القوات المسلحة تحبط محاولتي تسلل وتهريب أد مصطفى محمد عيروط يكتب:مواجهة التحديات فيصل الشبول يكتب:مفترق «إخوان» الأردن فايز شبيكات الدعجه يكتب:المخدرات.. الثقة المطلقة تقود إلى الهاوية انطلاق مهرجان الافلام الأوروبية السادس والثلاثون في 13 سبتمبر شركة الكسيح تزيح الستار عن اللوحة الجدارية "جوى" انطلاق المنافسات النهائية لبطولة اليوبيل الفضي لخماسيات كرة القدم للشباب 2024. مهند أبو فلاح يكتب:" فوارق جوهرية " وزارة الاستثمار تطلق ايقونة المغتربون شركاؤنا في الاستثمار على منصة Invest.jo أبــو غزالــــة رئيـــساً للمجمع العربي الدولي للابتكار وعمّان مقراً له شركة زين توقع اتفاقية انشاء غرفة مراقبة مركزية وربط وزارة الشباب التعاون الإسلامي تدين استهداف الاحتلال للنازحين والعاملين في مدارس "الأونروا" 52.2 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الخارجية تدين استهداف احد موظفي الاونروا برصاص قناص إسرائيلي في الضفة الغربية 13 شهيدا بمجزرتين إسرائيليتين على منزل وروضة تؤوي نازحين بغزة واشنطن توافق على بيع رومانيا طائرات مقاتلة طراز أف-35 المحدثة أرتفاع صادرات الصناعات العلاجية واللوازم الطبية خلال 8 أشهر وفيات السبت 14-9-2024 أجواء معتدلة في اغلب المناطق ومائلة للبرودة ليلاً حتى الثلاثاء اللواء خالد السعيدات قصة وطن....
محليات

دور المرأة في الحفاظ على الهُويَّة الفلسطينية

 دور المرأة في الحفاظ على الهُويَّة الفلسطينية
الأنباط -
دور المرأة في الحفاظ على الهُويَّة الفلسطينية"
الانباط - لطيفة القاضي. 

كانت وما زالت المرأة العربية عنصرًا محوريًّا في بناء المنظومة الاجتماعيَّة والثَّقافيَّة والسِّياسيَّة، فقد سجَّلتْ حضورًا نضاليًّا منذ العهد النبويِّ لسيِّدنا "محمَّد" عليه الصَّلاة والسَّلام، فكانت "رُفيدةُ الأسلميَّة" صحابيَّة وممرِّضة، فهي أول ممرضة وجرَّاحة في الإسلام، وأيضًا الصحابية "الخنساء" -رضي الله عنها- كانت مجاهدة وشاعرة في صدر الإسلام، وكثيرًا ما يحدث تهجُّم على المرأة العربيَّة من قِبَل المجتمعات الأخرى، فهي مثالٌ على الدور الكبير الذي تلعبه في المجتمع العربي والإسلامي.
وتاليا نموذج عن المرأة العربية وهي المرأة الفلسطينيَّة فقد عملت على التصدِّي للانتداب البريطاني، وقاومته من خلال الانخراط المباشر في صفوف الثورة الفلسطينيَّة التي انطلقت منذ الرُّبع الأول للقرن العشرين، كما أسهمت في إغناء المشهد الثقافي الفلسطيني، واقتحمت أبواب التعليم منذ نهاية الحكم العثماني، وأدَّت أدوارًا مختلفة في الحياة الاقتصادية؛ فكانت التاجرة، والمزارعة والمعلِّمة والطبيبة والممرِّضة، لم تترك مجالًا للعمل إلا وكانت مشاركة فيه. ومع انطلاقة الثورة الفلسطينيَّة المعاصرة أسهمت الفلسطينيَّة بشكل فعَّال في مسيرة الثورة، فقدَّمت مئات الشهيدات، وشاركت في قطاعات الثورة.
إن مسيرة الفلسطينية عبْر تاريخها النضالي كانت نبراسًا للمرأة العربية، فكانت ضمن منظومة الفكر العربي والإسلامي. 
لا جرمَ أن المرأة الفلسطينية هي المناضلة، والأم، والمعتقلة، والمربِّية، لقد أدركت بوعي عالٍ أن دورها بجانب دور الرجل في الحفاظ على الموروث الثقافي والهوية الوطنية الفلسطينية، فتشكَّل لها وعيٌ محليٌّ حول أهمية دورها ورفع قيمتها في المجتمع الجمعي، فشاركت في المظاهرات، وساعدت الفدائيين بإمدادهم بالغذاء والدواء، وكانت تعمل على حماية الشَّباب من بطش واعتداءات الجنود الصهاينة.
وعلى الصعيد الثقافي تعدُّ الفلسطينيَّة محورًا أساسيًّا من محاور التنمية الثقافيَّة في المجتمع؛ وذلك لأنها تمتلك المقوِّمات الفكرية والإبداعية التي تستطيع من خلالها التعبير عن الهموم والقضايا التي تشغلها؛ الأمر الذي أدى إلى حفاظها على الهوية الثقافية، وينضوي ذلك على الحفاظ على العقيدة واللغة والتاريخ ووحدة المصير؛ لذلك فإن الهوية تحمل دلالتها من المحددات الأساسيَّة لثقافة الأُمَّة؛ لأنها تلصق الماضي والواقع لتنفتح أمام المستقبل، وتعتبر الهوية الثقافية للمرأة نموذجًا ثقافيًّا بحتًا وموروثًا يخرج من منبع الثوابت التاريخية والطبيعية والبشرية والثقافية التي تتميز بالثبات، وعلى نفس المنوال تتغير وتتطور عبر الأزمنة المختلفة من حيث أن الثقافة هي أحد أعمدة العادات والتقاليد وأنماط السلوكيات والمثل والعقائد والقيم الإنسانية.
وعلى المستوى الاجتماعي، لقد قامت اللجان النسوية بالمساعدات التعليمية والصحية والاقتصادية؛ ففي ذلك الوقت كانت المرأة تستخدم أسلوب التعليم المنزلي؛ حرصًا منها على تعليم أطفالها ومتابعة العملية التعليمية بشكل مكثَّف؛ كون التعليم سلاحًا فعَّالًا في مواجهة الاحتلال. فقد أدت المراة دورها في الحفاظ على الأُسرة من الانهيار النفسي والمعنوي بسبب الحروب المتتالية، وعملت على مؤازرة ذوي الشهداء والمعتقلين وتقديم العون لهم.
كان دور المرأة في الحفاظ على الهوية الوطنية كبيرًا، وذلك من خلال محاولات الاحتلال وسياساته القمعيَّة لكسر صمود الشعب الفلسطيني، وشطب هويته وموروثه الوطني، وانعكس ذلك على المرأة، فأصبح الحفاظ على الهوية الوطنية من أولويات المرأة الفلسطينية، فعملت على تكريس الهوية بطرُق مختلفة، مستمدة ذلك من الواقع الذي تعيشه، فظهرت المرأة في ميادين النضال الفلسطيني؛ بداية من المنزل، مثل: إسعاف الجرحى، ثم الحياكة، إلى الشارع للمظاهرات والمواجهات مع قوَّات الاحتلال الإسرائيلي. 
وعلى نطاق الذاكرة، لعبت المراة دورًا مهمًّا في الحفاظ على الهوية والتاريخ الفلسطيني ذلك لدحض رواية الأعداء الصهاينة ومحاولة استبدال الرواية الفلسطينية؛ وبالتالي طمس الهوية وبعثرة الذاكرة الوطنية الجمعية التي يحرص كل فلسطيني على التمسك بها؛ لأن الذاكرة هي محور أساسي للتاريخ الشفوي؛ ذلك أن المرأة لها دور في حفظ الذاكرة والتدقيق في التفاصيل من خلال الحكاية الشفوية؛ لأن لها القدرة على الإفصاح عمَّا كان يدور من أحداث عبر الزمان والتاريخ، ومهما كانت الظروف إلا أنه يعتبر واجبًا وطنيًّا نضاليًّا أن تنقل المرأة التاريخ بين الأجيال.
ومن ناحية التراث والفن كانت الفلسطينية تُتقن فنَّ التطريز اليدوي، وأيضًا الحياكة؛ ولذلك تتميز فلسطين بالتطريز على الأثواب، مثل: تطريز علَم فلسطين، وشكل المفتاح الذي يُعبِّر عن التمسُّك بحق العودة، وأيضًا الزيتونة والأرض للتعبير عن معاني ومكان الأرض في وجدان الشعب الفلسطيني، وكلها رموز تراثية شعبية من المطرزات، استطاعت المرأة من خلال هذا الفن أن تحافظ على الهوية والموروث الثقافي الإبداعي المميز الذي يميز الشعب الفلسطيني عن غيره من الشعوب العربية؛ تأكيدًا منها على التراث، والتصدي للمحاولات الممنهجة التي يقوم بها الاحتلال لسرقة التراث الشعبي الفلسطيني.
وعلى مستوى اللغة، فإن اللغة تعتبر عنصرًا مهمًّا من عناصر الهوية الثقافية؛ لأن كل لغة تُعبِّر عن هوية ثقافية خاصة بالمجتمع الذي يعمل على توظيفها في الاتصالات المختلفة؛ ولذلك تجدر بنا الإشارة إلى اللهجات التي تتعدد في اللغة الواحدة، فمثلًا من خلال العادات والتقاليد يتولد لدى الأفراد الذين توارثوها أسلوب اجتماعي من خلاله يمكن التفاعل بين الأفراد؛ فهي الدعائم التي يقوم عليها التراث الثقافي في كل بيئة اجتماعية، ومن هنا يتوجب على كل فلسطيني أن يرفع المستوى الفكري للحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، وأيضًا تفعيل دور المؤسَّسات المجتمعيَّة والتربويَّة للحفاظ على الهوية، وزرع القيم والأخلاق والعقيدة السليمة
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير