منحة ألمانية بقيمة 35 مليون يورو لتعزيز الفرص الاقتصادية اتفاقية تعاون بين سلطة المياه والبنك الاستثماري العساف" يظفر بجائزة افضل مدرب عربي للتايكواندو العساف" يظفر بجائزة افضل مدرب عربي للتايكواندو وزير الشباب يلتقي مدير عام الجمعية الملكية للتوعية الصحية الدولار يرتفع مقابل معظم العملات الرئيسية جامعة مؤتة تحافظ على تصنيفها العالمي ضمن تصنيف QS لعام 2026 وتسجل تحسنًا في مؤشرات الأداء الحكومة تبدأ عقد اجتماعات لمناقشة التوصيات المتعلّقة بتجويد منظومة تشريعات الإدارة المحلية الامن العام : إصابة طفلة إثر سقوط مسيرة في لواء الأزرق الزعبي: 95.5% من المواطنين أعربوا عن رضاهم عن سهولة الإجراءات في مراكز الخدمات الحكومية لجنة عمليات السوق المفتوحة تُقرر تثبيت أسعار الفائدة على أدوات السياسة النقدية "من حق إسرائيل الدفاع عن النفس". "البلقاء التطبيقية" تتصدر الجامعات الحكومية الأردنية بتصنيف "التايمز" 35 % ارتفاع بعدد الشركات المسجلة الأمن العام : سقوط مسيرة بمنطقة ابو نصير، وأضرار بمركبة ومظلة انتظار حافلات وفيات الخميس 19-6-2025 الصين : إجلاء نحو 70 ألف شخص جراء الفيضانات ارتفاع أسعار الذهب وسط التوترات في الشرق الأوسط طقس حار نسبيًا حتى الاحد جرش: صورة حية من صور الأمن الوطني

كتب محمود الدباس.. إقطَعوا حِبالَ العُبوديةِ الوهميةِ تِلك.. أو اترُكوا غَيركُم يقطَعها لكُم..

كتب محمود الدباس إقطَعوا حِبالَ العُبوديةِ الوهميةِ تِلك أو اترُكوا غَيركُم يقطَعها لكُم
الأنباط -
كتب محمود الدباس..
إقطَعوا حِبالَ العُبوديةِ الوهميةِ تِلك.. أو اترُكوا غَيركُم يقطَعها لكُم..
 
عِندما تذهبُ إلى الصحراء.. وترى طفلاً صغيراً يقودُ جملاً عملاقاً بحبلٍ يكادُ ينقطعُ مِن شِدةِ وَهنِه وقِدَمِه.. حينَها تعلمُ يَقيناً بأن هذا العملاق أصبحَ مُؤمِناً بِعجزهِ عن الإفلاتِ مِن هذا القيدِ العُبودي.. عِلماً بأنهُ لو أشاحَ برأسِهِ.. لألقى بالطِفلِ بعيداً وأفلت من ذلك الحبل بحركة واحدةٍ دون عناء.. ولكن استِسلامَهُ لخيطِ العبودِيةِ والتبعيةِ والرضوخِ لأوامرِ ذلكَ البدوي الذي يمتلكُه.. جعلَهُ مُنقاداً لِتلكَ اليَدِ النحيلة المُمسِكةِ بالحبل الرفيع.. أو ليدِ عاملٍ مرتَزقٍ مِمَن وكلهم بأمر ذلكَ الجَمل.. 

وهذا ما يفعلُهُ المتسَلِطونَ.. أكانوا أفراداً سادِيونَ / سايكوباتِيونَ.. أو إدارات في مؤسسات رسمية او خاصة.. او جماعاتٍ / تنظيماتٍ.. أو حتى أنظمةٍ وحكوماتٍ استِبداديةٍ..
فيُمارِسونَ ما يُسَمى بالعَجزِ التَلقِيني على مَن يُريدونَ السيطَرةَ عليهِ.. ويكونُ التنفيذُ على عِدةِ مراحِل..
- المرحلةُ الأولى.. تكمنُ في سلبهِ الإيمانَ واليقينَ بِقُدراتهِ.. فيشعر بالعجز يتملكه من داخله..
- المرحلةُ الثانية.. تَتلَخصُ في إقناعِهِ بِعدَمِ قُدرَتهِ على إحداثِ التغييرِ في واقعهِ.. مهما حاولَ مِن اكتِسابِ مهاراتٍ وتَسَلحً بقُدُرات..
- المرحَلةُ الثالثة والأخيرة.. تكون بأن يُصبحَ مُنقاداً راضِياً مُستَسلِماً لما هو عليهِ.. وأنَ هذا هوَ قَدَرهُ المَحتُومُ والذي سَيَبقى عليهِ حتى مَماتِهِ..

فهذه مَدعاة للتفكر في أحوال الكثيرين منا.. الذين يتشبثون ويرتبطون بجذور الخوف وأغصان التردد واوراق عدم الثقة.. وهم مِمن يكتنزون طاقات هائلة.. ولديهم عظيم المهارات والافكار التي يفتقدها غيرهم.. ويمنعهم ذلك الخيط الرفيع الشفاف الذي رَبَطوا به أنفسهم بتلك الأغصان المتهالكة والتي في كثيرٍ من الأحيان تكون مشلولة.. او الاماكن البالية القابلة للانهيار.. او الافكار المريضة القابلة للموت في اي لحظة.. ولكن خوفهم من المبادرة وإلفِهم الطويل لذلك المقعد او الفكر او روتين الحياة الرتيب.. جعلهم غير قادرين لإبراز ما لديهم من طاقات وإبداعات ورفض لواقع مرير.. وعدم المبادرة للتحول إلى ما هو أفضل..

فكم منا مَن طرقت بابه فرص لكي ينتقل من عمله الى عمل آخر افضل.. او حتى ينتقل من مكان اقامته الى مكان ارقى واصح.. او تغيير فكر اتضح له انه غير سليم.. او ترك عادة سيئة مقيتة ورثها من مجتمعه.. ولكن خوفه من خوض غمار التجربة.. وركونه الى البقاء على روتين حياته المعتاد.. والذي يعتقد انه الافضل والانسب والقادر على السيطرة على كل مفاصله.. افقده الكثير من المكاسب التي سيحصل عليها جراء تركه لما هو عليه..

فهذا نداء إلى الجميع.. فلينظر كلُ واحدٍ منا إن كان هناك مِن خيط يربطه بمقعد.. او بزاوية في بيت.. او حارة.. او بفكر بالي.. او باشخاص سلبيين او لا يرتقون للمستوى المأمول.. ويثبط عزيمته ويمنعه من أن يكون مبدعا وصاحب مبادرة وإقدام.. فلا يتردد في قطعه ولا يتحسر عليه.. ولا ينظر خلفه.. وحلقوا عاليا.. وجوبوا عنان السماء بمبادراتكم الخيرة.. وبمواهبكم الخلاقة.. وبأفكاركم البناءة.. 

ولا تَدَع ذلكَ الخَيطُ الرفيعُ البالي والذي تنسِجُهُ في مُخيلتِكَ سبباً في انقيادِكَ الأعمى لِاي كان ممن يُريدون استغلالكَ وسلبكَ قرارك.. واعلم أن قرارَ قطعِهِ بِيدِكَ وحدَكَ.. فإن لم تستَطِع.. فاترُك لِغيرِكَ مَهمَةَ قطعِهِ ولا تَتعَنَت..
أبو الليث..
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير