الأنباط -
ببضع كلمات وردت في سياق خبر نشر على استحياء على الصفحات الداخلية لصحفنا الورقية اليومية، وبثوان معدودة في نشرة إخبارية تلفزيونية ،مر بهدؤ حتى لا أقول بتجاهل حدث له دلالات سياسية واقتصادية وعلمية ذات تأثير كبير على بلدنا،وهو حدث ولو وقع في بلد آخر خاصة من بلدان اقليمنا، لتحول إلى عنوان رئيسي لكل وسائل الإعلام المرئي والمسموع في ذلك البلد ،ولعقدت حوله البرامج السياسية والعلمية والاقتصادية لتحليل أبعاده وآثاره ،لكن ذلك كله لا يحدث في الأردن، فالحدث ليس بمستوى أهمية (خزق) بنطلون،وليس له بعد فضائحي،ولايساهم في رفع منسوب السوداوية والإحباط عند الأردنيين ولا يهز ثقتهم بدولتهم،حتى تنشغل به وسائل التواصل الاجتماعي وقبلها ووسائل الإعلام ،بل على العكس من ذلك كله،فالخبر يتحدث عن انجاز، يقول إن لدينا مايبدد الاحباط، ويخرجنا من مربع السوداوية، ويعزز ثقتنا بمؤسساتنا وخاصة قواتنا المسلحة التي يدور حولها الخبر محل حديثي.
يقول الخبر أن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية اللواء الركن يوسف احمد الحنيطي زار المنطقة العسكرية الوسطى, وهو أمر عادي وطبيعي لكن غير العادي هو ما تضمنه الخبر والرسالة التي تريد ايصالها القوات المسلحة من نشرها للخبر, الذي أعلنت من خلاله ادخلها للخدمة أسلحة حديثة من بينها صاروخ صمم وطور بأيدي وعقول أردنية فقد جاء في الخبر " تابع رئيس هيئة الأركان المشتركة رمايات لدبابة زايد (لوكلير) التي دخلت الخدمة حديثًا، ورماية على الصاروخ الجديد (ترمينيتر) المضاد للدبابات والمصمم والمطور في مصنع شركة جدارا للمعدات والأنظمة الدفاعية الأردنية، في إطار التوجيهات الملكية السامية التي تهدف إلى تطوير الصناعات الدفاعية المحلية التي تعزز الأحترافية والكفاءة القتالية لدى القوات المسلحة بما يمكنها من أداء واجباتها العملياتية".
هذا الخبر للقوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) يحمل الكثير من الدلالات والمعاني, أولها أن قواتنا المسلحة مازالت هي الأقدر على ترجمة توجيهات ورؤى جلالة الملك وتحقيقها على أرض الواقع، وثانيها أننا قادرون على الإنتاج وصولاً إلى مرحلة الإعتماد على الذات حتى في أصعب المجالات وادقها،اعني بها العلوم والصناعات العسكرية, علما بأن هذه العلوم والصناعات هي التي تقف وراء تطوير الكثير من الصناعات والاقتصاديات الاخرى خاصة في الدول الكبرى المتقدمة،وثالثها أن لدينا إنجازات نستطيع أن نفاخر بها،على عكس مايريده لنا المثبطون.
ومن دلالات خبر القوات المسلحة أيضاً أن لدينا عقول قادرة على الابتكار وعلى التطوير عندما تتوفر لها الإمكانيات والاجواء المناسبة, وهو بالضبط ما توفره وتحرص عليه رئاسة الأركان المشتركة للجيش العربي، لذلك تظل قواتنا المسلحة نموذجا يحتذى،وتظل دعوتنا دائمة لعسكرة أجهزة ومؤسسات الدولة، بمعنى أن تحكمها قيم قواتنا المسلحة وأسس عملها.
Bilal.tall@yaoo.com