الأنباط -
عمرالكعابنة
في كل مشروع إنشائي للجسور أو للأنفاق أو تعبيد الطرق وفتح طرق جديدة أو بناء أي مباني حكومية أو إعادة تأهيل للبنية التحتية، نجد خللا واضحا في عملية تنفيذ تلك المشاريع من قبل أصحاب العطاءات والجهات الرسمية المعنية.. ويكون الخلل إما عبر تجاوز مدة إتمام المشروع كما هو الحال مع الباص السريع المثال الجلي والوضح والاكبر لمثل هذه الحالة ، وإما أن يكون هنالك رداءة في تنفيذ تلك المشاريع مثلما ما يحصل في كل فصل شتاء في البنية التحتية لشوارع المملكة والأنفاق .
هذه الأخطاء الكارثية التي يتحمل عواقبها المواطن نتجت لعدة أسباب أبرزها غياب الرقابة على تلك المشاريع من قبل الجهات المعنية، وغياب ضمير أصحاب العطاءات الذين أقاموا مشاريع ذات جودة متدنية لا تطابق مخططاتها البتة وما نراه بشوارعنا خير دليل على ذلك، ولن أنسى الطرق الملتوية التي أرست تلك العطاءات لأصحابها .
وللحد من هذه الأخطاء وإنهائها لا بد من إعطاء سلاح الهندسة الملكي الأردني مهمة تنفيذ المشاريع الانشائية الوطنية، ولعل أبرز سبب في ذلك أن المؤسسة العسكرية تملك ثقة مطلقة من قبل الشارع الأردني، كما أن العسكري الأردني مثال يحتذى به في العمل الجاد والاحترافية وسرعة الأداء، ولنا في جمهورية مصر العربية مثال يحتذى به حيث قام جيشها ببناء تسع مدن جديدة عدا عن الجسور والأنفاق وتعبيد الطرق وإعادة تأهيل البنية التحتية . وغيرها من المشاريع الكبرى.
وهنا لا بد من التذكير أن حكومة هاني الملقي في نهاية عام 2017 سعت لبناء مدينة جديدة أو ما عرف بــ مشروع "العاصمة الجديدة " وبحسب رئيس الوزراء الأسبق فإن المشروع كان مخططا لمدينة استثمارية جديدة على اراضي الخزينة ، والإسهام بشكل كبير في ايجاد حلول لمشكلة النقل في العاصمة عمان والتخفيف من الازمات المرورية والكثافة السكانية العالية في العديد من المناطق.. ولكن .. بقي المشروع حبرا على ورق كغيره من المشاريع التي لم تر النور والتبريرات دائما جاهزة.