الأنباط -
كتب محمود الدباس..
كنت في احدى المناسبات الفرايحية متخفيا.. اي ما كنت لابس الشماغ الاحمر والذي هو فخري واعتزازي.. وذلك حتى لا اجلب النظر وادخل في نقاشات وجدالات.. فننزع المناسبة عن هدفها.. ويغضب المعزب..
فلمحني احد الشباب وقال لي..
"يا رجل انا عرفتك.. انت بتكتب عن كثير مواضيع.. ولكن لم اجدك تكتب عن الغلاء الذي اصبح يخنق الكثيرين"..
فقلت له ان شاء الله خير.. صدقني انا من "الكثيرين"..
في الواقع كلام هذا الشاب جعلني اكتب هذه الكلمات البسيطة علني اخرج من دائرة العتب.. ولعل اذناً وطنية صاغية تسمع وتعي وتعقل.. فتخطط وتنفذ.. مع ان غيري كتب واسهب..
لا يخفى على اي انسان يعيش على ارض الاردن المباركة الا وشعر بارتفاع الاسعار.. حتى الذين يأكلون بملاعق من ذهب.. فالغلاء على الجميع.. ولكن مدى التأثير على الجيب يختلف.. فمن ليس في جيبه عشرين دينارا.. كمن في جيبه عشر بطاقات فيزا.. سقف كل واحدة منها مئة الف دينار..
فغالبية المواطنين اصبحوا مثل سيخ الشاورما.. النار على ظهرهم.. والسكين على صدرهم.. ومن باب التكريم والاعتزاز والادب لن اقول ويجلسون على الخازوق..
اسئلة كثيرة يطرحها المواطن البسيط.. الى متى سيبقى الحال على ما هو عليه؟!..
والى متى سنبقى نسمع تصريحات "السَوْفَ" التي تخلو من توقيتات واضحة.. ودون خارطة طريق نرى النور ساطع في نهاياتها على الاقل؟!..
والى متى سنبقى نحلم بجلب المستثمرين لينعشوا الاقتصاد. وليس حلبهم؟!..
والى متى سنبقى نشاهد غيرنا من الدول الفقيرة الموارد.. الغنية العقول.. تسبقنا بسنوات ضوئية.. ونحن نتغنى باننا ساهمنا في نهضة غيرنا؟!..
والى متى سنقبع تحت تأثير الواسطة والمحسوبية والمناطقية والجهوية كمظلة للفساد؟!..
والى متى سنحرم الرجل المناسب من المكان المناسب؟!..
للأسف هُن "مَتَياتٌ" كثيرات.. ويتعب اللسان من ذكرهن..
اقولها لاصحاب القرار بالله عليكو تفكروا خارج الصندوق.. وجيبولنا افكار من غير المألوفة.. بس اهم اشي خارج جيب المواطن.. لانه صدقوني جيبته مش مخزوقة.. بس ما بيها اشي "بَح"..
واقولها باللغة الفلاحية البسيطة وبالمختصر.. "احنا بنحب البلد.. وبدنا البلد.. وبنموت بالبلد.. بس من شاااااان الله.. لا تلزونا على الطور"..
ابو الليث..