ترامب: سنزيد عمليات الترحيل لتصل إلى مليون مهاجر غير شرعي سنويا معلمون: امتحان رياضيات العلمي طويل والأصعب منذ عشرات السنين الخارجية تعزي بضحايا انفجار محول كهربائي بمدرسة في افريقيا الوسطى إصدار 537 مذكرة إفراج عن موقوفين على ذمة قضايا مالية حدادين:مشاركة استراتيجية في منتدى آنا ليند 2025: نحو مستقبل إبداعي أورومتوسطي ‏وزير الداخليه السوري يقرر تخفيض رسوم جوازات السفر البرلمان العربي يدعو لإقرار تشريعات إنسانية وصندوق دولي لإغاثة الفلسطينيين روسيا تعارض قرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية الذرية نجوى الشيخ مبارك عقد القران الصحة العالمية تعلن إدخال أولى شحناتها الطبية إلى غزة منذ مطلع آذار مؤسسة الإقراض الزراعي فرع إربد تمنح قروضاً بدون فوائد لمربي الثروة الحيوانية ‏تسوية ملف فساد نتنياهو ثمن لنهاية الحرب في غزة الدِّفاع المدني يتعامل مع 1611 حادثًا خلال 24 ساعة بلدية إربد الكبرى تجهز 18 حديقة وتقرر تمديد فترة ساعات عملها تعديل مؤقت على ساعات عمل جسر الملك حسين الأسبوع المقبل "إرادة والوطني الإسلامي" تهنئ بحلول رأس السنة الهجرية ارتفاع الإسترليني فوق حاجز 1.37 دولار لجان البرلمان العربي الأربع الدائمة تعقد اجتماعات تحضيرية انكماش الاقتصاد الأميركي 0.5% في الربع الأول ضبط سائق شاحنة تسبب بتلف 15 كم من الطريق الصحراوي

وإذ بعقلي مشغول بـ مسرحية الفيصلي والوحدات.. تبا لي

وإذ بعقلي مشغول بـ مسرحية الفيصلي والوحدات تبا لي
الأنباط -

خليل النظامي

كان لدي حلم وكنت شغوفا به ومصر على تحقيقه بغض النظر عن حجم الخسائر، خاصة أنه حلم يخص جميع من حولي ولا يخصني لوحدي، فقد حلمت بالمثالية المفرطة والمدينة الفاضلة وسكانها العظماء بأخلاقهم وعلمهم، ولكنني إكتشفت أن حلمي لم يتجاوز حتف أنفي، فـ من الأنبياء والرسل وما لقيوه من عذاب وتحقير من بني البشر، إلى دماثة خلق ابو بكر الصديق، وفصاحة وعدل عمر ابن الخطاب، وعلم ولسان علي ابن ابي طالب، وشجاعة ابن الوليد، مرورا بـ إبن رشد الذي أقصي بالقوة، إلى ابن خلدون الذي نعت بـ الصعلكة، مرورا بـ الصادق النيهوم الذي أغتيل قلمة في شوارع باريس.

الى ذلك العجوز الذي يطلق عليه الفيلسوف هيراقليتوس الذي بكى من شدة حزنة على هذا الكوكب وأعتزل ما فيه ومات وحيدا في الغابات، مرورا بـ سيجموند فرويد ورفقاه ديكارت وجان لوك أباطرة علم النفس الإجتماعي، وصولا الى الحر الشجاع لينين ورفيقة تروتسكي الذي شبهت قلمة بالسيف الذي لا يصدأ واخيرا من إنقلب عليهم ودمر الكوكب بنظرياته القذرة الحقير ماركس، وكل ما استزدت به من علم وعلوم منهم ومن كافة العلماء والأدباء والأساتذة منذ أزل التاريخ عرفت أن حلمي مجرد نزوة مراهق لا أكثر ولا أقل، وأن ما أطمح إليه هو طموح وحلم إله لا طموح وحلم بشري.

كيف أحمل في ذهني حلم إلهي، وأنا مجرد بشر لـ عقله محدودية الفكر والتدبير بأمر من الخالق، وما زلت دون مستوى الداهية بيرنز الذي قلب مفاهيم الدعاية الإجتماعية والإعلامية رأسا على عقب، ولا أمتلك عقلا كـ عقل ذلك الأسطوري سقراط الذي أفنى عمره بالبحث حول غرور الإنسان الفطري الذي يدعي المعرفة أينما حل وإرتحل بدون إعترافه بجهله وعدم إدراكه أيضا للكثير من جوانب الحياة، وكل ما في جعبتي لا يزيد عن عشرون سنة من الخبرة في عدد من شؤون الحياة عشتها متلحفا بجميع مخرجات الغرائز البشرية وأطرتها بمجموعة من المؤلفات والكتب التاريخية التي أصبح ما فيها من مضامين مماسح لزجاج السيارات ولفلفة سندويشات الفلافل للمراهقين السذج.

وقد استدليت من "المضحك الداهية" "فلوكي" أن الشيطان ليس هو المصدر الرئيسي للشرّ الذي نتعرض له بشكل يومي، وأن فعل الخير في أصله كان فكرة للشرّ ولكنها لم تمارس بشكلها الصحيح، وأستخلصت من ذلك أن العقل البشري هو المصدر الرئيس لإنتاج منظومة الشرّ البشري وأن النفس الأمارة بالسوء والضمير الميت هما الموجه والمسير لهذا الشر، كما تدبرت بـ عقلي أن "الحظ" مفهوم عجز إنساني ولا وجود واقعي ملموس أو محسوس له مجرد وهم يرقد بـ ذهن كل عاجز.

وبت أشعر أنني كمن ينطبق عليه وصف الأديب جيمس حين رماه على عباءة شكسبير بقوله " وليام سكشبير أعظم عملية إحتيال مورست في عالم مصاب بمرض لا شفاء منه"، ووجدت أن مفهوم الإستقرار فناء وعدمية، وأن كل شيء قابل للتغير الا التغيير ذاته لأنه أصل لكل متغير كما قال "الباكي"، ورأيت بأم عيني أنه ما من بشري يتجبر على غيره إلّا لذلة وخسة وجدها في نفسه، وأن المرء يوزن بقوله ويقوّم بفعله، وأنه ما من أحد يواجه رخاء مطلقا دون أن يكون قد تعرض إلى خطر كبير في رحلة حياته.

آآآهن أيتها الحكمة،،،!!!!
آهن وألف آهن كم بحثت في الآبار والبراكين التي تسكنيها، كم نمت ساعات طويلة في وعاء الصفحات التي تحمل صفاتك، وكم رافقت من جعلك عنوان ليومياته، وكم تمنيت أنني خلقت في زمنك الذي ذهب دون الإلتفات للخلف ولو مرة لـ منحني بصيص أمل أنه عائد.

رافقتك السلامة أيتها الحكمة، فأنت في مرقدك مرتاحه وسعيدة، وأنا في يومياتي مستنزف وتعب وحزين....!!!
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير