كثيرًا ما يتبادر إلى ذهن القارئ العديد من الأسئلة حول نشأة الرياضات الإلكترونية في العالم وتاريخها العريق، وقد يتساءل البعض عن مستقبل الرياضات الإلكترونية في ظل الانفجار المعلوماتي والمعرفي والتطور في التقنيات التكنولوجية والأجهزة الكهربائية واللوحية.
بدأ مفهوم الرياضات الإلكترونية يظهر بشكل جلي بعد مونديال العالم عام 1982، عندما تغلب الفريق الإيطالي على نظيره الألماني في أول مباراة إلكترونية شهدت أكثر من 99 ألف متابع في بطولة أطلق عليها اسم سبيس انفيدرز، وفي عام 2003، شكلت لجنة دولية للألعاب الإلكترونية وتنظيمها على مستوى العالم، وبعد 12 عامًا، بدأ مفهوم الرياضات الإلكترونية يغزو الشرق الأوسط، فكانت إمارة دبي بطرح نسختها الأولى الرائدة في عالم الرياضات الإلكترونية بالتعاون مع شركة جالكسي رايسر التي تعد من أبرز الشركات في هذا المجال، ولكن كيف اندرجت الرياضات الإلكترونية في المملكة العربية السعودية؟ وما تأثير استحوذ الشركة السعودية Savvy Gaming على أبرز شركات الرياضات الإلكترونية؟ هل تحقق الرياضات الإلكترونية نموًا ملحوظًا في صناعة المراهنات الرياضية؟ كل هذا وأكثر تجده عبرثورة الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط
أوعز الأمير فيصل آل سعود إلى رئيس الاتحاد السعودي والاتحاد العربي للرياضات الإلكترونية بضرورة استغلال الفرص القائمة في الشرق الأوسط، ويأتي ذلك في ظل المنحى التصاعدي في نسبة الشباب التي تتردد على هذه الألعاب، بهدف توفير جميع وسائل الراحة وتعزيز البنية التحتية والنمو الرقمي.
كما وأشار سلطان بن خليفة آل نهيان، مدير مجلس إدارة الإمارات العربية للرياضات الإلكترونية بأن الإمارات العربية ستتصدر قمة المنافسة الدولية قي مجال الرياضات الإلكترونية خلال الأعوام القليلة القادمة، وأضاف آل نهيان أن الهدف من وراء تعزيز هذا المجال ونموه في الإمارات هو رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وزيادة الوعي لدى فئة الشباب لاستخدام هذه الرياضات بشكل فعال وإيجابي.
خلال جلسة القمة العالمية للتصنيع والصناعة، أعلن سلطان بن خليفة آل نهيان عن قدرة بلاده على تصدر ميدان المنافسة الدولي في مجال الرياضات الإلكترونية والتي ستقدم العديد من الفرص الاجتماعية والاقتصادية الضخمة، كما واستعرض آل نهيان جهود مؤسسة الإمارات التي تعمل منذ عام 2015 على تنمية هذا المجال وبناء مجتمع فعال في مجال الرياضات الإلكترونية من خلال نشر الوعي
لدى الشباب والعوائل على كافة المستويات وتشجيعهم لتطوير مهارات، كما وأعرب آل نهيان عن ثقته المطلقة بأن بلاده لديها القدرة خلال السنوات العشر المقبلة للمنافسة عالميًا في هذا المجال وبكل قوة.
كما وأضاف آل نهيان بأن المنافسة الرياضية الشريفة أمر لا مفر منه في هذه الصناعة، ولكن الأهم من ذلك هو تنمية البنية التحتية الرقمية للمجتمع وبناءه إيجابيًا، وأشار بأن هناك منحى تصاعدي في عدد المترددين على هذه الألعاب منذ بدء جائحة كورونا حتى يومنا هذا، وأكد بأن هذه الرياضات تجمع الناس من كافة أنحاء العالم وتزيد من تماسكهم بغض النظر عن جنسياتهم أو خلفياتهم العلمية والثقافية والدينية.
سلط آل نهيان الضوء على عالم الميتافيرس الذي تجتهد العديد من الشركات المرموقة في بناءه وتطويره، ولفت إلى أن العالم الافتراضي اليوم تربطه صلة قوية بعالمالرياضات الإلكترونيةفي العديد من المجالات الاجتماعية والاقتصادية، وهذا ما يؤكد على حجم الفرص الضخمة التي تقدمها هذه الرياضات على جميع الأصعدة.
كما ونوه آل نهيان على أن بلاده حريصة بشكل كبير لمواكبة التطور التكنولوجي الرهيب والتغيير العالمي في كافة المجالات الصناعية والإلكترونية، ولكن الهدف الأسمى لبلاده هو بناء دورًا ريادي للبلاد لنمو هذه الصناعة.
كما وأشار آل سلطان بأن بلاده يمكنها إضافة المزيد من القيم في صناعة الرياضات الإلكترونية، وعبر عن فخره بالجهود المبذولة من قبل القائمين على تطوير المجال الرياضة لدعم رسالة وقيم الدولة المتمثلة في تنظيم أول بطولة تحت عنوان التسامح في الرياضات الإلكترونية والتي تهدف إلى تعزيز روح المنافسة الشريفة القائمة على مبدأ التفاعل بين البشر بغض النظر عن الدين والعرق والثقافة والجنس، وتعزيز مبدأ الترابط للتواصل الفعال بينهم.
ويأمل آل نهيان بأن تصل هذه الرياضات خلال السنوات القادمة إلى مستوى الرياضات الأولمبية والتي تتيح للاعبين التنافس فيما بينهم، وحمل الميداليات والجوائز، وتعزيز فرص تمثيل بلادهم عالميًا، وأكد على ضرورة التعاون الدولي والإقليمي من أجل النهوض بهذا المجال واستغلال جميع الفرص المتاحة، وأشاد آل سلطان بجهود المملكة العربية السعودية والاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية والشعار الذي يحمله الاتحاد والذي يشير إلى ترابط ووحدة الدول عالميًا.
أستعرض رئيس الاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية، بولجي فوستر خلال جلسة القمة العالمية للتصنيع والصناعة جهود الاتحاد في تعزيز أواصل الترابط بين دول العالم خلال جائحة كورونا من خلال الفعاليات التي تم تنفيذها في الولايات المتحدة، والإمارات العربية
والمملكة السعودية، وأكد على أن توجه البشر اليوم يسير في الطريق الصحيح نحو التنافس وبناء جسور المحبة والتعارف باستخدام الرياضات الإلكترونية وتعزيز نموها، وشدد فوستر على ضرورة مواصلة الاتحاد العمل دون كلل من أجل تشجيع التسامح والتكامل والابتكار باستخدام الرياضات الإلكترونية، باعتبارها المنهج الصحيح لنمو التواصل البشر وتعزيز روابط التعارف بالتعاون مع العالم الافتراضي.
أما فيما يحمله المستقبل من خفايا للرياضات الإلكترونية، أكد فوستر على أن الفرص المستقبلية لهذا المجال هي أداة حيوية من أجل تحسين الصحة العقلية والنفسية للبشر، كما وصفها فوستر بأنها معيار لنمو النشاط الاقتصادي والتكنولوجي وتعزيز المجال الرقمي، وأشار أيضًا إلى ضرورة الاستثمار وتحديد الاستراتيجيات المستقبلية لنمو صناعة الرياضات الإلكترونية خلال السنوات المقبلة.