الأنباط -
ثقة سفراء دول اجنبية بأن الاردن مقبل على نهضة غير مسبوقة، لم تأت عبثا، وانما من خلال معلومات ومتابعة لمسار اقتصادي يمتد عمره لأكثر من 21 عاما، تعزز في السنوات الخمس الماضية بدخول ولي العهد الأمير الحسين رسميا الى معترك الحكم والإدارة.
السفير الأجنبي الذي حدثني في لقاء قريب عن هذه النهضة التي سيلمس أثرها المواطن الأردني في غضون السنوات التسع المقبلة، تقوم على الإبتكارات وليس على الثروات الطبيعية التي يفتقر لها الاردن.
كلام السفير الذي سبق مشاركة ولي العهد الأمير الحسين باسبوع تقريبا، في قمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" في الرياض والتي شارك سموه بها مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني، شاهدت سموه يترجمه ببرنامجه الطموح لمواجهة ظاهرة التغير المناخي.
الامير الحسين، حفظه الله ورعاه، رسم في هذه القمة معالم هذه النهضة، بدعوته الحكومات إلى تبني سياسات على مستوى الحكومات لمواجهة أثر التغير المناخي عبر اعتماد أساليب الزراعة الحديثة التي توفر الموارد المائية واستدامة التحول نحو الطاقة المتجددة والتشجيع على اعتماد المركبات الكهربائية وتحويل النفايات إلى مصدر للطاقة.
وسموه عرض أمام المشاركين ما يواجهه الأردن من تحديات مناخية، في مقدمتها ندرة المياه،و موجات اللجوء المتتالية على مدار العقد الماضي والتي أثرت على موارده الطبيعية.
ومع كل ذلك، قال الأمير: الأردن لم يغفل أهمية الحفاظ على البيئة.
التكتيك الأردني لمواجهة التغير المناخي، جزء لا يتجزأ من عملية التنمية الشاملة، التي تكافح البطالة والفقر من خلال ترجمة الإبتكارات الأردنية والمستقلة من العالم إلى استثمارات تولد فرص عمل للشباب والأجيال المقبلة.
والخطة الأردنية الوطنية للنمو الأخضر 2021 – 2025، التي اطلع سمو الأمير المشاركين في قمة الرياض على أبرز تفاصيلها تستهدف النهوض في العديد من القطاعات منها الزراعة والطاقة والمياه وإدارة النفايات.
وركز الأمير الحسين أن المساهمة الأردنية المحددة لعام 2030 لتقليل الانبعاثات تمثل التزاما أدبيا وأخلاقيا ومهنيا وعلميا في هذا الاتجاه ليكون الاردن شريكا إقليميا ودوليا في جهود مواجهة التغير المناخي والتخفيف من تبعاته.
ولضمان نجاح الجهود المبذولة لمواجهة التغير المناخي، لفت الأمير انتباه الجميع إلى وجوب
تغيير النظرة السائدة تجاه هذا التحدي والعمل على تطوير النظام التعليمي الذي سيساهم في تطوير الحلول لمحاربة هذه الظاهرة العالمية.
الطاقة البديلة وإدارة النفايات بطريقة حضارية للمساهمة في توفير بيئة صحية، جزء لا يتجزأ من الخطة الأردنية في استقطاب الاستثمار إلى مقومات حديثة تعزز من منافسة المنتجات الصناعية على كافة انواعها واختصاصاتها عالميا، بأقل الكلف.
الاستعدادات الأردنية لمواجهة التغير المناخي، بتحويل تحديات هذه الظاهرة إلى فرص استثمارية ونوعية وذات قيمة مضافة، تحتاج إلى فريق اقتصادي وبيئي حكومي قادر على ترجمة أفكار الأمير الحسين المستمدة من نهج ورؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى استثمارات حقيقة تشكل فارقا في الدخل الإجمالي ورفع منسوب التنمية إلى أرقام تنخفض معها معدلات البطالة والفقر، ويعظم دخل المواطن والأسرة.
قيادتنا الهاشمية دوما تقدم أفكارا فريدة اقتصاديا، ولكن مشكلتنا المتواصلة في بطء التنفيذ أو عدم قدرة الادوات الحكومية الاستجابة إلى ترجمة هذه الأفكار الى واقع.
المعطيات المستقبلية التي تحدث عنها السفير الاجنبي، صعب توقعها بالجيل الرسمي الحالي، ولكنه قال إن هذه النهضة سيقودها من أطلق عليهم جلالة الملك في بداية عهده الميمون، فرسان التغيير.