الأنباط -
المواطنة كالطائر فهو لا يطير سوى بجناحين، وجناحا المواطنة هما الحقوق والواجبات، وذروة سنام المواطنة الإنتماء للوطن الذي يقتضي أن تتواءم الحقوق والواجبات على اﻷقل وإن كان اﻷفضل أن تميل اﻷمور لصالح الواجبات، والمواطنة علاقة بين الوطن والمواطن في ظل بيئة اﻹنتماء إليه؛ وبالمقابل على الدولة دعم كل مواطن صالح وتعزيز ذلك ليكون نموذجاً يحتذى لغيره:
1. إذا كانت علاقة المواطن مع وطنه محكومة بالمواطنة فنحن نتجه صوب الدولة المدنية العصرية ولغة خلق المواطن الصالح الذي يجبّ وطنه ويغار عليه ويحفظه وينتمي إليه بكل ما أوتي من قوة، وعكس ذلك فنحن نتحدث بلغة المصالح.
2. البعض ينظر للوطن كبقرة حلوب يغذي بها حاجاته دون الإلتفات لواجباته، فهذا أناني ومصلحجي فأنبذوه.
3. والبعض ينظر للوطن كحقيبة مسافر، يتلذذ بنعمه وقت الرخاء ويلملم حاجاته منه وقت الشدة ويهم بالسفر ولا يهمه سوى حاجاته وأمواله، فهذا ينظر للوطن كمحطة فازدروه.
4. والبعض ينظر للوطن كسمفونية أو ربابة يعزف عليها وقت يشاء، فهذا قناص فرص ومنافق فكبّوه وطرّوه.
5. والبعض يتأرجح بين حلب الوطن ومص دمه من جهة وبين مغادرته وفق مصالحه من جهة أخرى، فهذا متذبذب فاهجروه.
6. والبعض ينظر للوطن كأم رؤوم ويعشق ترابه ويدافع عنه بالمهج واﻷرواح، ويرى أنه خلق ورزق منه ولا ينتظر العطايا أو المنح، فيبقى يخدمه ويبقى على أرضه أنّى كان، فهذا منتمي للوطن فحيّوه وحبّوه.
7. على الدولة بالمقابل أن تعزز روحية الإنتماء والمواطنة الصالحة لدى الجميع ليكونوا قدوة ونموذج متميز لغيرهم؛وبالتالي عليها دعم المواطنين الصالحين والشرفاء والمخلصين بكل طاقاتها؛ وبالمقابل محاسبة الفاسدين والعابثين والناعقين وغيرهم.
بصراحة: الوطن بحاحة للوقوف لجانبه هذه اﻷيام أكثر مما مضى دون منة، والوطن ليس بقرة حلوب أو حقيبة مسافر أو سمفونية مصالح، فالوطن اﻷرض والعرض والشرف والكرامة وأكثر، وحماية منجزاته الحضارية وإنجازاته والبناء عليها وعدم اﻹساءة إليه بتصرفاتنا واجب الجميع من منطلق المواطنة اﻹيجابية والفاعلة والصالحة.