كتّاب الأنباط

خالد فخيدة يكتب... خطأ الغذاء والدواء في معركة قموه

{clean_title}
الأنباط -

خالد فخيدة

تصريح المسؤولة السابقة في المؤسسة العامة للغذاء والدواء بأن طعامنا مسرطن لا يسقط بنفي المسؤولين الحاليين والبيانات الورقية.
ما صدر عن المسؤولة السابقة بكل تأكيد ليس من باب المتعة الإعلامية أو حجز مكانا على منصة الشهرة في الاردن، وسنتعامل معه على محمل الجد كون ما أدلت به ليس من نائب يريد تسجيل شعبية أو شخصية معارضة تريد إدخال الحكومة في أزمة.
عدم سلامة بعض اغذيتنا، جرس قرعته، مديرة مختبرات السابقة مؤسسة الغذاء والدواء سناء قموه، ورد عليها مدير المختبرات الحالي امجد الرشايدة بأنه لا يوجد أغذية مسرطنة في متناول الأردنيين.
وقموه سبق أن أثارت جدلا بهذا الخصوص سابقا، وسرعان ما تلاشى ذلك الجدل، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن ما جرى حينها ليس أكثر من (شو ) جماهيري.
اليوم الأمر مختلف، فالتصريحات المتصاعدة الصادرة من قموه وبالعكس من الرشايدة اصبحت تحتاج إلى لجنة محايدة لنفي ما تحدثت به قموه أو تأكيده.
وتدخل لجنة صحة مجلس النواب جاءت في الوقت المناسب، ومطلوب من اللجنة التحقيق بحيادية والوصول إلى الحقائق وعرضها أمام الناس بشفافية حتى وإن كانت موجعة.
وأعتقد أن المؤسسة العامة للغذاء والدواء كان الأجدى بها بأن ردت بمهنية وحرفية على الدكتورة قموه ما دامت واثقة من إجراءاتها بأن أعلنت في بداية المواجهة عن طلبها جهة علمية متخصصة ومحايدة للوقوف على اتهامات قموه والتحقيق فيها مخبريا وبكل الوسائل العلمية المتاحة، لبث الطمأنينة بين المواطنيين والتأكيد دون حاجتها إلى إجراءات عملية وعلمية بأن غذاءهم صحي وسليم.
ولو تعاملت المؤسسة مع تصريحات قموه بمهنية وجدية وراحت بالاتجاه الذي أشرنا اليه، لكسبت ثقة المواطن في الجولة الأولى من المواجهة، وبثت السكينة في نفسه لحين صدور نتائج تحقيقات اللجنة الصحية النيابية.
قد اكون مطمئنا بأن غذاؤنا سليم وخال من المواد المسرطنة، ولكن أصدق المسؤولين القول بأن تصريحات قموه بصفتها خبيرة وبنت المؤسسة أثارت في داخلي قلق بأن يكون كلامها صحيحا.
ولأن المؤسسة لم ترتق إلى مستوى تهم قموه ولجأت في تفنيدها إلى الرد الإعلامي التقليدي، جعلت القلق ملازما للمواطن لحين ما يثبت العكس في التحقيقات النيابية.
قموه، لم تثر خوفا شعبيا من أن يكون جزءا غذائهم مسرطنا، وانما كشفت عن مدى أزمة الثقة المحتدمة بين الحكومة وبين الشعب.
إدارة الأزمة جزءا من أسباب الثقة والطمأنينة، وهي التي غابت عن مؤسسة الغذاء والدواء في إدارة المعركة مع سناء قموه.
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )