الأنباط -
لماذا كانت فلسطين محل إغراء لهم؟؟
لم تكن فلسطين في البداية من البلدان التي فكر بها هيرتزل عندما قرر إنشاء وطن قومي لليهود وإنهاء شتاتهم. فكانت أوغندا من ضمن الخيارات ثم المكسيك ثم غيرها من البلدان. إلا أن الفكرة قد تغيرت وأصبحت فلسطين بعد أن روجوا لأساطيرهم التوراتية وخرافاتهم بأنها أرض الأجداد ويجب على كل يهودي العودة إليها..وظل الحلم مستمرا إلى أن اشتعلت أتون الحرب العالمية الأولى فكان من نتائجها تكريس الوعد من قبل بريطانيا الحاضنة الدافئة والأولى بإقامة وطن لليهود على أرض فلسطين.وتحقق هذا الوعد بعد الحرب العالمية الثانية التي لم تكن لتشتعل ويذهب ضحيتها قرابة 70 مليون إنسان لولا أن الصهاينة أرادوا وقوعها .دخلت الولايات المتحدة طرفا بها وخرجت كأقوى دولة بعد أن أنهكت بريطانيا العجوز ،فكانت السد المنيع والحاضنة الثانية لما يسمى بدولة إسرائيل.
لكن لماذا فلسطين؟
قال ناحوم غولدمان أحد زعماء الحركة الصهيونية من مواليد روسيا " لم نختر فلسطين لمعناها التوراتي ولا لأن مياه البحر الميت تعطي سنويا بسبب التبخر قيمة ثلاثة آلاف مليار دولار من المعادن وأشباه المعادن وليس لأن مخزون فلسطين من النفط يعادل عشرين مرة مخزون الأمريكيتين مجتمعتين بل لأن فلسطين نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم ولأنها المركز الاستراتيجي العسكري للسيطرة على العالم"
ومن هذا التصريح الخطير نستطيع استنتاج سبب تزاوج الأطماع الصهيونية والغربية في فلسطين بما يلي.
الموقع الاستراتيجي لفلسطين حيث تقع بالنسبة لسطح الأرض في وسطه وعلى منتصف الطريق بين أقصى مشرقها القديم ومغربها الحديث.
هي بوابة الأوروبيين إلى الشرقين الأوسط والأقصى.
وهي الجسر الموصل بين آسيا وأفريقيا. وتشرف على بحرين غاية في الأهمية هما البحر المتوسط والبحر الأحمر.
كما تأتي أهميتها بسبب وجود الموانئ الطبيعية فيها خصوصا ميناء حيفا وما يتمتع به الميناء من ميزات مهمة بالنسبة للملاحة ومرور أنابيب النفط الذي يصدر إلى أوروبا بالإضافة إلى أهمية الميناء العسكرية لذلك كان محط الأطماع الأوروبية والصهيونية.
كما أن لفلسطين أهمية من الناحية الدينية والسياحية.
هذه بعض الأسباب التي أدت إلى ولادة مشوهة لن تحيا طويلا لدولة قامت على الظلم والقتل والطرد والاستيلاء على ما ليس لها بل قام على خرافات استحدثها حاخاماتهم وشوفينيتهم.
اغتصاب أجلس العالم على بركان لن يهدأ ويركن إلى السلام ما لم تحل قضية فلسطين وتعود الحقوق إلى أصحابها.
بديعة النعيمي