الأنباط -
قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية، خلدون حينا، إن الدين المسيحي يحمل رسالة إنسانية انطلقت من هذه الأرض الطيبة المباركة، مُضيفًا أن وجود الأخوة المسيحيين بالشرق الأوسط، خصوصًا في فلسطين والأردن وباقي الدول العربية، هو أساس الحفاظ على الهوية المسيحية العربية، التي تُقدم تنوعًا فريدًا للمُجتمعات العربية، وتُعزز فيها روح الوئام والمحبة والسلام، فضلًا عن أنها مُساند قوي في الدفاع عن الأراضي المُحتلة في فلسطين.
وتابع، خلال لقاء اللجنة اليوم الاثنين، رئيس مجلس رؤساء الكنائس خريستوفوروس عطاالله، ورؤساء الكنائس في الأردن، أن حديث جلالة الملك عبدالله الثاني عن القدس، وأهمية الحفاظ على الوجود المسيحي فيها، هو تجديد تأكيده في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية هناك، وكذلك دور الأردن ووصايته الهاشمية عليها.
وبين حينا أن حديث جلالة الملك بعث برسائل واضحة وحاسمة، تتمثل بأنه لن يقبل المساس بالحضور المسيحي في القدس، ولا بأي مُحاولات لتفريغ المنطقة من الوجود المسيحي، مُشيرًا إلى أن موقف جلالته، ليس بجديد عليه، فهو يحمل الهم العربي المسلم والمسيحي معًا، فهو الوصي على المُقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كما أن الأردن هي الدولة التي تعمد فيها السيد المسيح، ويجب أن تكون دائمًا رمزًا للسلام.
وأكد أن الموقف الأردني ثابت، من أن القدس الشرقية أرض مُحتلة، والسيادة فيها للفلسطينيين، والوصاية على مُقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، يتولاها جلالة الملك عبدالله الثاني، ومسؤولية حماية المدينة مسؤولية دولية وفقًا لالتزامات الدول، بحسب القانون الدولي والقرارات الدولية، مُشددًا على أن الهاشميون، جيلًا بعد جيل، حافظوا على المُقدسات في القدس وكذلك على مكانتها، وقاموا على رعايتها، مُستندين إلى إرث ديني وتاريخي.
وأوضح حينا أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المُستقلة، على حدود الرابع من حزيران 1967، وأن جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية فيها، سواء فيما يتعلق بالنشاطات الاستيطانية، أو مُصادرة الأراضي، أو التهجير، أو تغيير طابع المدينة، مؤكدًا أن الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي مُخالفة للقانون الدولي والإنساني والقرارات الشرعية الدولية.
وأشار إلى أنه سيتم عقد لقاءات دورية ومُشتركة ما بين "الخارجية النيابية" و"مجلس الكنائس"، بُغية دعم وتعزيز الوجود المسيحي، وعدم التعرض لخصوصياتهم من قبل قوات الاحتلال، مُضيفًا أنه سيتم أيضًا إرسال رسائل لمُختلف دول العالم للوقوف على آخر المُستجدات والأوضاع الراهنة للقضية الفلسطينية والأشقاء الفلسطينيين، ووقف الانتهاكات الصارخة التي يتعرضون لها، فضلًا عن مُناقشة اقتحام قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المُبارك تحت حماية قوات الاحتلال.
من جهتهم، أكد النواب: سلامة البلوي، راشد الشوحة، ميادة شريم، مجحم الصقور، عيد النعيمات، ضرار الداوود، مجدي يعقوب، أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وضرورة دعم العالم أجمع لمواقف جلالته بهذا الشأن، مُشددين على ضرورة المُحافظة على الوجود المسيحي في المنطقة.
بدوره، أكد خريستوفوروس أهمية هذا اللقاء، لما تمر به القدس حاليًا، فضلًا عن ضرورة الحفاظ على هوية القدس الإسلامية والمسيحة، مُشيرًا في الوقت نفسه إلى اهمية الوصاية الهاشمية على المُقدسات في القدس.
ودعا إلى توحيد المواقف تجاه الحفاظ على القدس، مُشيدًا بمواقف الأردن، بقيادة جلالة الملك، وكذلك موقف مجلس النواب، مُمثلا بلجنة الشؤون الخارجية النيابية، ووزارة الخارجية وشؤون المُغتربين في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
من ناحيته، استعرض مطران اللاتين في الأردن، جمال خضر، التحديات التي تواجه المسيحيين في القدس الشريف، قائلًا إن هُناك مُخططات إسرائيلية لتهويد المُقدسات فيها.
وأكد دعم الكنائس لمواقف جلالة الملك في المحافظة على المُقدسات في القدس.
إلى ذلك، أكد رئيس الأساقفة مطرانيّة القدس الأنغليكانية، المطران حسام نعوم، أهمية تقوية المُجتمع العربي من أجل دعم القضية الفلسطينية.