البث المباشر
هيئة تنظيم قطاع الاتصالات تستقبل الفريق الوطني لتقييم الثقافة المؤسسية وزير العمل: الحوار الوطني حول تعديلات الضمان الاجتماعي ينطلق الأسبوع المقبل بقيادة الاقتصادي والاجتماعي أورنج الأردن تدعم جايفكس 2025 وتبرز ريادتها في قطاع اللوجستيات سلاسل التوريد تحت الاختبار: من جائحة كورونا إلى الحروب مجمع الملك الحسين للأعمال يوقع اتفاقية مع شركة سمارت سيرف لتقديم خدمة نظام المحادثة الصوتي والكتابي الذكي البنك الإسلامي الأردني يحتفل بعرسان الزفاف الجماعي الاربعين عمّان الأهلية تفتتح فعاليات يوم الخريج الثاني لكلية الهندسة 2025-2026 الأردن نموذج للتسامح والتشاركية في ظل قيادته الحكيمة كتب ريد السربل - الكويت الأرصاد :كتلة هوائية سيبيرية تمتاز بالبرودة الشديدة تؤثر على المملكة الأربعاء مع هطولات لفترة محدودة تتركز جنوبًا... التفاصيل مشاركة القطاع الخاص في تطوير مخرجات التعليم المهني ضمن برنامج BTEC في اجتماع اليونيسكو. إرم أو رم الغائرة الاتحاد العربي للصحافة الرياضية يعقد اجتماعه الأخير لانتخاب مجلس ادارة جديد الخوالدة: شكرا للنشامى المدن الصناعية الأردنية وهيئة المدن والمناطق الصناعية الفلسطينية تبحثان تعزيز التعاون وتبادل الخبرات جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الأمن العام يدعو المواطنين للحذر مع تأثر المملكة بكتلة هوائية شديدة البرودة الدوريات الخارجية: جميع الطرق الخارجية سالكة رغم الأجواء الماطرة الدوريات الخارجية: جميع الطرق الخارجية سالكة رغم الأجواء الماطرة منتخب النشامى يبحث عن لقب تاريخي أمام المغرب في نهائي كأس العرب غدا

"من حق إسرائيل الدفاع عن النفس".

من حق إسرائيل الدفاع عن النفس
الأنباط -
د. حازم قشوع
 
هي جملة لا أصول لها سياسيا كما لا مصوغات لها قانونيا، كونها لا تحتوي على أصول قيمية منطلقة منها ولا تستند لمكيال العدالة ليتم وزنها بوزن الحقوق، وهذا ما يجعلها جملة تأتي بسياق خبري مفادها يقول "أنا مع اسرائيل" فى كل ما تقترفه من أعمال حتى لو كانت مشينة، وانا مع إسرائيل بكل ما تفعله من أجل السيطرة والهيمنة ذلك هو حال الخطاب الأمريكي، وهو الموقف الذي يتبناه البيت الأبيض بطريقة فيها من الغرابة كما تحمل مضمون استفهامي غريب الأطوار، لاسيما وان كل من يعارض تحكم إسرائيل بالمنطقة سيدخل تحت عناوين التشكيك والاتهامية، وهذا ما جعل من عبارة من حق اسرائيل الدفاع عن النفس عبارة قدرية وقد تصبح مقياس بعد مضى وقت قريب عندما تسقط بظلالها على أنظمة المنطقة ومواقفهم، وهو ذات الموضوع الذي سيجعل من قاعدته الاولى تحمل عنوان "من حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس" وليس من حق غيرها إلا الاستجابة للرغائبية التي تنسجم مع إسرائيل وحالها.
 
وهو الحال الذى يتطلب من الجميع التكيف معه وتفهم مالاته وعلى الجميع فى ذات السياق أن يتفهم ما الذى تقف عليه الصهيونية الدينية ويعمل للتأقلم مع رغبتها، بما فى ذلك انظمة المنطقة وقادة الرأي فيها على تنوع مشاربهم وتعدد أفكارهم حتى ترضى الرغبات الاصولية للصهيونية الدينية بما في ذلك وصول اسرائيل لما تريده من جغرافيا سياسية من النيل للفرات من جهة وإعادة بناء الهيكل وذبح البقرة الحمراء من جهة أخرى، وهو السياق الذي راح ليرسيه السفير الأمريكي لدى إسرائيل هاكابي منذ لحظة استلامه لمهامه، كما ذهب المبعوث الرئاسي ويتكوف يشرعن هذه الخطى من الناحية السياسية ويجعلها فى بحر غلو إسرائيل لعلو كعبها على مجتمعات المنطقة، وذلك وفق آليات بدت دخليه على الأعراف السياسيه والدبلوماسيه لكنها تندرج في إطار ناظم جديد يقوم على العبارة التي يقول مطلعها "من حق إسرائيل الدفاع عن النفس".
 
والغريب أن هذه الجملة التي أصبحت مرجعية سياسية ربما سيتطلب الأمر تدريسها في المناهج الدراسية وجعلها تشكل مكيال قانوني استثنائي من الواجب شرعنته فى الانظمه والقوانين كونه يشكل علامة فارقة لمبررات الاصطفاف الأمريكي مع إسرائيل ومبررات تسوق عملية انحياز الولايات المتحدة مع كل السياسات الإسرائيلية، مع انها ليست بحاجة لمبرر أو إعطاء جمل مبتورة تفيد ظروف الاصطفاف حتى لا تصبح هذه الجملة تشكل أساس منهجي عند الطرف الاسرائيلي ويتم تصديقها في نهاية المطاف كما الكذبة التي يتم ترديدها مرارا وتكرارا حتى تصبح واقع مع أن الحقيقة غير ذلك، وهذا ما يجعل من هذه الجملة تحمل عنوان جديد لنظرية "التباين المعرفي".
 
فإذا كان من "حق اسرائيل" ... فلا يوجد لغير إسرائيل حقوق، وإذا كان من "حق اسرائيل" الاعتداء على لبنان بكل وقت واستباحة فضاءات سوريا وقتما تشاء والتضييق على العراق قدر ما يمكن وصياغة قانون جديد للشعب الفلسطيني مفاده يقول "الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت"، والتمادي بالسيطرة على شريان المنطقة من مياه وكهرباء والغاز بدعوى الحفاظ على حق اسرائيل بالدفاع عن النفس و شعوب المنطقة مطالبة بالإذعان لمضمون هذه الجملة التى أصبحت قدريه، ولربما يتم ادراجها فى القانون الدولى تحت مسمى "من حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس" على اعتباره قانون فوق القانون ليصبح بذلك مرجعية فقهية تم اعتمادها فى قمة G7 التى انعقدت فى كندا مؤخرا، الأمر الذي يتطلب من المنظومة الدولية الإسراع في صياغة تعليماته الخاصة من أجل ضمان تنفيذ مشروع هذا القانون الجديد الذى يقول مطلع ابياته "من حق اسرائيل" !.
 
وإلى حين الانتهاء من وضع قانون جديد للحقوق الاسرائيلية فوق الحقوق الأممية فإن على كل المعنيين بناء سياقات تاريخية لتعريف السامية وجعلها تقتصر على تيار الصهيونية الدينية فقط ويتم استثناء كل من دونهم باعتبارهم "لفوف" على إسرائيل كما على المنطقة، حتى تصبح السيادة للصهيونيه اليهوديه التى تقف عليها إسرائيل تشكل السمة العامة للمنطقه ومجتمعاتها وذلك بعد انتهاء المناورة العسكرية الايرانية الاسرائيلية اقتساماً كانت نتائجها ام حسماً كان بيانها، فهل يتفق معى صوت الحكمة ان بقي لدينا اصوات هنا أو نماذج هناك بأننا وصلنا للدرك الأسفل من القاع و اوشكنا ان نرتطم بالواقع ونأمل أن يكون بسلام !.
 
ولعل جملة البيان التى يحاول صياغتها عبر المشهد المعاش، وهى تقوم على معادلة "أمريكا تحكم واسرائيل تتحكم"، هي جملة كانت معرفة ضمنيا في السابق ولم تكن ظاهره بهذه الفجاجة بالوقت الراهن، وهي ذات الجملة التي أخذت تشكل عناوين جديدة للمنطقة وعليها، وهذا ما يجعل المنطقة تتوحد من اجل رفض هذه الاسقاطات التي تسقط على مجتمعاتها وتعمل على حوصلة أنظمتها من أجل التقيد بها باعتبارها العنوان الناظم للمرجعيات الثقافية، الأمر الذي يجعل من حاضرة المنطقة ترفع شعار "من حقنا كما من حق غيرنا ان نعيش بسلام"، وذلك ضمن مرجعية حقيقية وأخرى سياسية تقوم على قوة القانون وليس على قانون القوة حتى يتفيأ الجميع بنعم السلام.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير