كتّاب الأنباط

محمد القريوتي : تقارير وتقارير … متى سنرى إنجازاتنا ؟

{clean_title}
الأنباط -
بين الفينة والاخرى يخرج علينا تقرير من هنا ودراسة من هناك وكأننا حقل تجارب ، فهذا يقيمنا وذاك يشخص حالنا والاخر يصنفنا ومنهم من يوجهنا ! فإلى متى سنبقى هكذا وأين هي إنجازاتنا التي يجب أن تتحدث عن نفسها وأن نكون نحن من نتحدث عن أنفسنا؟

مؤخرأ صدر تقرير يشخص القطاع الخاص في الاردن وأين هي التحديات والفرص وركز هذا التقرير على فرص القطاع الخاص في ثلاث قطاعات رئيسية هي السياحة والخدمات اللوجستية وتكنولوجيا المعلومات. لا شك أن هناك معلومات مهمة في هذه الدراسة ولكن أليس المعلومات التي بنيت عليها الدراسة متوفرة لدينا ، وزودت من قبلنا ومنواقعنا ومعلوماتنا الاحصائية . تقرير دولي آخر صنف الاردن الثاني عربيا والسادس عشرعالميا في مجال الامن والامان ، أوليس شعار الاردن هو أننا بلد الامن والامان … فما هو الجديد؟

حين أقرأ هذه التقارير ينتابني الفخر والعزة بوطني الحبيب قيادة وشعبا ، وأننا نملك القوة والعزيمة ، ولكن أحيانا نفقد البوصلة ، ونترك غيرنا يتحث عنا بدلا من أن نتحدث عن أنفسنا بعزم قوانا . نحن نمتلك قوى لا تملكها أي دولة في العالم فشعب الاردن شعب فتي ، مواطنينا يمتلكون العلم والثقافة في كلا الجنسين أي أن الاجيال القادمة ستخرج من رحم العلم والمعرفة . أحد التقارير تحدث عن الشعب الفتي في قطاع تكنولجيا المعلومات وأن 33% من العاملين بهذا القطاع من الاناث وهذا أعلى من المعدل الدولي ، وأن نمو هذا القطاع تضاعف نسبة الى الناتج المحلي الاجمالي 5 مرات ، وأن 35% من عمل هذا القطاع توجه للتصدير أي تصدير الخدمات التكنولوجية ، يضاف لها الخدمات اللوجستية والتي نجحت بشكل مؤثر في الاردن ، وإحتضن الاردن كبار الشركات العالمية والشركات الاردنية الواعدة في تصدير الخدمات من خلال أن يكون مركز لوجستي لتصديرها ، فنرى الان شركات عالمية ومحلية أصبح مركزها الاقليمي في الاردن في مجال مراكز الاتصال العالمي.

نتحدث عن السياحة ، فالاردن يمتلك أجمل مناخ وأربع فصول وبكل الاتجاهات ، نمتلك المواقع السياحية والاثرية التي لا توجد في أي بلد في العالم . نحن نمتلك أخفض نقطة في العالم في البحر الميت ويمتلك هذا المكان 10 صفات تميزه عن العالم أجمع . هل تعلمون أن أحد الميزات الموجودة في منطقة البحر الميت هي تركيبة الاكسجين التي تساعد على تعافي مرضى الكورونا بشكل أسرع ولكن ماذا نعمل في هذا المجال ؟ لا شيء … نملك أهم مقامات الصحابة ومرتفعات شاهقة وآثار لا تحصى ، فالبتراء مثلا ووادي رم وعجلون وجرش والمغطس ، فما أجمل ما نملك ولكن لا ندرك …

موقعنا الجغرافي والجيوسياسي ، فالاردن يعتبر مركزا إقليميا لتوسطه ومركزا إقليميا للعبور فهذا كنز نملكه ، وأفرزت جائحة كورونا ميزة إضافية لنا حين عدلت منظومة سلاسل التزويد والامداد وتحولت المنظومة من اللامركزية الى المركزية الجزئية وبهذا يمكن أن يلعب الاردن الدور الاكبر بأن يكون مركزا لوجستيا لدول المنطقة إضافة الى ميزة موقع خليج العقبة والممر البري والمجال الجوي.

دائما يتحدث سيد البلاد عن الامن الوطني وأهمية تدعيم القطاعات التي تمثل أمن الاردن الوطني ، فقطاعات الصناعة والزراعة والنقل والاتصالات والطاقة والمياه والصحة هذه ليس فقط قطاعات أعمال فقط وإنما هي قطاعات تمثل أمنا وطنيا تحافظ على ديمومة النسيج الاجتماعي وتحافظ على كينونة المواطن الاردني وبالتأكيد القطاع المالي هو داعم مهم لهذه القطاعات وممكنا له . هذه قطاعات لا ينظر لها من منظور الربح والجباية فقط وإنما ينظر الى أهمية ديمومتها حتى ولو تكلفت الموازنة في دعمها فديمومة الانسان أهم بكثير من مرحلية المحاسبة المالية بمنظورها التقليدي.

القطاع الصحي نرى به تحديات كثيرة ولكن لنرى ماذا يحوي هذا القطاع من ميزات ، فعدد المستشفيات في الاردن 115 مستشفى 64 منها لدى القطاع الخاص و51 مستشفى لدى القطاع العام ، وعدد الاسرة قرابة 15 الف سرير منها قرابة 5 الاف سرير لدى القطاع الخاص و10 الاف سرير تقريبا لدى القطاع العام ، وينطلق من الاردن الان وبهوية أردينة يقودها القطاع الخاص المستشفى الافتراضي الاول في المنطقة والمعني بالعناية الصحية في مكان طالب الخدمة ومدعما بأحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي . يشغل هذا القطاع الاف العاملين من مختلف التخصصات وأيضا يوفرأهم فرصة للاردن لاستقطاب السياحة وهي السياحة العلاجية والصحية ، وللعلم الاحصائية العالمية تقول بأن المعدل العام أن يكون لكل 250 مواطن سرير طبي ، الاردن مثلا 1200 مواطن لديهم سرير، السعودية كل 10 الاف مواطن لديهم سرير ، ومعظم دول العالم تتراوح بين 2000 الى 5000 وأكثر النسبة من المواطنين لكل سرير . احصائية اليوم بمصابي كورونا مرتفعة قليلا عن المعدل فوصلت عدد الاصابات الى 3739 ونسبة الفحوصات الايجابية 8.04 % ونسبة الاشغال بأقصاها وصلت الى 40 % لهذا اليوم في بعض التفرعات ، وما نحتاجه اليوم تعظيم الوعي والاقبال على المطاعيم والتحوط وإتباع وسائل الوقاية ولبس الكمامات مهما كان.

كل هذا ونقول … نحن نعرف ما نملك ونستطيع أن نتحدث عن أنفسنا وعن إنجازاتنا وعن إخفاقاتنا ، ولكن دعونا نتسلح بالانجازات ونبني عليها ولا نبقى عالقين بالطاقات السلبية وشبح الماضي . الطاقة الايجابية يجب أن تكون رسالة وطن ولا شيء غيرها وليكتب من يكتب وليحلل متى يريد فلن يثني ذلك من عزيمتنا ورفعة وطننا ومليكنا وشعبنا … فنحن هنا لنبقى وسنبقى .

حمى الله الوطن قيادة وشعبا وأدام الله علينا نعمه .
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )