صندوق استثمار أموال الضمان يحتفي بالمناسبات الوطنية: عهد من الإنجاز ومسيرة مؤسسية راسخة بيان صادر عن القوات المسلحة الأردنية جامعة البلقاء التطبيقية : الثلاثاء بدء الامتحانات النظرية لطلبة الشامل للدورة الربيعية 2025 أورنج الأردن تهنئ النشامى بتأهلهم التاريخي إلى نهائيات كأس العالم 2026 مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي عشيرة الرحاحلة فندق Signia by Hilton Amman يُعيّن وضاح الدباس كمدير تجاري لديه تنفيذاً للتوجيهات الملكية.. وصول 4 أطفال من قطاع غزة تم إجلاؤهم جواً بواسطة طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل وتهريب مواد مخدرة الأردن يدين بأشد العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى هيئة تنظيم الاتصالات تستضيف فعاليات ورشة العمل المتخصصة في الامن السيبراني الأسبوع المقبل مدريد تدين استهداف مكاتب "أطباء العالم – إسبانيا" في دير البلح "التعليم العالي" تعلن عن منح باكستانية لدرجة البكالوريوس الإحصاءات: ارتفاع معدل التضخم في المملكة بنسبة 1.97% حتى أيار محمد المومني ومجالس الإعلام... فكرٌ جديد في زمن التحديث الشامل الطراونة رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وغيشان رئيسا لمجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنية القوات المسلحة: إصابة ممرض بالمستشفى الأردني الميداني في غزة امتحانات الشامل النظرية الثلاثاء المقبل الذكاء الاصطناعي وعالم الألعاب: من المتعة إلى الإدمان بإطلاق الذكاء الاصطناعي: هل خلقنا عبقرياً أم اعدنا إنتاج غبائنا؟ الديوان الملكي: نهاية مباراة وبداية حلم أردني جديد!

وإذ بعقلي مشغول بـ مسرحية الفيصلي والوحدات.. تبا لي

وإذ بعقلي مشغول بـ مسرحية الفيصلي والوحدات تبا لي
الأنباط -

خليل النظامي

كان لدي حلم وكنت شغوفا به ومصر على تحقيقه بغض النظر عن حجم الخسائر، خاصة أنه حلم يخص جميع من حولي ولا يخصني لوحدي، فقد حلمت بالمثالية المفرطة والمدينة الفاضلة وسكانها العظماء بأخلاقهم وعلمهم، ولكنني إكتشفت أن حلمي لم يتجاوز حتف أنفي، فـ من الأنبياء والرسل وما لقيوه من عذاب وتحقير من بني البشر، إلى دماثة خلق ابو بكر الصديق، وفصاحة وعدل عمر ابن الخطاب، وعلم ولسان علي ابن ابي طالب، وشجاعة ابن الوليد، مرورا بـ إبن رشد الذي أقصي بالقوة، إلى ابن خلدون الذي نعت بـ الصعلكة، مرورا بـ الصادق النيهوم الذي أغتيل قلمة في شوارع باريس.

الى ذلك العجوز الذي يطلق عليه الفيلسوف هيراقليتوس الذي بكى من شدة حزنة على هذا الكوكب وأعتزل ما فيه ومات وحيدا في الغابات، مرورا بـ سيجموند فرويد ورفقاه ديكارت وجان لوك أباطرة علم النفس الإجتماعي، وصولا الى الحر الشجاع لينين ورفيقة تروتسكي الذي شبهت قلمة بالسيف الذي لا يصدأ واخيرا من إنقلب عليهم ودمر الكوكب بنظرياته القذرة الحقير ماركس، وكل ما استزدت به من علم وعلوم منهم ومن كافة العلماء والأدباء والأساتذة منذ أزل التاريخ عرفت أن حلمي مجرد نزوة مراهق لا أكثر ولا أقل، وأن ما أطمح إليه هو طموح وحلم إله لا طموح وحلم بشري.

كيف أحمل في ذهني حلم إلهي، وأنا مجرد بشر لـ عقله محدودية الفكر والتدبير بأمر من الخالق، وما زلت دون مستوى الداهية بيرنز الذي قلب مفاهيم الدعاية الإجتماعية والإعلامية رأسا على عقب، ولا أمتلك عقلا كـ عقل ذلك الأسطوري سقراط الذي أفنى عمره بالبحث حول غرور الإنسان الفطري الذي يدعي المعرفة أينما حل وإرتحل بدون إعترافه بجهله وعدم إدراكه أيضا للكثير من جوانب الحياة، وكل ما في جعبتي لا يزيد عن عشرون سنة من الخبرة في عدد من شؤون الحياة عشتها متلحفا بجميع مخرجات الغرائز البشرية وأطرتها بمجموعة من المؤلفات والكتب التاريخية التي أصبح ما فيها من مضامين مماسح لزجاج السيارات ولفلفة سندويشات الفلافل للمراهقين السذج.

وقد استدليت من "المضحك الداهية" "فلوكي" أن الشيطان ليس هو المصدر الرئيسي للشرّ الذي نتعرض له بشكل يومي، وأن فعل الخير في أصله كان فكرة للشرّ ولكنها لم تمارس بشكلها الصحيح، وأستخلصت من ذلك أن العقل البشري هو المصدر الرئيس لإنتاج منظومة الشرّ البشري وأن النفس الأمارة بالسوء والضمير الميت هما الموجه والمسير لهذا الشر، كما تدبرت بـ عقلي أن "الحظ" مفهوم عجز إنساني ولا وجود واقعي ملموس أو محسوس له مجرد وهم يرقد بـ ذهن كل عاجز.

وبت أشعر أنني كمن ينطبق عليه وصف الأديب جيمس حين رماه على عباءة شكسبير بقوله " وليام سكشبير أعظم عملية إحتيال مورست في عالم مصاب بمرض لا شفاء منه"، ووجدت أن مفهوم الإستقرار فناء وعدمية، وأن كل شيء قابل للتغير الا التغيير ذاته لأنه أصل لكل متغير كما قال "الباكي"، ورأيت بأم عيني أنه ما من بشري يتجبر على غيره إلّا لذلة وخسة وجدها في نفسه، وأن المرء يوزن بقوله ويقوّم بفعله، وأنه ما من أحد يواجه رخاء مطلقا دون أن يكون قد تعرض إلى خطر كبير في رحلة حياته.

آآآهن أيتها الحكمة،،،!!!!
آهن وألف آهن كم بحثت في الآبار والبراكين التي تسكنيها، كم نمت ساعات طويلة في وعاء الصفحات التي تحمل صفاتك، وكم رافقت من جعلك عنوان ليومياته، وكم تمنيت أنني خلقت في زمنك الذي ذهب دون الإلتفات للخلف ولو مرة لـ منحني بصيص أمل أنه عائد.

رافقتك السلامة أيتها الحكمة، فأنت في مرقدك مرتاحه وسعيدة، وأنا في يومياتي مستنزف وتعب وحزين....!!!
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير