإنسان تعزيز أطر التعاون الاستقلال …شجرة معمرة تعانق السماء الشرع يلتقي نظيره التركي رجب أردوغان في قصر دولمه بهتشة في إسطنبول استقلال الأردن: تاريخ حكاية وإرثٌ من العزِّ والكرامة "الأوقاف" تحتفي بوداع حجاج المملكة إلى الديار المقدسة "التربية" تدعو طلبة "الحادي عشر" للاطلاع على أرقام جلوسهم القبض على 3 أحداث من جنسية عربية ظهروا يسيئون للعلم الأردني إنجازات قطاعي الطاقة والتعدين في الأردن: قصص نجاح وطنية تتألق في الإقليم والعالم تعريفة ...انخفاض البنزين بـ نوعيه والديزل قرش ونصف الصناعة الوطنية: هدير الآلات يسكت ضجيج التحديات نحو العالمية الدكتورة شنکول قادر: استقلال الأردن قصة عز وفخر ومسيرة بناء متواصلة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني نحن افضل العرب رغما عن انف الحاقدين ... العيسوي: الاستقلال رمز السيادة والكرامة الوطنية ومسيرة متجددة نحو مستقبل مشرق صندوق استثمار أموال الضمان يهنئ الأردن بعيد الاستقلال الـ79 نقابة الصيادلة: الاستقلال عهد متجدد ومسؤولية وطنية العرقاوي ومياه بيري يحتفلون بعيد الاستقلال ال79

كتب محمود الدباس.. هل انت جريء أَم وَقِح؟!..

كتب محمود الدباس هل انت جريء أَم وَقِح
الأنباط -
هذا السؤال يجب على كل واحد منا ان يطرحه على نفسه عند اي نقاش او نقد.. والاجابة عليه يجب ان تكون نابعة من الداخل.. مبنية على فهم دقيق لمعنى الجرأة والوقاحة.. وليقين واقتناع داخلي بمقصودنا الحقيقي من اي لفظ او تعليل او رد نقوم به..

يحاول الكثير منا إلصاق مفهوم الجرأة بالوقاحة.. فيؤطِر وقاحة سلوكياته واقواله بإطار الجرأة.. حتى ينأى بنفسه عن ملاحقة الاخرين لتصرفاته او رأيه الذي يكون بالاصل وقحا.. ظانا ان مَن حوله سينطلي عليهم هذا الاطار.. غير مدرك ان مشاعر واحاسيس ونبرة الوقاحة تكون مغروسة ومُتَضمَنَة في كل لفظ او مَسلَك او حتى ايماءة..

ولكي نستطيع ان نميز بين الامرين.. فيجب علينا ان نعرف معنى الاثنين..
فبين الجرأة والوقاحة بون شاسع.. فهما بالاصل مصطلحين على طرفي نقيض..
فالجرأة تعني انك تمارس سلوكياتك من دون خوف او تردد.. وهي بالعادة سلوك محمود مُحبَب سليم نابع من قوة ودافعية ذاتية داخلية.. مبنية على تفكير سوي متزن عميق.. وبالتالي يكون موقفك وتصرفك صائب وشجاع.. تغلفه الأخلاق الراقية والاحترام.. وفي المجمل.. تكون الجرأة منبثقة عن ثقافة عالية.. وعلم غزير.. بحيث يتمكن الشخص من الدفاع عن رأيه بكل بشجاعة.. وثقة عالية.. دون تجريح او شخصنة..

اما الوقاحة.. فهي وصف لحالة الانسان في كل الافعال والاقوال والتصرفات الخارجة عن كل معاني وادبيات الذوق والاحترام للاخر.. الامر الذي يؤدي الى اقلاق وتوتر وازعاج لنفسية الانسان السوي.. وتسبب تلوثا سمعيا وبصريا له.. وذلك عبر الاعتداء سلوكيا او لفضيا بشكل فظ.. او المَس بقناعاته ومعتقداته بشكل غير مؤدب.. ولا يراعي ادنى درجات الاحترام والتعامل الانساني..

ومن الامور التي تميز الانسان الجريء عن الوقح في النقد والنقاش.. بان الجريء لا يقوم بتصرف او يتحدث بحديث إلا عند الحاجة.. ويكون تعبيره دوما عن رأيه باسلوب راقي ومحترم.. خالَفَه مَن خالَفه.. وأيَدَه مَن أيَدَه.. وفي الغالب هو يقف بجانب الحق.. ولا يلقي بالا لمن خالفه.. والاعتذار من اهم مفردات قاموسه اذا تبين له انه كان على خطأ.. وعادة يتحدث بالنيابة عن الاخرين ممن يحملون فكره وقناعاته.. إن احس بالخطر عليهم..

اما الانسان الوقح.. فدائما يقنع نفسه بان رأيه صحيح لا يقبل الخطأ.. ومطالبة الاخرين بتبني رأيه بالكامل احد اهم اولوياته.. ولا يحترم خصوصية وحساسية ومكانة ورأي الاخرين.. وفي الغالب يتكلم بصوت مرتفع.. وبنبرة حادة.. وان كان رده كتابيا.. يكون رده جافا صلفا مستفزا.. لا يحمل اي معاني او عبارات الادب والهدوء واللين.. فلا يراعي اطلاقا مشاعر ونفسية وظرف مَن يخاطِب.. وهذا كله ناجم عن اقتناعه بانه الافهم والاعلم والادرى بكل ما يدور حوله..

فبعد هذا كله.. هل جلسنا مع انفسنا.. وكنا صريحين معها لدرجة الشفافية.. وسأل كل واحد منا نفسه "هل انا جريء أم وقح؟!".. وبناءا على الجواب وبتجرد تام وبجرأة النبلاء.. هل يمكن ان نغير ونعدل سلوكنا وطريقة حديثنا.. ولا نتستر بستار الجرأة لنخفي وقاحتنا؟!..
ابو الليث..
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير