الأنباط -
دعوني أستنسخ من كتاب " وصفي التل مشروع لم يكتمل " لـ الكاتبة ملك التل ما يلي :
حمد الفرحان وهو من رفاق وصفي التل المقربين يقول : خلال علاقتي الشخصية مع وصفي التل التي أمتدت أربعة عقود " 1931_1971 " (لم أسجل عليه كذبة واحدة ) لعل هذه الجملة البسيطة التي تحمل قيم جليلة كانت سببا واضحا لعشقنا للأيقونة الراسخة في قلوبنا الشهيد وصفي التل .
"صالح" وصفي مصطفى وهبي التل الذي ترعرع في كنف جده لأمه الكردية منيفة ابراهيم بابان في مدينة عربكير الكردية العراقية من ثم ترحل ليعيش مع جده لأبيه الذي رسخ فيه حب العلم والزراعة والصدق والأمانة ، وصفي كان رجلا منذ نعومة أضافره حيث كان حاضرا للمؤتمر الوطني الحاشد عام 1934 ليتبلور فكره السياسي من ذلك الحين ، ولعل من أبرز المواقف القومية التي سطرها الشهيد وصفي كانت عندما كان طالبا في الجامعة الأمريكية ببعثة تفوق لدراسة العلوم والفلسفة حيث قاد مظاهرات صاخبة في غرب بيروت ومسيرات من لبنان إلى العراق لنصرة ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الوجود البريطاني في العراق .
وصفي كان عروبيا بالفطرة لم يرضى بالوجود البريطاني من ثم الصهيويني في فلسطين ، أسس خطة عسكرية لتحرير فلسطين لكنها لم ترى النور إلى وقتنا هذا ، وصفي كان يملك مشروع زراعي كان سيجعلنا مكتفين ذاتيا لكن مشروعه لم يكتمل ، وصفي كان مسؤولا بكل ما تحمل الكلمة من معنى وسياسيا بارعا يشهد له العدو قبل الصديق ، إلى وقتنا هذا بعد مرور خمسين عام على اغتياله من قبل قوى الغدر البائسة ما زال كرسي رئاسة الوزراء فارغا بالنسبة للأردنيين إلى أن تلد إحدى أحرار وطني على من هو شاكلة وصفي.