الأنباط -
تفرض جامعة العقبة للتكنولوجيا كل يوم إيقاعها الأكاديمي المنفرد في العديد من التخصصات وأبرزها الذكاء الاصطناعي.
هذا التخصص أنشيء في هذه الجامعة الفريدة في كل شيء، حتى بيئتها التعليمية، استجابة لرؤى سلطة منطقة العقبة الاقتصادية، لتوفير كفاءات بشرية تستجيب لجهود استقطاب استثمارات نوعية تحدث فارقا في النهضة الاقتصادية المأمولة.
والذكاء الاصطناعي سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. ومن أهم هذه الخصائص القدرة على التعلم والاستنتاج وابتكار برامج حاسوبية متقدمة في الخدمات والمنتجات لم يسبق وان تم برمجتها في الٱلة أو الأجهزة التي وجدت لتيسير حياة البشر.
والملفت أن خريج هذا التخصص، لن يجد معضلة في الحصول على وظيفة فور تخرجه، والسبب أن الاستثمارات في كل دول العالم، والاردن جزء منه، تهرول خلف هذا التخصص، لمزاياه في تقليل الكلف وتقديم خدمات جاذبة للزبائن في المؤسسات الخدمية المصرفية والعامة والصناعية، وأهميته في تحسين المنتج وتجويده.
تخصص الذكاء الاصطناعي الذي التقط جدواه فئة قليلة من أبناء المجتمع الأردني بما فيه العقبة، يفترض أن يكون وجهة الشباب الأردني قبل الطب والهندسة والصيدلة وغيرها، لأن هذا الاختصاص سيصبح قريبا لغة العالم الاقتصادية. وفي الدول الاقتصادية الكبرى، غدا هذا التخصص وجهة طلبة التعليم العالي، وعنوانا للنهضة الاقتصادية الرقمية المقبلة عليها، والتي سيظهر فارقها الإيجابي في ارتفاع دخلها الإجمالي في غضون السنوات العشر المقبلة.
ولأطلاعي على هذا الاختصاص من خلال الاحتكاك بخبرائه، انصح الطلبة الأردنيين، الزحف باتجاه هذا التخصص، لمستقبله المضمون كوظيفة ومصدر دخل وأيضا أن صاحبه سيمضي في رحلة تطوير كفاءته يوميا، لمساحات الإبداع والابتكار التي يوفرها هذا العلم الجديد.
وبدلا من الذهاب الى التخصصات الجامعية الراكدة في سوق العمل، فإن الإقبال على تخصص الذكاء الاصطناعي الوحيد في جامعة العقبة للتكنولوجيا سيكون له أثره الكبير على سوق العمل و ضمان عدم جلوس دارسيه بعد تخرجهم في صفوف البطالة.
كلما اكتظ الاردن بهذا التخصص بين ابنائه، كلما تشجعت الصناعات في كافة المجالات للقدوم إلى الاردن، كون توفر كفاءات بالذكاء الاصطناعي، يعني ضمان انخفاض الكلف وتجويد المنتج وبالتالي المساهمة في رفع ميزان التصدير مقابل الاستيراد.
كلفة دراسة تخصص راكد قد تساوي كلفة دراسة الذكاء الاصطناعي، الذي يعني لصاحبه أنه مطلوب ليس في الاردن فقط وانما في كل دولة تمضي قدما في تخوضها الاقتصادي.
ما لاحظته أن الثقافة العامة الشعبية عن هذا التخصص، لا زالت سطحية وغير عميقة، ولو دخل أبناؤنا على محركات البحث، لغدا الذكاء الاصطناعي وجهتهم الدراسية الأولى.